منعت
جامعة كولومبيا أستاذًا مؤيدًا للاحتلال
الإسرائيلي من دخول الحرم الجامعي مؤقتًا، مؤكدة أنه قام مرارا وتكرارا بمضايقة وترهيب موظفي المدرسة.
وقالت صحيفة "
نيويورك تايمز" في تقرير لها إن شاي ديفيداي، الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال، شخصية مثيرة للانقسام في الحرم الجامعي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعدما اتهم الجامعة بعدم بذل ما يكفي من الجهد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، والتي يقول إنها معادية للسامية على نطاق واسع وتدعم الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن ديفيداي "غالبًا ما يصور مقاطع فيديو لناشطين طلابيين وإداريين وينشرها على الإنترنت، وهي أفعال يقول منتقدوه إنها تتجاوز حدود اللباقة والسياسة".
اظهار أخبار متعلقة
في الأيام الأخيرة، استخدم الأستاذ ديفيداي حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) والذي يضم أكثر من 100 ألف متابع، لاتهام العديد من المجموعات الطلابية بـ"دعم الإرهاب"؛ ونشر اسم وعنوان بريد إلكتروني لأستاذ في جامعة كولومبيا اقترح أنه "يوافق على الاغتصاب والقتل والتعذيب والاختطاف".
ووصف ديفيداي، رشيد الخالدي، وهو باحث
فلسطيني محترم في كولومبيا متقاعد حديثا، زورا بأنه "متحدث باسم حماس".
في الأسبوع الماضي، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حماس على "إسرائيل" (عملية طوفان الأقصى)، نشر البروفيسور ديفيداي مقاطع فيديو لنفسه وهو يتابع كاس هولواي، كبير مسؤولي العمليات في الجامعة، لعدة دقائق بكاميرا ويوجه إليه أسئلة حول سبب السماح للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي في ذلك اليوم.
وسأل ديفيداي في الفيديو، وسط خلفية صاخبة من الهتافات والنشاط المؤيد للفلسطينيين: "كيف سمحت بحدوث هذا في السابع من أكتوبر؟" وأضاف: "عليك أن تقوم بعملك. ولن أدعك ترتاح إذا لم يسمحوا لنا بالراحة".
ويذكر أن الجامعة أعلنت أنها أخطرت البروفيسور ديفيداي بقرارها الثلاثاء الماضي.
وبينت الصحيفة أن ديفيداي، رفض طلب إجراء مقابلة، لكنه نشر مقطع فيديو مليئًا بالشتائم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اقترح أنه سيقاضي الجامعة على قرارها وأنه "لن يذهب إلى أي مكان".
اظهار أخبار متعلقة
وقال إن الجامعة اتخذت قرارها لأنه "لم يكن خائفًا من الوقوف في وجه الغوغاء البغيضين".
وذكرت الصحيفة أن "الإجراء ضد ديفيداي هو علامة أخرى على النضال الذي تخوضه كولومبيا والجامعات الأخرى لإيجاد طرق لإضفاء بعض الشعور بالطبيعية على الحرم الجامعي، مع السماح بالاحتجاجات على الجانبين".
كانت كولومبيا، مثل العديد من الجامعات، تحت ضغط شديد في العام الماضي من قبل الطلاب والخريجين والمانحين المؤيدين لـ"إسرائيل" للحد من النشاط المؤيد للفلسطينيين، والذي يقولون إنه انحرف إلى "معاداة السامية".
في أبريل/ نيسان، مع احتدام الاحتجاجات في الحرم الجامعي، حظرت كولومبيا ناشطًا طلابيًا بعد ظهور مقطع فيديو للطالب يقول فيه إن "الصهاينة لا يستحقون الحياة". واستدعى المسؤولون الشرطة لاعتقال المتظاهرين الذين شاركوا في المعسكرات واستولوا على مبنى الحرم الجامعي.
وفي مواجهة انتقادات شديدة من جميع الأطراف، استقالت نعمت شفيق من منصبها كرئيسة لجامعة كولومبيا خلال الصيف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قولها إنها وجدت الأمر "محزنًا - بالنسبة للمجتمع، وبالنسبة لي كرئيسة وعلى المستوى الشخصي - أن أجد نفسي وزملائي وطلابي موضوعًا للتهديدات والإساءة".
وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، قالت الجامعة إنها تحترم حق البروفيسور ديفيداي في حرية التعبير ولا تحد من ذلك. وقالت إنه "قام بشكل متكرر بمضايقة وترهيب موظفي الجامعة في انتهاك لسياسة الجامعة" وأنها ستحد مؤقتًا من وصوله إلى الحرم الجامعي.
ولم يحدد البيان على وجه التحديد السلوك الذي أدى إلى القرار، لكن مسؤولي الجامعة قالوا إن سلوك ديفيداي تجاه الموظفين في ذكرى الهجوم كان السبب.
اظهار أخبار متعلقة
يذكر أن التقييد المؤقت من الحرم الجامعي لا يؤثر على عمل ديفيداي أو راتبه، وقال مسؤولون بالجامعة إن ديفيداي، الذي لم يكن يدرس هذا الفصل الدراسي، يمكنه الاستمرار في تقديم المشورة للطلاب وإجراء البحوث.
وجاء في بيان الجامعة أن ديفيداي يمكنه العودة بعد أن "يخضع للتدريب المناسب على سياساتنا التي تحكم سلوك موظفينا".
وكان البروفيسور ديفيداي قد مُنع مؤقتًا من دخول الحرم الجامعي مرة واحدة من قبل، في نيسان/ أبريل عندما كان يخطط للذهاب إلى معسكر طلابي مؤيد للفلسطينيين في وسط الحرم الجامعي والهتاف بأسماء الأسرى لدى حماس.
وبدأ في بناء قاعدة جماهيرية على الإنترنت في الأيام التي أعقبت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عندما ألقى خطابًا عاطفيًا وصف فيه الدكتورة شفيق، الرئيسة السابقة، بأنها "جبانة" لرفضها الوقوف في وجه ما أسماه "المنظمات الطلابية المؤيدة للإرهاب" في الحرم الجامعي.