أثار حجم الهجوم الإسرائيلي على
إيران، فجر السبت، انتقادات في الأوساط السياسية داخل دولة
الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدم ضربه "أهدافا استراتيجية" ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته
طهران ضد "تل أبيب" مطلع الشهر الجاري.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير
لابيد، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "قرار عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران كان خاطئا"، مشددا على أنه "كان بإمكاننا، بل وكان ينبغي لنا، أن ندفّع إيران ثمنا باهظا".
وبالرغم من ذلك، أضاف لابيد: "أهنئ سلاح الجو الإسرائيلي الذي أظهر مرة أخرى تفوقه الجوي وقدرات عملياتية على أعلى مستوى في العالم"، معتبرا أن من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل، عرفوا هذا الصباح أن الجيش الإسرائيلي قوي ويستطيع الهجوم بقوة والوصول إلى أي مكان".
بدورها، انتقدت تالي غوتليف النائبة الإسرائيلية بالكنيست عن حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين
نتنياهو، الهجوم الإسرائيلي، مقللة من جدواه.
وقالت غوتليف في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس"، إن "عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية سيظل صرخة لأجيال عديدة"، معتبرة أن عدم مهاجمة احتياطيات النفط الإيرانية "خطأ فادح".
وأضافت أن إيران "شلت بلادنا بإطلاق الصواريخ على كافة أراضي إسرائيل"، مشيرة إلى أن الاحتلال "أهدر فرصة لإضعاف إيران في التحول إلى قوة نووية لسنوات عديدة".
وشددت النائبة الإسرائيلية على أن "مهاجمة المنشآت العسكرية الإيرانية لا تغير معادلة توازن الرعب في الشرق الأوسط"، معتبرة أن الهجوم الأخير ضد إيران "مجرد دليل على أننا قادرون، وكان من الأفضل عدم القيام به".
وقالت إن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو "للأسف استسلام لإدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن التي لا تفكر لحظة واحدة في مصالح إسرائيل"، في إشارة إلى التقارير التي تحدثت عن الضغوطات الأمريكية على الاحتلال من أجل تخفيف حدة الهجوم حتى "لا يقود إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة".
بدوره، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان " "للأسف، يبدو أنه بدلاً من تحصيل ثمن حقيقي، تكتفي الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى بالإجراءات الفخمة والعلاقات العامة. شراء الصمت بدل القرار الواضح".
فيما قالت عضو الكنيست تالي غوتليب، إن "عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية واحتياطيات النفط خطأ فادح".
وتابعت "لقد أضعنا فرصة لإضعاف فرص إيران في أن تصبح قوة نووية لسنوات عديدة".
اظهار أخبار متعلقة
وفجر السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا عن بدء هجومه الانتقامي على إيران من خلال استهداف مواقع عسكرية في الأراضي الإيرانية "بشكل موجه بدقة".
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم، إن "إسرائيل" استهدفت إيران بثلاث موجات من الضربات، وقد استهدفت الموجات الأولى من الضربات الإسرائيلية نظام الدفاع الجوي لإيران.
وفي حين أعلن جيش الاحتلال عن انتهاء هجومه بعد ساعات قليلة من انطلاقه، قالت إيران إن دفاعاتها الجوية نجحت في صد الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى وقوع "أضرار محدودة" في بعض المواقع.
من جهته، أعلن الجيش الإيراني، السبت، عن مقتل عسكريين اثنين "أثناء التصدي لمقذوفات الكيان الصهيوني المجرم"، وفقا لما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وعلى مدار ما يقرب من ثلاثة أسابيع، ترقب العالم الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على إيران، خاصة أن الاحتلال توعد على لسان كبار مسؤوليه بهجوم كبير على الجمهورية الإسلامية ردا على هجومها الصاروخي الأخير.
اظهار أخبار متعلقة
ومطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شنت إيران هجوما صاروخيا على الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 200 صاروخ باليستي، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وجاء الهجوم كذلك ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الراحل إسماعيل هنية، خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، في نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وتعهد جيش الاحتلال بتوجيه هجوم كبير ضد إيران ردا على الهجوم الصاروخي الأخير، في حين أكدت طهران عزمها على توجيه رد أكثر شدة في حال أقدمت "إسرائيل" على أي هجوم انتقامي.