قالت منظمة "الديمقراطية الآن"
الأمريكية إنه "يجب على وزارتي الخزانة والعدل الأمريكيتين مصادرة أربعة مواقع
إلكترونية مملوكة للمتطرف الإسرائيلي بنزيون غوبشتاين، بما في ذلك الموقع الرسمي
لحزب القوة اليهودية الكهاني، لأنها تروّج للعنف والتطرف ضد
الفلسطينيين".
وذكرت المنظمة غير الحكومية في بيان لها
اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنها أرسلت في 3 سبتمبر، أدلة
تفصيلية إلى الوزارتين حول الروابط بين هذه المواقع والأيديولوجيات والمنظمات
المتطرفة والعنيفة والمزعزعة للاستقرار، وملكية غوبشتاين لهذه المواقع، وتوفير
خدمات DNS من قبل شركة
"كلاودفلير" الأمريكية.
وقال مايكل شيفر عمر-مان، مدير الأبحاث
لشؤون إسرائيل وفلسطين في منظمة "الديمقراطية الآن" DAWN: "ينبغي
على إدارة بايدن مصادرة هذه المواقع الإلكترونية التي تقدم خدماتها من الولايات
المتحدة والمملوكة لشخص إسرائيلي مُعاقب لأنها تنشر كراهية وعنفًا بشعًا ضد
الفلسطينيين وتغذي الفظائع اليومية غير المسبوقة التي نشهدها في غزة والضفة
الغربية".
وأكد "أن مصادرة هذه الأصول ستوجه
رسالة قوية مفادها أن دولتنا ستتخذ إجراءات ضد الأفراد والكيانات المُعاقبة التي
تروج لأيديولوجيات بالغة الخطورة والكراهية".
ووفق بيان منظمة "الديمقراطية
الآن"، فإنه "يمكن للحكومة الأمريكية حظر ومصادرة الأصول المملوكة أو الخاضعة
لسيطرة إسرائيليين مُعاقبين، وكذلك الكيانات التي تروج للعنف والكراهية في الضفة
الغربية، بناءً على الأمر التنفيذي 14115، الذي يستهدف العنف الإسرائيلي في الضفة
الغربية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت حتى
الآن عقوبات على 22 مستوطنًا إسرائيليًا وكيانًا، لكنها لم تعلن عن أي مصادرة أو
حظر لأصول هؤلاء الأفراد والكيانات المعاقبة.
وقال عمر ـ مان: "إن مصادرة موقع حزب
القوة اليهودية، الذي يحصل على خدمات من شركة أمريكية، سترسل إشارة قوية بأن
الولايات المتحدة ستعاقب حتى الأحزاب السياسية في الحكومة الإسرائيلية. كما أن
إيقاف الترويج للعنف السياسي ضد الفلسطينيين، خصوصًا من قبل الأحزاب في الحكومة
الإسرائيلية، هو الطريقة الوحيدة لإحداث تأثير فعلي على عنف المستوطنين".
وذكر البيان أن غوبشتاين، الذي فرضت عليه
الولايات المتحدة عقوبات في 19 أبريل 2024 بسبب أنشطته المتطرفة، استمر في نشر
الكراهية والعنف من خلال أربعة مواقع إلكترونية يسيطر عليها. تخضع هذه المواقع
للولاية القضائية الأمريكية لأن جميعها تستخدم شركة "كلاودفلير" الأمريكية
لخدمات DNS.
وحدد البيان مجموعة من المواقع التي قال
بأنها لعبت دورًا هامًا في الترويج للتطرف والكراهية ضد الفلسطينيين، وهي:
"ozma-yeudit.co.il" هو الموقع الرسمي لحزب القوة اليهودية في إسرائيل، الذي يتزعمه إيتمار بن
غفير، والذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ويدعم المستوطنين
العنيفين. كان غوبشتاين مرشحًا للكنيست ضمن قائمة حزب القوة اليهودية، لكنه
استُبعد من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية التي صرحت في قرارها أنه "يحرّض
على العنصرية بشكل منهجي ضد الجمهور العربي".
يُدرج غوبشتاين كمالك مسجل لاسم الموقع "ozma-yeudit.co.il" من قبل جمعية
الإنترنت الإسرائيلية. تُشير أسماء الخوادم الخاصة بالموقع إلى خوادم
"كلاودفلير".
"leava.co.il" هو الموقع الرسمي لمنظمة "ليهافا" التابعة لغوبشتاين، والتي فرضت
عليها الولايات المتحدة عقوبات في 11 يوليو 2024 لتورطها في "أعمال أو
تهديدات بالعنف ضد الفلسطينيين، غالبًا في مناطق حساسة أو متوترة". يُدرج
غوبشتاين كمالك مسجل لاسم الموقع من قبل جمعية الإنترنت الإسرائيلية. تُشير أسماء
الخوادم الخاصة بالموقع إلى خوادم "كلاودفلير".
