للشهر الـ11 تواليا من الحرب، ارتفع عدد
ضحايا
العدوان الإسرائيلي من
الأطفال إلى 16 ألفا و456 قتيلا، إضافة إلى آلاف المصابين
منهم، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ولم تتوقف
جرائم "إسرائيل" عند
هذا الحد، إذ تسببت سيطرة جيشها على معبر رفح الحدودي مع مصر في منع خروج الجرحى لتلقي
العلاج في الخارج، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ووفاة أكثر من ألف طفل، وهو ما
أضاف معاناة جديدة لمأساتهم المستمرة.
وفي 6 أيار/ مايو الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي
بدء عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع
غزة، متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على
حياة النازحين الذين تكتظ بهم المدينة، لكنه سيطر في اليوم التالي على معبر رفح وأطبق
حصاره على سكان القطاع من جميع الجهات.
اظهار أخبار متعلقة
أطفال بلا طفولة
والأطفال في غزة لا يواجهون القتل والإصابة
فحسب، بل يعانون أيضا جحيم الخوف والرعب الناتج عن الغارات المكثفة، والنزوح المستمر،
والأمراض التي تصيبهم نتيجة التكدس السكاني في أماكن النزوح التي تفتقر إلى أدنى مقومات
الحياة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"
حذرت من أن "كثيرا من الأطفال في قطاع غزة باتوا غير قادرين على النوم وعيش طفولتهم
بهدوء لهول ما رأوه جراء الحرب الإسرائيلية"، معربة عن خشيتها على مستقبلهم في
حال استمرار الحرب.
مسؤول الإعلام بمنظمة اليونيسف لمنطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس، طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحرب وإعادة مستقبل
أطفال غزة.
وقال عويس إن "الأطفال في غزة لا يعيشون
طفولتهم"، بحسب وكالة الأناضول.
وأضاف أن "الأمراض الجلدية والتهابات
الجهاز التنفسي والإسهال باتت شائعة بين أطفال غزة".
ولفت إلى أنه "من الصعب جدا على الأطفال
العيش في خيام خلال صيف لاهب تصل حرارته إلى 35 درجة، وتزيد داخل الخيام بين 5 و10
درجات مئوية".
وتابع بأن "النوم يجافي عيون كثير من
أطفال غزة لأنهم يفكرون دائما في هول ما رأوه، ويشعرون بالخوف جراء استمرار الحرب".
وأكد المسؤول الأممي أن "هناك أمورا
كثيرة يجب على المجتمع الدولي القيام بها من أجل أطفال غزة".
أيتام بالآلاف
وأمام أقسام الاستقبال في المستشفيات وتحت
ركام المنازل المدمرة، تلتقط عدسات الصحفيين والناشطين صورا للأطفال القتلى والمصابين،
وهم مضرجون بالدماء أو أشلاء صغيرة تمزق قلوب ناظريها.
ولا تكترث "إسرائيل" بقتل الأطفال،
بل تواصل هجماتها على جميع مناطق قطاع غزة، متجاهلة جميع القوانين والأعراف الدولية.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل
الثوابتة، قال إن "حرب الإبادة الجماعية ضد المواطنين في القطاع لا تزال مستمرة،
حيث استشهد حتى الآن أكثر من 40 ألف فلسطيني، بينهم 16 ألفا و456 طفلا".
وأضاف: "36 فلسطينيا توفوا جراء نقص
الطعام في قطاع غزة، بينهم أطفال، وهناك 10 آلاف مفقود، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء".
وأكد الثوابتة أن "نحو 17 ألف طفل
في قطاع غزة يعيشون دون والديهم الاثنين أو أحدهما، فمنهم من استشهد أو اعتقل أبواه
أو أحدهما، ومنهم من لا يزال أبواه أو أحدهما مفقودين تحت الأنقاض".
وأردف: "في غزة أكثر من 120 ألف رضيع
بحاجة إلى الحليب والغذاء، ولكن ذلك غير متوفر جراء الحصار وسياسة التجويع التي يمارسها
جيش
الاحتلال بحق كل من يعيش في القطاع".
وطالب الثوابتة المجتمع الدولي والمنظمات
الأممية بـ"الوقوف عند مسؤوليتها وتوفير الحياة الكريمة للأطفال، وتوفير الغذاء
ومنع تجويعهم".
اظهار أخبار متعلقة
"إبادة بحق الأطفال"
رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان
رامي عبده، قال إن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس الإبادة الجماعية بحق الأطفال في
قطاع غزة".
وأضاف: "الأطفال مكون أساسي من مكونات
المجتمع، ولذلك تستهدفهم إسرائيل، ولا تقوم ببذل العناية اللازمة لتنفيذ القانون الإنساني
الدولي، وترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الأطفال".
ويعيش الأطفال في غزة أوضاعا مأساوية، يفتقرون
فيها إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية ويعيشون بلا مأوى جراء عمليات النزوح المتكررة،
إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والطعام والشراب، ما يعرضهم لأخطار صحية جسيمة.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قالت وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن الأطفال "يدفعون الثمن الأعلى
للحرب في غزة، وسط نزوح وخوف من فقدان طفولتهم".
وبدعم أمريكي تشن "إسرائيل" منذ
7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح
فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة
قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل "إسرائيل"
الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ
تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.