بعد الإعلان عن الحادثة
التي تعرضت لها طائرة الرئيس
الإيراني إبراهيم
رئيسي، والتي بفعلها لا يزال مصيره
هو ووزير خارجيته وعدد من المسؤولين، مجهولا حتى هذه اللحظة، وقد تكون الوفاة أحد
الاحتمالات الواردة، تبرز تساؤلات حول تأثير غياب الرئيس المفاجئ على
الشأن الداخلي الإيراني والوضع السياسي والأمني في إيران
تأثير محدود جدا
محجوب الزويري، أستاذ
سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، والخبير في الشأن الإيراني، يرى أن
"تأثير غياب الرئيس على الشأن الداخلي الإيراني، سيكون محدودت جدا، بل ربما لا
يوجد تأثير".
وتابع الزويري في حديث
خاص لـ"عربي21": "إذا نظرنا للدستور الإيراني وتحديدا المواد من
131 إلى 134، -التي تنظم عمليا ماذا سيحدث في حال غياب الرئيس أو وفاته أو مرضه
لأكثر من 60 يوما أو استقالته-، سنرى أنه وفقا لهذه المواد، يتم تولي نائب الرئيس
السلطات، ثم يصار إلى إجراء الانتخابات، أي في ظرف 55 يوما من غياب الرئيس، وخلال
هذه الفترة، يقوم الوزراء بأداء أعمالهم كالمعتاد".
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "الفرق
الوحيد هذه المرة، هو أن البرلمان عمليا غير موجود، حيث سيبدأ عمله الرسمي في 27
أيار/مايو الحالي، ومن ثم عمليا، السلطة التشريعية غير موجودة، وهذا قد يخلق حالة
من عدم اليقين، ولكن عدم وجودها لا يعني ولا يضر أو يؤثر على عمل السلطة التنفيذية".
ويعتقد الزويري أن
"النقطة الأهم، أنه في حال تأكدت وفاة الرئيس الإيراني وغيابه، هذا يعني غياب
مرشح مهم لتولي منصب مرشد الثورة بعد علي خامنئي".
وأضاف الزويري: "أيضا فيما يخص غياب وزير الخارجية، يستطيع نائب الرئيس أن يرشح وزيرا
للخارجية أو قائما بأعماله، ثم يأخذ موافقة البرلمان عليه بعد أن يبدأ عمله في 27
أيار/مايو، ومن ثم تأثير غياب الرجلين محدود جدا، والمؤسسة العسكرية والأمنية
تكاد أن تكون ضامنة للنظام، وتسعى بشكل أساسي إلى التقليل من أي أثر على استمرارية
عمل المؤسسات، وجعل عملها سلسا وواضحا".
دور المؤسسة العسكرية
والحرس الثوري
وحول دور المؤسسة
العسكرية والحرس الثوري في الفترة القادمة في حال تأكدت وفاة الرئيس الإيراني، قال
الزويري؛ إن "المؤسسة العسكرية والحرس الثوري بشكل عام، هي مؤسسة ضامنة وحامية
للنظام، وهي تتدخل في أوقات معينة ربما بتشجيع أو بترتيب مع المرشد الأعلى، باعتبارات هم يرونها أو يعتقدون بأنها مهمة تتعلق بسلامة النظام".
وتابع: "بالطبع
الآن هي لحظة مهمة، وبالتأكيد لن يكونوا بعيدين عن المشهد من حيث ضمان الانتقال
السياسي، وتنفيذ الدستور والذهاب إلى مرحلة مهمة، خاصة أن البرلمان لن يبدأ عمله
الرسمي قبل 27 أيار/مايو، ومن ثم سيكون هناك حوالي شهرين، ستحاول إيران فيها
استعادة عافيتها السياسية بسرعة إذا ما حصل شيء للرئيس".
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح أنه
"بالتأكيد عملية إحلال شخص محافظ بكفاءة الرئيس إبراهيم رئيسي نفسه، لن تكون
عملية سهلة، أيضا وزير الخارجية كان هناك تناغم بينه وبين رئيسي؛ باعتبار أنه كان
يعمل معه كمستشار للشؤون الخارجية في السلطة القضائية".
وأضاف: "من ثم الأشخاص دورهم مهم ومؤثر، فلذلك ما أسميها حالة عدم اليقين ستكون موجودة، وهذا
سيجعل هناك دورا مهمّا للمؤسسات الأمنية والحرس الثوري بشكل كبير، لضمان أن تكون
الأمور تحت السيطرة بشكل كامل، وأن تعمل المؤسسات بشكل حازم، حتى لا يستطيع أحد
توظيف ما يحدث لإضعاف النظام، أو الاستفادة من الوضع الذي سيحدث".
فرضية العمل الخارجي
وكما هو معروف، هناك
خلافات خارجية كثيرة لإيران، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال
الإسرائيلي، وكانت طهران قد تعرضت لهجمات عدة سواء داخلية أو خارجية.
وكان آخر هذه
الاعتداءات هو القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، الأمر الذي يدفع
للتساؤل عن إمكانية وجود عمل خارجي تسبب بهذا الحادث لطائرة الرئيس الإيراني.
الخبير بالشؤون
الإيرانية محجوب الزويري، قال؛ إنه "بناء على المعطيات الموجودة، هناك ظروف
جوية وجغرافية صعبة، كذلك الطائرة قديمة وهي منذ عام 1968، ومن ثم هذه العوامل
موجودة، ولكن قد تُفسر أنها قد تساعد على التفكير بأن هناك تدبيرا للحادثة".
وأكد أنه "في ظل
المعلومات المتاحة الآن، لا يوجد هناك إشارة لعمل خارجي، ولو كان هناك استهداف
خارجي للمروحية هذا الأمر لن يضعف النظام، في المحصلة النظام له رؤوس متعددة وقادر
على الاستمرارية، وحتى لو كان هذا حدث فعلا، أنا سأتفاجأ أن يكون له أي تأثير
على النظام، إلا من بُعد واحد، هو القول بأن النظام هشّ، وهذه الإخفاقات واردة،
فمثلا أمريكا حدث فيها أحداث 11 أيلول/سبتمبر، ولكن حتى هذه اللحظة لا يوجد دليل
على وجود عمل خارجي".
محجوب الزويري