نشر موقع "
إكسبرس" مقال رأي للكاتب
"أكسيل جيلدين"، يتحدث فيه عن أن الإدانة الجنائية لدونالد
ترامب قد تعزز
موقفه، وأن الحكم بالإجماع من قبل هيئة المحلفين لن يكون كافيًا لمنع ترامب من
السعي إلى البيت الأبيض، خاصةً أن القانون لا يشترط سجلًا جنائيًا نظيفًا.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إنه قبل إعلان الحكم التاريخي لمحكمة مانهاتن الجزائية، لم يُحاكم
أي رئيس أو رئيس سابق أمريكي بتهمة "جريمة" من قبل القضاء الجنائي في
بلاده. في الواقع؛ لم يكن أي منهم قادرًا على البقاء سياسيًا بعد مثل هذه الفضيحة.
باستثناء دونالد ترامب، بالطبع! فالرئيس السابق والملياردير تجاوز منذ فترة طويلة
كل الحدود، وانتهك جميع المحظورات، وكسر جميع القواعد.
وذكر الكاتب أن ترامب انتخب في عام 2016 بعد أن وصف
المكسيكيين بأنهم مغتصِبون، وأعلن أن شهرته تتيح له "الإمساك بالنساء من
مناطق حساسة"، وحرض على تمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، وها هو
الآن دونالد ترامب مذنب بمحاولة إخفاء دفع مالي لممثلة إباحية (لتصمت عن علاقتهما
قبل
الانتخابات الرئاسية لعام 2016) وتزوير وثائق تجارية؛ وهو ما قد يعتبر كارثة
لترامب قبل خمسة أشهر من الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ولكن هذه ليست الحقيقة كاملة.
ونقل الكاتب عن فرانسواز كوست، مؤلفة كتاب
"ريغان" والمتخصصة في شؤون الحزب الجمهوري، قولها إنه "على العكس، هذه هدية للمرشح الجمهوري". ففور إعلان الحكم، اصطف جميع قيادات الحزب خلف
ترامب، بدءًا من رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ
ميتش مكونيل، مرورًا بالسيناتورة المعتدلة من ولاية مين سوزان كولينز. والمفارقة
في القصة هي أن أتباع ترامب الأكثر تحفظًا من اليمين الديني لا يعيرون اهتمامًا لعلاقته
غير الشرعية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، ولا لعلاقته مع عارضة مجلة
"بلاي بوي" الإباحية كارين مكدوجال. في الواقع، كان ترامب يقول في عام
2016: "لو أطلقتُ النار على شخص ما في الجادة الخامسة، لن فأفقد أي ناخب".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار الكاتب إلى أنه بعد فترة هدوء استمرت ستة
أسابيع من المحاكمة، حيث بقي المتهم تحت الرادار، سيعود "سيرك" ترامب
بقوة أكبر. ومتمسكًا بتكتيك محاميه منذ الثمانينات روي كوهين؛ سيقوم الرئيس السابق
"أولاً بنفي كل شيء تمامًا، ثم يهاجم، وأخيرًا يضاعف الرهان" بتقديم
نفسه كشهيد لمحاكمة سياسية، مثل نيلسون مانديلا؛ فهذا السيناريو مكتوب مسبقًا.
وأضاف الكاتب أن في 11 تموز/يوليو؛ سيحدد القاضي
خوان ميرشان طبيعة العقوبة المفروضة على دونالد ترامب: مراقبة أو سجن بحد أقصى
أربع سنوات، حيث تقول فرانسواز كوست: "سيغذي التشويق المرتبط بهذا القرار
بالتأكيد عرض المرشح الذي يستعد أيضًا للإعلان، في الأسابيع المقبلة، عن اسم نائبه
في الترشح"، مضيفًا: "كل ذلك قبل العرض الكبير للمؤتمر الجمهوري في
ميلووكي (ويسكونسن) من 15 إلى 18 تموز/يوليو". باختصار؛ علينا أن نتوقع رؤية
ترامب صباحًا ومساءً.
ولفت الكاتب إلى أن المرشح الجمهوري، الذي يستمر في
الدفاع عن نفسه خارج قاعة المحكمة بينما انتهت المحاكمة (حيث يصرخ قائلًا:
"الحكم الحقيقي سيكون في 5 تشرين الثاني/نوفمبر")، ولا شيء يمنعه من
السعي إلى البيت الأبيض (القانون الأمريكي لا يتطلب سجلًا جنائيًا نظيفًا، كما هو
الحال في فرنسا). محاكمته كانت، وفقًا له، مكيدة سياسية. الدليل؟ المدعي العام
المسؤول عن اتهامه، ألفين براج، هو ديمقراطي (في الولايات المتحدة، يتم انتخاب
المدعين العامين بالاقتراع العام). في الواقع؛ هذا لا يؤثر على نزاهته. في
النهاية، لم يكن هو بل 12 محلفًا - تم اختيارهم بعناية من قبل دفاع ترامب الذي
استبعد أكثر من 80 محلفًا آخرين - هم الذين أصدروا حكمًا بالإجماع. وهذا يثبت - إن
كانت هناك حاجة للإثبات - صلابة ملف الاتهام.
وبين الكاتب أنه في قضايا أخرى ضده؛ لم يجد ترامب
شيئًا ليعترض عليه بالرغم من أن المدعي العام ينتمي للحزب الجمهوري، مثل قضية
الوثائق السرية التي أخذها من البيت الأبيض وخبأها في منزله في مار ألاغو
بفلوريدا. في الواقع؛ يتعين على القضاة الأمريكيين، ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين،
أن يكونوا نزيهين ويعدوا قضايا قوية لتجنب الانتقاد.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب الكاتب؛ فإن الرئيس جو
بايدن يجد نفسه في وضع
حساس بعد حكم 30 أيار/مايو، مضطرًا إلى التزام الصمت. فإذا تحدث عن مشاكل خصمه،
سيؤكد فكرة أن محاكمة ترامب كانت سياسية. لذا، يتعين على بايدن أن يظل صامتًا،
بينما يستطيع ترامب استغلال الفضاء الإعلامي بالكامل، لا سيما على وسائل التواصل
الاجتماعي.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن القضية، المعروفة
أيضًا بـ"قضية ستورمي دانيالز"، لا تغير مجرى الحملة الانتخابية بشكل
جذري. بالتأكيد؛ ظهر دونالد ترامب بعد المحكمة وكأنه تلقى ضربة قوية، لكنه ليس
مهزومًا بعد؛ حيث يبقى السؤال ما إذا كان بعض الناخبين المترددين، الذين
يميلون إلى التصويت لترامب، سيبتعدون عنه؛ قد يحدث ذلك ولكن ليس مؤكدًا. فمثل جو
بايدن، خصمه الثمانيني؛ هو أيضًا مرشح ضعيف لا يثير الحماس في حزبه. وفي
الانتخابات الرئاسية التي ستُحسم بأصوات قليلة في ثلاث أو أربع ولايات أمريكية، لا
يزال لدى ترامب المدان كل الفرص.