قضايا وآراء

فكرة للنظر.. متى يتعلم الغرب؟

إبراهيم الهنقاري
يبدو أن الشعوب والحكومات الغربية قد نسيت التاريخ أو أنسيت ذكره.!! وصارت تصف المقاومة الفلسطينية ضد النارية الصهيونية الجديدة بأنها منظمة إرهابية.!!
يبدو أن الشعوب والحكومات الغربية قد نسيت التاريخ أو أنسيت ذكره.!! وصارت تصف المقاومة الفلسطينية ضد النارية الصهيونية الجديدة بأنها منظمة إرهابية.!!
"فإنها لا تعمى الأبصار ولكن نعمى القلوب التي في الصدور." (سورةً الحج اية 46.)

في بحث له نشر مؤخرا رأى الصديق العزيز الاستاذ المحامي صباح المختار أصيل العراق الشقيق ومن أبرز أعضاء الجالية العربية في بريطانيا الذين عرفتهم وربطت بيننا ظروف الهجرة حلوها ومرها وظروف النضال من أجل أمة عربية واحدة متقدمة ومتطورة يحكمها الدستور والقانون وتتبنى قيم الحق والخير والعدل والحرية وكرامة الإنسان.

تلك هي القيم التي جمعت بين كبار المفكرين والمثقفين من أعضاء الجالية العربية في بريطانيا.! وإن كانوا يدركون أنّ الواقع العربي الحالي مازال بعيدا عن تحقيق ذلك الحلم العربي الكبير.

قال الصديق الاستاذ صباح المختار: إن الغرب قد تعلم الدرس من انتفاضة الأقصى في اليوم السابع من اكتوبر 2023. ! كلنا نتمنى بالطبع أن يكون الغًرب قد تعلم الدرس حقا من ذلك الحدث الكبير والمتميز في تاريخ النضال الفلسطيني من أجل التحرير والعودة على مدى ثلاثة أرباع القرن من عمر الزمن.! وكنا نتمنى أن تنتفض كل الديوك العربية وتؤذن في ذلك الفجر الفلسطيني الساطع مع ديك المقاومة الفلسطينية.!!

ولكن هل تعلم الغرب الدرس حقا.!؟

لاشك أن العديد من الدول الغربية التي كانت دائما تدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتمد ما يسمى "إسرائيل" بكل ما يعينها على محاولاتها اليائسة طوال تلك السنوات لقمع الشعب الفلسطيني وتضليل العالم بأن فلسطين هي أرضّ الميعاد.
لست على خلاف مع الصديق. العزيز بل إنني  أشاركه الأمل في أن يكون الغرب قد تعلم الدرس من عملية طوفان الأقصى وأن يدركوا أن ما قامت وتقوم به المقاومة الفلسطينية هو نفسه ما قام به الجنرال ديغول لمقاومة الاحتلال النازي لوطنه فرنسا.! وهو نفسه ما قام به وينستون تشيرشل لمنع النازية البغيضة من السيطرة على أوروبا.!! وهو نفسه ما قام به الجنرال أيزنهاور القائد العام لقوات الحلفاء في أوروبا لسحق العدوان النازي على اوروبا و على العالم.!!

ولكن يبدو أن الشعوب والحكومات الغربية قد نسيت التاريخ أو أنسيت ذكره.!! وصارت تصف المقاومة الفلسطينية ضد النارية الصهيونية الجديدة بأنها منظمة إرهابية.!!

لاشك أن العديد من الدول الغربية التي كانت دائما تدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتمد ما يسمى "إسرائيل" بكل ما يعينها على محاولاتها اليائسة طوال تلك السنوات لقمع الشعب الفلسطيني وتضليل العالم بأن فلسطين هي أرضّ الميعاد. وربط ذلك بعودة السيد المسيح عليه السلام إلى فلسطين قبل قيام الساعة.! كمحاولة إسرائيلية لجذب الدعم المسيحي لليهود المتهمين بصلب السيد المسيح كما يزعمون.!  " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم  رسول الله و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن   وما قتلوه يقينا.." سورة النساء اية 157.

كتبت العديد من البحوث حول "أرض الميعاد" التي وردت الإشارة إليها في القرآن الكريم وفي العهد القديم "التوراة." ولم يبين لنا القرآن الكريم لا مكان ولا حدود تلك الأرض. واكتفى بوصفها بأنها الأرض المباركة، ولكن النص التوراتي الذي لا نجزم بصحته يقول إنها الأرض التي وعدها الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم الخليل وذريته من بعده وهي كما يزعمون الأرض الممتدة من النيل إلى الفرات. ! وتشمل حسب الخريطة السياسية اليوم كلا من العراق والشام (سوريا ولبنان) وفلسطين والأردن وشمال المملكة العربية السعودية وشمال القطر المصري.!! يعني معظم ما يعرف اليوم بالشرق الأوسط.!!

لكي يتعلم الغرب الدرس لا بد للعرب أن يروا هذا الغرب عينهم الحمراء.! ولكن العيون العربية كلها مصابة بمرض التراخوما السياسية فهي لا تبصر ! ولكن العيون العربية تلبس كلها النظارات السوداء لتمنع عنها نور الشمس نور الحقيقة.!
في حرب الأيام الستة في يونيو 1967 استطاعت "إسرائيل" احتلال جزء من مصر (صحراء سيناء) وجزء من الشام (هضبة الجولان) ونصف مساحة الأردن وهي الضفة الغربية من فلسطين ثم جزء من جنوب لبنان.! ولكنها لم تستطع احتلال كل الأرض الموعودة لسيدنا إبراهيم الخليل وذريته من بعده.!

ربما لأن العرب أيضا هم من ذرية ولده إسماعيل عليه السلام كما صار بنو إسرائيل هم أحفاد سيدنا يعقوب بن سيدنا اسحق بن إبراهيم عليهم السلام. ويعقوب اسمه أيضا في بعض المراجع إسرائيل.!! والله أعلم.

لكي يتعلم الغرب الدرس لا بد للعرب أن يروا هذا الغرب عينهم الحمراء.! ولكن العيون العربية كلها مصابة بمرض التراخوما السياسية فهي لا تبصر ! ولكن العيون العربية تلبس كلها النظارات السوداء لتمنع عنها نور الشمس نور الحقيقة.!

نحن نملك كل الوسائل وكل الطرق التي تدفع هذا الغرب إلى احترامنا ولكننا صرنا كالدجاجة التي تنام على البيض ولكن البيض لا يفقس .! وقد طال نوم الدجاجة العربية حتى تجاوز ثلاثة أرباع القرن من الزمن ولم يفقس البيض ولا خرجت الكتاكيت.!! حتى جاء طوفان الأقصى وأذن الديك العربي الفلسطيني في فجر السابع من أكتوبر 2023، وزلزلت إسرائيل زلزالها.! وأخرجت المقاومة الفلسطينية أثقالها، وقال الغرب: مالها.!؟

لعل الغرب يتعلم الدرس كما يتمنى الصديق العزيز الاستاذ صباح المختار، والله على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.

*كاتب ليبي
التعليقات (0)