أعلن أحد شيوخ عشائر
دير الزور عن تشكيل مليشيا جديدة، مهمتها تنفيذ هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، وذلك في ظل معلومات عن دعم يتلقّاه التشكيل الجديد من
النظام السوري والإيراني.
وفي التفاصيل، قالت مصادر حقوقية إن عشيرة "البوشعبان" أعلنت عن تأسيس كتيبة عسكرية تحت اسم "سرايا البوشعبان" بقيادة الشيخ علاء اللباد، موضحة أن التشكيل يتبع "جيش العشائر" الذي يخوض اشتباكات متقطعة ضد "قسد".
وتحدثت المصادر عن اجتماع رتّبه النظام السوري بين قائد "جيش العشائر" وهو الشيخ إبراهيم الهفل، واللباد، وهو أحد وجهاء عشيرة "البوشعبان"، لإنهاء التحضيرات للمليشيا الجديدة.
ويبدو أن النظام السوري يستغل حالة النقمة الشعبية في ريف دير الزور الشرقي الذي تقطنه غالبية عربية، للتحشيد ضد "قسد" التي يهيمن مقاتلون أكراد على قرارها، وهو ما أكده رئيس "المجلس الأعلى للقبائل والعشائر العربية" الشيخ مضر حماد الأسعد لـ"عربي21".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أنه عندما انطلقت ثورة "العشائر العربية" العام الماضي، لم يكن هناك أي دور للنظام السوري أو
الإيراني، وإنما دوافعها الظلم الذي تمارسه "قسد"، من حيث نشر الفساد وممارسة الاغتيالات والاعتقالات علاوة على تجويع الأهالي، وسرقة موارد المنطقة، على حد تأكيده.
إضعاف "قسد"
وتابع حماد الأسعد، بأن "قسد" لم تستطع إخماد الثورة، رغم تنسيقها مع النظام السوري الموجود في دير الزور والحسكة، مستدركاً: "لكن قد يكون النظام غاضبا من "قسد" أو من بعض سياساتها وتحديداً الاقتصادية، ولذلك هو يريد إضعاف "قسد" ليبقى هو الطرف الأقوى في المنطقة".
وبحسب الشيخ القبلي، لا يثق النظام بأبناء العشائر العربية، لأن هؤلاء هم من قاموا بطرده من دير الزور سابقا، وكذلك بسبب رفضهم توسيع نفوذ إيران في المنطقة، ما يعني أنه "إن كان هناك صلة للنظام بالتشكيل الجديد، فالهدف منه إضعاف "قسد" حتى تبقى تحت عباءة النظام وإيران".
وقال حماد الأسعد، إن الخلافات بين "قسد" و"العشائر العربية" فيها مصلحة النظام وإيران، موضحاً أن "الاقتتال يعني إضعاف "قسد" والعشائر، وبالتالي السيطرة على المنطقة وثرواتها النفطية والزراعية والحيوانية".
أوامر النظام
من جانبه، يؤكد الحقوقي من دير الزور ومدير منظمة "العدالة من أجل الحياة"، جلال الحمد، أن انطلاق المليشيا الجديدة من مناطق سيطرة النظام، يعني بالضرورة أن الأخير على علم تام بها، على الأقل، رغم اعتقادي بأن للنظام دورا في تشكيلها.
ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى تزامن الإعلان عن المليشيا مع اجتماع عدد من وجهاء دير الزور مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، بهدف التخفيف من التوتر، والتوصل إلى تفاهمات معينة.
وبذلك، يعتقد الحمد أن إعلان تشكيل المليشيا هو "رسالة من النظام للوجهاء الذين اجتمعوا بعبدي"، وعن دور إيران قال: "قد لا يكون لها دور محوري، لكن هي تنسّق بالضرورة".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب الحقوقي، فإن النظام يستفيد من حشد العشائر العربية، وخاصة أن وجهاء العشائر الذين هم على صلة مع النظام "أكثر رمزية" من الآخرين.
ما قدرة المليشيا على تغيير الوضع العسكري؟
ووفق العديد من المصادر، فإن وجود الولايات المتحدة على رأس "التحالف الدولي" في شرق سوريا، يقلّل من حظوظ أي تغيير في السيطرة.
ويتفق مع ذلك الحمد، ويقول: "لن تنجح هذه التشكيلات العشائرية في تغيير معادلة السيطرة، بوجود الجيش الأمريكي هناك، وهي غير مفيدة لأبناء المنطقة، بعكس الحراك السلمي المناهض لأي سلطة تريد فرض أجندتها على المنطقة".
وثمة من يضع التشكيل الجديد في إطار "التحرش" الإيراني بالقواعد الأمريكية في
الشرق السوري الذي يرقد على صفيح ساخن منذ بدء العدوان على غزة.