صحافة إسرائيلية

كاتب بريطاني: الجيش الإسرائيلي يخوض استراتيجية وحشية لكنها خاسرة بغزة

الاحتلال دمر كل مرافق الحياة في قطاع غزة علاوة على المجازر بحق السكان- جيتي
الاحتلال دمر كل مرافق الحياة في قطاع غزة علاوة على المجازر بحق السكان- جيتي
هاجم الكاتب وأستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية، بول روجرز، جيش الاحتلال، وقال إنه يتعمد استهداف المدنيين في غارته برفح كجزء أساسي من استراتيجيته.

وأوضح روجرز في مقال بصحيفة الغارديان، أنه على الرغم من أن تصريحات حكومة نتنياهو المتكررة، بأن إسرائيل تستخدم القوة ضد حماس لا المدنيين، إلا أن هذا "يتعارض مع السلوك الفعلي لهذه الحرب وطريقة القتال الإسرائيلية برمتها".

ولفت المقال إلى حصيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقدر بنحو 36 ألف فلسطيني وإصابة نحو 80 ألفا آخرين، بالإضافة إلى ما يصل إلى 10 آلاف في عداد المفقودين، يُرجّح أنهم استشهدوا كذلك.

وأشار إلى أن الاحتلال، قام منذ البداية بتوسيع هجماته إلى ما هو أبعد من "حماس"؛ حيث استهدفت غاراته المدارس والجامعات والمستشفيات ومحطات معالجة المياه والصحفيين وعمال الإغاثة والطواقم الطبية.

ورغم أن "التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية" أمر شهدته الحرب في أوكرانيا، ومن قبلها العراق، إلا أن المقال يرى أن ذلك لا يضاهي "التدمير المطلق" على الطريقة الإسرائيلية في إدارة الحرب.

اظهار أخبار متعلقة


ويحاول روجرز شرح هذا الاستخدام "للقوة المفرطة" بالقول إنه قد يكون امتدادا لـ"عقيدة الضحية"، التي يعتقد أن الجيش الإسرائيلي بدأ بتطبيقها خلال حرب عام 2006 ضد حزب الله في لبنان، حين رأى أن هزيمة "المسلحين" شبه مستحيلة في المناطق الحضرية في بيروت، لا سيما وأنهم كانوا على استعداد للموت من أجل قضيتهم.

ويرجع المقال السبب وراء هذه العقيدة إلى التجارب السابقة للجيش الإسرائيلي، سواء خلال حصار بيروت عام 1982، أو حرب عام 2006 في لبنان، أو حتى في حروب غزة الأربع التي سبقت الصراع الحالي؛ فالجانب الإسرائيلي لا يقبل بالخسائر الكبيرة التي يتكبدها في عملياته في المناطق الحضرية "حتى لو كانت الخسائر الفلسطينية أكبر بعشر مرات أو عشرين مرة".

وبموجب "عقيدة الضحية"، يستخدم الجيش القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد المدنيين لتحقيق هدفين محددين وفق المقال: الأول قصير المدى وهو تقويض الدعم المقدم للمقاومين والثاني طويل المدى ويتمثل في ردع الحركات المسلحة في المستقبل، سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو جنوب لبنان.

وأوضح روجرز أن "إسرائيل" تعيش في حالة من التناقض الأمني منذ زمن طويل؛ حيث "تبدو إسرائيل منيعة ولكنها غير آمنة على الدوام"، الأمر الذي سيستمر إلى أجل غير مسمى، في حال غياب التوصل إلى تسوية عادلة مع الفلسطينيين.
التعليقات (0)