صحافة دولية

صحيفة تتحدث عن صفقة "غريبة" بين طهران وموسكو.. صواريخ مقابل الغذاء

تقدمت طهران مؤخرًا بطلب إلى موسكو بشأن تحديث أنظمة الدفاع الجوي لديها- الأناضول
تقدمت طهران مؤخرًا بطلب إلى موسكو بشأن تحديث أنظمة الدفاع الجوي لديها- الأناضول
نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرًا، تحدثت فيه عن كشف مصادر أمريكية أن الكرملين لم ينفِ تسلم الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، لا سيما في ظل حاجة جيشه في أوكرانيا في الوقت الحالي إلى أسلحة من هذا النوع.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن واشنطن نبهت حلفاءها الأوروبيين إلى أن طهران قد أرسلت بالفعل صواريخ متوسطة المدى - ربما تكون "فتح 360" - إلى روسيا عبر بحر قزوين.

وأضافت الصحيفة أن عددًا من المسؤولين الإيرانيين نفوا يوم الاثنين التاسع من أيلول/ سبتمبر هذه المعلومات بشدة، مذكرين بأن إيران لم تقدم أسلحة لأطراف الصراع، دون تبديد مخاوف بروكسل.

في هذا الصدد، قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو: "نحن ندرس الأمر مع الدول الأعضاء. وفي حال تأكيد هذا الاستلام، سيمثل ذلك تصعيدًا ماديًا كبيرًا في دعم إيران للحرب العدوانية الروسية غير القانونية ضد أوكرانيا".

وذكرت الصحيفة أنه في اليوم نفسه، طُرح السؤال على المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي رد قائلا: "هذا النوع من المعلومات لا يتبين دائمًا أنه صحيح، فقد اتضح أن الكثيرين سمعوا العكس تمامًا، هذا النوع من المعلومات نادرًا ما يتبين أنه كاذب، خاصة في السياق الحالي، حيث قام البلدان، اللذان يشككان تقليديًا ببعضهما البعض، بتعزيز تعاونهما بشكل كبير في جميع المجالات، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية".

اظهار أخبار متعلقة


عقد في طور الإعداد
وأوردت الصحيفة أن الجيش الروسي يعتمد على احتياطي غير محدود من الطائرات المسيرة من نوع "شاهد" لمهاجمة أوكرانيا، التي تنتج ايران الآلاف منها قبل أن يتم إنتاجها في عام 2013 بترخيص في تتارستان.

ووفقا لعدة مصادر، ساعدت إيران أيضًا، إلى جانب كوريا الشمالية، في تخفيف النقص في القذائف لدى الجيش الروسي في الربيع الماضي. وفي مقابل هذه المساعي الحميدة، يأمل نظام الملالي في الاستفادة من المعرفة الروسية في مجال الأسلحة الأكثر تطورًا.

ومنذ حوالي سنة، تم العمل على عقد لتسليم عشرات المقاتلات من طراز "سو 35"، وتقدمت طهران مؤخرًا بطلب إلى موسكو بشأن تحديث أنظمة الدفاع الجوي لديها، وطلبت نظام دفاع جوي من طراز "إس 400 تريومف" في حال نشوب صراع واسع النطاق مع إسرائيل.

وبينت الصحيفة أن الزيارات التي قام بها سيرغي شويغو مؤخرا إلى طهران، أولًا بصفته وزيرًا للدفاع الروسي، ومن ثم أمينًا لمجلس الأمن؛ اعتُبرت بمثابة علامات أخرى على هذا التعاون العسكري المتزايد.

وبخصوص إمكانية مساعدة إيران لحليفتها الروسية ببضع مئات من صواريخ "فتح 360"، يرى الخبراء العسكريون على جانبي الجبهة الأوكرانية، أن مثل هذا الطلب له ما يبرره أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يتمتع صاروخ فتح 360، الذي يصل مداه 120 كيلومترًا، بنفس خصائص الصاروخ السوفييتي القديم "إس 300"، الذي تستخدمه القوات الروسية على نطاق واسع في نسخته "أرض أرض"، ويقال إن روسيا استخدمت حوالي 2500 نسخة منه منذ بداية الحرب.

وفي حديثه إلى قناة تلفزيونية في كييف، أوضح كوفالينكو أن الروس أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم كفاءة الصواريخ الكورية الشمالية التي حصلت عليها موسكو من بيونغيانغ بتكلفة كبيرة، وهو ما أكدته مصادر عسكرية روسية على نطاق واسع.

ونوه كوفالينكو إلى أن الجيش الروسي سيستخدم بالتأكيد طائرات  "فتح 360"، ذات الجودة العالية، ضد أهداف قريبة من خط المواجهة، ولا سيما في محور سومي وخاركيف وسلوفيانسك وكراماتورسك.

اظهار أخبار متعلقة


"إنها المقايضة"
وأفادت الصحيفة بأنه على الجانب الروسي، لا تزال المراوغة هي السائدة. تعليقًا على ذلك، كتبت قناة "ريبار" على موقعها على التلغرام: "من حيث المبدأ، لا شيء يقف في طريق مثل هذا التسليم. أما الإيرانيون، فبالطبع لن يقولوا أي شيء، مثلما لم يقولوا شيئًا عند تسليم طائرات "شاهد" والقذائف إلينا".

من جانبه، وفي حديثه لصحيفة إيرانية، أكد النائب أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان، أن بلاده تبيع بالفعل صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا لا مقابل الحصول على طائرات وأنظمة دفاع جوي حديثة، بل لتأمين احتياجاتها من القمح وفول الصويا والذرة.

وفي ختام التقرير، قالت الصحيفة أن أردستاني اعتبر ما يحدث بين البلدين "مقايضة". وبناء عليه، تلقي المقايضة الضوء على التعاون العسكري الروسي الإيراني الذي يتم التباهي به كثيرًا.
التعليقات (0)