شدد وزير الدفاع التركي يشار غولر، الاثنين، على عدم إمكانية انسحاب قواته من الأراضي السورية قبل الاتفاق على دستور جديد لسوريا، وذلك في ظل عودة ملف التقارب بين أنقرة والنظام السوري إلى الواجهة ضمن المساعي الرامية لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
جاء ذلك ضمن تصريحات نقلتها وكالة رويترز عن الوزير التركي، تطرق فيها الأخير إلى العديد من الملفات، فما في ذلك التطبيع بين أنقرة ونظام بشار
الأسد، وصفقة شراء مقاتلات من طراز إف-16 من الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع التركي، إن "أنقرة لا يمكن أن تناقش التنسيق بشأن الانسحاب من
سوريا إلا بعد الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود".
وأضاف غولر أن "
تركيا وسوريا قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري في إطار جهود التطبيع إذا توفرت الظروف المناسبة"، بحسب تعبيره.
اظهار أخبار متعلقة
يأتي ذلك بالتزامن مع عودة ملف التقارب بين أنقرة ونظام بشار الأسد إلى الواجهة مجددا، بعد توجيه الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان دعوة للأسد من أجل عقد لقاء في تركيا أو بلد ثالث، بهدف بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين.
وتحدث أردوغان عن إمكانية رفع العلاقات إلى المستوى العائلي، كما كان الحال عليه قبل الثورة السورية، موضحا أن وزير الخارجية التركية هاكان فيدان "يقوم حاليا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه".
في المقابل، قال الأسد في تصريحات صحفية بالعاصمة السورية دمشق، حول مبادرة أردوغان: "نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة، لكن هذا لا يعني أن نذهب دون مرجعية وقواعد عمل لكي ننجح، لأنه إن لم ننجح فستصبح العلاقات أسوأ".
وأضاف أن "اللقاء وسيلة، ونحن بحاجة لقواعد ومرجعيات عمل"، مشددا على أنه "في حال كان اللقاء أو العناق أو العتاب أو تبويس اللحى يحقق مصلحة البلد فسأقوم به"، بحسب تعبيره.
والأسبوع الماضي، التقى وزير الخارجية التركية بوفد من المعارضة السورية في العاصمة أنقرة، ضم رئيس "الائتلاف الوطني السوري" هادي بحرة، ورئيس هيئة المفاوضات السورية بدر جاموس، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى.
اظهار أخبار متعلقة
وجاء اللقاء بعد تقارير صحفية تركية، تحدثت عن إمكانية عقد لقاء بين أردوغان والأسد خلال شهر آب/ أغسطس الجاري.
ورجحت التقارير انعقاد اللقاء المحتمل، في إحدى ثلاث مناطق، وهي العاصمة الروسية موسكو، والعاصمة العراقية بغداد، بالإضافة إلى بوابة كسب على الحدود التركية السورية.
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.
صفقة الطائرات مع الولايات المتحدة
وفي سياقات منفصلة، قال وزير الدفاع التركي إن "أنقرة سعيدة بصفقة مع الولايات المتحدة تتعلق بشراء 70 مقاتلة من طراز إف-16 ومعدات التحديث".
وأضاف ضمن تصريحات نقلتها "رويترز": "خطوات الصفقة مستمرة كما هو مخطط".
والشهر الماضي، كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية، عن توقيع أنقرة مع الولايات المتحدة على اتفاقية شراء مقاتلات "إف-16"، وذلك بعد جولات طويلة من المفاوضات بين الجانبين من أجل الحصول الطائرات التي تعد العنصر الرئيسي في سلاح الجو التركي.
اظهار أخبار متعلقة
وتشمل الصفقة التي تفاوضت أنقرة وواشنطن عليها منذ فترة طويلة، شراء 40 طائرة جديدة من طراز "إف-16"، بالإضافة إلى 79 من مجموعات التحديث لأسطول تركيا الحالي من هذه المقاتلات.
وردا على سؤال عن ما إذا كانت تركيا ترغب في العودة لبرنامج مقاتلات "إف-35"، قال الوزير التركي إن "نهج أنقرة وواشنطن لم يتغير لكن المحادثات مستمرة".
وأوضح أن أنقرة ترغب في "شراء مقاتلات يوروفايتر تايفون من بريطانيا وإسبانيا وألمانيا لكن لم يتم إحراز تطور ملموس حتى الآن"، بحسب "رويترز".