"rabbikahane.org" هو موقع مملوك لغوبشتاين مكرس لتعليمات وقيم الحاخام مئير كاهانا العنيفة
والكارهة، وهو مؤسس وزعيم منظمة "كاه" التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من
قبل كل من إسرائيل والولايات المتحدة. المالك المسجل الحالي لهذا الموقع غير متاح
علنًا على موقع "ICANN" بعد أن تم
جعله خاصًا، ولكن الموقع كان سابقًا يُدرج غوبشتاين كمالك مسجل، ويمكن رؤية ذلك من
خلال الوصول إلى معلومات DNS التاريخية على
موقع "WHOXY".
"rabbikahane.co.il"،
المرتبط من "rabbikahane.org"،
هو موقع للتجارة الإلكترونية يبيع كتبًا كتبها زعيم المنظمة الإرهابية المصنفة
الحاخام مئير كاهانا. يُدرج غوبشتاين كمالك مسجل لاسم نطاق هذا الموقع من قبل
جمعية الإنترنت الإسرائيلية. تُشير أسماء الخوادم الخاصة بالموقع إلى خوادم
"كلاودفلير". يبدو أن الموقع يقبل التعاملات عندما يتم الوصول إليه من
عنوان IP أمريكي،
ويستخدم معالج بطاقات الائتمان "Nedarim Plus" لمعالجة المعاملات.
وأكد بيان منظمة "الديمقراطية
الآن" أنه وإلى جانب مصادرة هذه المواقع الإلكترونية الأربعة، يجب على
الحكومة الأمريكية اتخاذ خطوات إضافية لضمان عدم تقديم الشركات الأمريكية مثل
"كلاودفلير" خدمات عن غير قصد ـ أو عن علم ـ للمستوطنين الإسرائيليين
العنيفين الخاضعين للعقوبات أو للمواقع التي تروّج للعنف والكراهية ضد
الفلسطينيين.
وأضاف: “لتحقيق ذلك، يجب على وزارة الخزانة
والوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى تقديم توجيهات أكثر تحديدًا للشركات والبنوك
الأمريكية حول كيفية التعرف على الكيانات الخاضعة للعقوبات وضمان عدم تقديمها دعمًا ماديًا لها أو إمكانية الوصول إلى النظام المصرفي الأمريكي، مع فرض عقوبات على من
لا يمتثل".
وقال محسن فرشنشاني، مستشار العقوبات في
منظمة "الديمقراطية
الآن": "يجب أن يكون
لدى شركة كبيرة مثل 'كلاودفلير' برنامج امتثال شامل وأدوات فحص تكشف سريعًا
المصالح المحتملة الخاضعة للعقوبات داخل شبكة خدماتها".
يذكر أنه في 1 شباط / فبراير 2024، أصدر
الرئيس بايدن أمرًا تنفيذيًا بعنوان "فرض عقوبات معينة على أشخاص يهددون
السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية"، الذي أعلن أن التطرف والعنف من
قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية يمثل تهديدًا للمصالح الأمنية
القومية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. يُعرّف الأمر التنفيذي مجموعة من
الأنشطة، بما في ذلك تقديم التمويل أو السلع أو الخدمات للأفراد المحددين، مما قد
يؤدي إلى إضافة الأفراد أو الكيانات إلى قائمة المواطنين المصنفين خصيصًا والأشخاص
المحظورين.
وفي 19 نيسان / أبريل 2024، أعلنت وزارة
الخارجية أنها قد فرضت عقوبات على بنزيون غوبشتاين، زعيم منظمة ليهافا المتطرفة،
التي نشأت من حركة "كاه" المحظورة التي أسسها الحاخام مئير كاهانا،
والتي تستخدم العنف والترهيب ضد الزيجات المختلطة بين أعراق مختلفة في إسرائيل والضفة
الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أسباب فرض
العقوبات على غوبشتاين: "لأنه زعيم أو مسؤول في كيان شارك أعضاؤه في التخطيط أو إصدار
الأوامر أو التوجيه أو المشاركة في أعمال عنف أو تهديد بالعنف ضد المدنيين، مما
يؤثر على الضفة الغربية، فيما يتعلق بفترة ولايته، وكذلك كونه زعيمًا أو مسؤولًا
في كيان شارك أعضاؤه في أعمال ـ بما في ذلك توجيه أو تنفيذ أو فرض أو عدم فرض
سياسات ـ تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية، فيما يتعلق بفترة
ولايته".
وأشار بيان منظمة الديمقراطية الآن إلى أنها سبق
وأن قدمت ترشيحات لفرض عقوبات على 12 مستوطنًا إسرائيليًا عنيفًا وكيانات. وقد
فرضت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية عقوبات على خمسة من هؤلاء المستوطنين
والكيانات الذين رشحتهم المنظمة.
إقرأ أيضا: باحث يهودي: ما يحدث في غزة يوازي حروبا وصفتها أمريكا بـ"الإبادة الجماعية"