كشف وزير الخارجية الروسي، الجمعة، عن توقف عملية التفاوض بين
تركيا والنظام السوري على خلفية اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غربي سوريا، وذلك على الرغم من تكثيف أنقرة جهودها خلال الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات مع دمشق.
وتوجهت الأنظار الأسبوع الماضي إلى
روسيا حيث اجتمع الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة دول "بريكس"، إذ تحدثت تقارير عن وضع ملف التطبيع بين تركيا ونظام بشار
الأسد على الطاولة خلال اللقاء.
وقال لافروف في حديثه مع صحيفة "حرييت" التركية، إن ملف التطبيع التركي مع
النظام السوري "كان أحد المواضيع التي تناولها لقاء أردوغان مع بوتين"، مشيرا إلى أن بلاده "تبذل جهودا متواصلة لإنهاء الصراعات بين دمشق وأنقرة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "تطبيع العلاقات السورية التركية له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أنه ناقش هذا الملف مع نظيريه الإيراني والتركي أواخر شهر أيلول /سبتمبر الماضي خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية "أستانا" في نيويورك.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى إجراء سلسلة من الاتصالات على مستوى وزارات الخارجية ووزارات الدفاع وأجهزة المخابرات في إطار الصيغة الرباعية لروسيا وإيران وتركيا والنظام السوري في العاصمة الروسية موسكو العام الماضي.
وبحسب لافروف، فإن هذه الاتصالات حددت القضايا التي تتطلب اهتماما خاصا في ملف التطبيع، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين و"مكافحة الإرهاب" وضمان أمن الحدود.
وتركز أنقرة التي أعادت مسار التطبيع المتعثر مع الأسد إلى الواجهة خلال الأشهر الأخيرة على ضرورة استئناف العلاقات من خلال بحث ثلاثة ملفات رئيسية هي مكافحة الإرهاب في إشارة منها إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العصب العسكري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرقي سوريا، فضلا عن ملفي عودة اللاجئين السوريين وضمان أمن حدودها مع سوريا.
وفي السياق، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسد إلى إجراء لقاء في تركيا أو بلد ثالث من أجل بدء حقبة جديدة من العلاقات، إلا أن النظام السوري شدد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي السورية في المقام الأول.
وقال وزير خارجية روسيا، التي تعد حليفا رئيسيا للأسد، في حديثه للصحيفة التركية، إن "اختلاف مواقف دمشق وأنقرة (بشأن انسحاب القوات التركية) أدى إلى توقف عملية التفاوض".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن نظام الأسد "يصر على أنه من الضروري أولا توضيح مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية. بينما تؤكد تركيا التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها من حيث المبدأ، لكنها تعرض مناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق".
وزير الخارجية الروسي، شدد على أن بلاده "ستشجع بنشاط الاستئناف السريع لعملية التفاوض، بما أن هناك إشارات من العاصمتين باهتمام جدي باستئناف الحوار"، حسب تعبيره.
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.