تمكن الطالب
الفلسطيني أنس القانوع من مناقشة رسالة الدكتوراه من داخل منزله المدمر في مخيم جباليا شمالي قطاع
غزة، في تحد للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
ووثقت لقطات متداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، لحظات جلوس القانوع أمام حاسوبه الخاص به وسط منزله الذي دمره جيش
الاحتلال الإسرائيلي، من أجل مناقشة رسالة الدكتوراه في جامعة العلوم الماليزية (USM)، في تخصص "فيزياء النانو تكنولوجي".
وكانت الجامعة الماليزية أتاحت له فرصة المناقشة عن بعد بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وفي حديثه إلى وكالة الأناضول، قال القانوع إنه "سافر عام 2021 إلى ماليزيا والتحق بجامعة العلوم الماليزية من أجل الحصول على درجة الدكتوراه في تصنيع أسلاك الفضة النانوية واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجية وكذلك المسخنات الكهربائية التي تعمل على الجهد المستمر المنخفض".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنه عاد إلى قطاع غزة قبل بدء العدوان الإسرائيلي "من أجل العمل وتوفير بعض الأموال لعائلتي، في ظل ما يعانيه أهالي القطاع من ظروف صعبة حيث لا يوجد معيل لهم"، موضحا أن الحرب الدموية "بدأت خلال مكوثه في غزة، وقد قام الاحتلال بقصف منزله وتدميره".
وأشار إلى أنه "خلال الحرب، توقفت عن كتابة رسالة الدكتوراه لفترة، ثم عدت لإكمالها نظرا لطول أمد الحرب"، موضحا أنه في البداية واجهته ظروف قاهرة مثل انقطاع الإنترنت والتيار الكهربائي، لكنه تغلب عليها وتمكن من كتابة رسالته، حسب الأناضول.
وتداول ناشطون صور مناقشة القانوع لرسالة الدكتوراه على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بقدرة الشعب الفلسطيني على تحدي كافة الظروف القاتمة وقدرته على "صنع الحياة من بين الخراب".
وتجدر الإشارة إلى أن القانوع ليس وحده من أقدم على مثل هذه الخطوة خلال العدوان، فقد قام العديد من الطلاب الفلسطينيين بمناقشة بحوثهم من قطاع غزة رغم الحرب الإسرائيلية الدموية.
وكانت جامعة الأزهر، أعلنت في منشورات سابقة عن مناقشة العديد من رسائل الماجستير لطلاب فلسطينيين عبر تقنية "زووم".
اظهار أخبار متعلقة
ولليوم الـ280 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ38 ألف شهيد، وأكثر من 88 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.