شدد وزير الخارجية العمانية بدر
البوسعيدي، على أن من يعتقد أنه "سيحقق السلام عبر القضاء على حماس أو هزيمة حزب الله، إما ساذج أو مخدوع أو يحاول عمدا تجنب الحقيقة"، مشددا على أن السبيل الوحيد لاستعادة السلام في المنطقة هو "إنهاء
الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين".
وقال البوسعيدي في بيان عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الجمعة، إنه "من السهل على بعض الحكومات أن تقف مكتوفة الأيدي وتدين التصرفات الإيرانية. ولكن هذا لا يحل أي شيء".
وأضاف أن "السياسة المألوفة المتمثلة في الدفاع عن إسرائيل مهما كانت النتائج لن تحل المشكلة، بل يتعين علينا بدلا من ذلك أن نعالج السبب الحقيقي للأزمة الحالية"، موضحا أن "هذا يعني مواجهة الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين هو السبيل الوحيد الذي يمكننا أن نأمل في استعادة السلام إلى المنطقة".
وشدد الوزير العماني، على أن "كل من يعتقد أننا قادرون على تحقيق السلام بوسائل أخرى ـ احتواء إيران، أو القضاء على حماس، أو إلحاق الهزيمة بحزب الله، أو تقديم الدعم السياسي والعسكري والمالي الثابت لإسرائيل ـ إما أنه مخدوع أو ساذج أو يحاول عمدا تجنب الحقيقة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "الحقيقة في هذا الموقف يصعب تحملها. فقد أرجأت العديد من الحكومات الغربية لفترة طويلة التعامل مع هذا الواقع، وفشلت في ضمان الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني اللذين لا يمكن أن توفرهما إلا الدولة".
وأشار البوسعيدي، إلى "تآكل حقوق وحياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بشكل تدريجي بسبب توسع المستوطنات غير القانونية وفرض نظام الفصل العنصري"، لافتا إلى أن "أنصار إسرائيل يتحدثون باسم القانون الدولي في حين أنهم يمنعون تطبيقه في حالة فلسطين مرارا وتكرارا".
واختتم الوزير العماني، حديثه بالقول إنه "لا بد أن يتغير هذا الآن. ولا بد أن يكون احترام القانون الدولي حقيقيا لا بالكلام بل بالعمل. ولا بد أن يُطلب من إسرائيل تعليق عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية ولبنان. ولا بد وأن يتبع ذلك عمل دولي جماعي لإنهاء احتلال إسرائيل غير القانوني لفلسطين. ولا بد من إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، مدعومة ليس فقط بحرف القانون بل وبكل الموارد المؤسسية والتنظيمية للمجتمع الدولي".
وكانت وزارة الخارجية العمانية، أدانت "العدوان الغاشم الذي تشنه إسرائيل على الأراضي
اللبنانية، وما يصاحبه من اغتيالات سياسية غير مسؤولة لا تراعي أي اعتبار للأعراف والقوانين الدولية"، مشددة على رفض السلطنة "الاستمرار في تجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة".
اظهار أخبار متعلقة
وشددت في بيان، على أن "الاحتلال المستمر منذ أكثر من سبعين عاما هو السبب الرئيسي وراء استمرار الصراع والعنف في المنطقة، ويعرقل أي جهود حقيقية لحماية حقوق الشعوب في تحقيق الأمن والاستقرار المنشود".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، اجتاز نحو 75 ألف لبناني وأكثر من 212 ألف لاجئ سوري الحدود إلى الأراضي السورية على وقع تصاعد وحشية العدوان الإسرائيلي، وفقا لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.
وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فإن حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى ألفين و11 شهيدا، و9 آلاف و535 جريحا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.