أثارت زيارة وزير الخارجية
البحريني عبد اللطيف بين راشد
الزياني لدمشق، تساؤلات بشأن توقيتها وأهدافها، وخاصة أنها تعد الزيارة الأولى التي يجريها مسؤول بحريني إلى سوريا منذ اندلاع الثورة في البلاد في العام 2011.
والأحد، التقى الزياني رئيس النظام السوري بشار
الأسد، ضمن جولة يجريها الوزير البحريني على عدد من العواصم العربية، تحضيراً للقمة العربية التي تستضيفها المنامة في منتصف أيار/ مايو المقبل.
وكانت البحرين قد وجهت للنظام السوري دعوة للمشاركة في قمة المنامة في أواخر آذار/ مارس الماضي.
وإلى جانب الهدف المُعلن المتمثل بدعوة رئيس النظام السوري إلى حضور قمة المنامة العربية، فقد وضعت مصادر الزيارة في إطار مناقشة الأوضاع التي تسود المنطقة منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة، وتحديداً بعد زيادة منسوب التوتر بين الاحتلال وإيران في سوريا.
ترتيبات بروتوكولية
وفي هذا الإطار، تحدث الكاتب والمحلل السياسي المطلع على السياسات الخليجية درويش خليفة عن ترتيبات بروتوكولية متعلقة بتوجيه الدعوات لحضور القمم العربية، قائلاً لـ"عربي21": "بشكل واضح الزيارة تتعلق بالقمة العربية المقبلة في العاصمة البحرينية المنامة، الأمر الذي يندرج في إطار البروتوكولات المتبعة في الدعوة إلى القمم العربية منذ السابق".
وأضاف: "إلى هنا يمكن القول إن المملكة تريد إنجاح القمة لأنها تأتي في وقت غليان المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتهديد نتنياهو باقتحام مدينة رفح شمال قطاع غزة".
وتابع خليفة بالإشارة إلى ما تشهده المنطقة من تطورات عقب تعرض القنصلية الإيرانية في
دمشق للاستهداف، وإلى ما يجري من تطورات في البحر الأحمر، بأن "مجموعة العوامل السابقة تتطلب التعاضد العربي لمواجهة المشاريع الإقليمية وما يمكن أن ينتج عن الحرب في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وكانت وسائل إعلام النظام السوري، قد أكدت أنه جرى خلال لقاء الأسد بالزياني بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في شتى المجالات لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، والتحضيرات والجهود التي تقوم بها مملكة البحرين لإنجاح القمة العربية.
مشاركة الأسد في قمة المنامة
المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري، عمر رحمون لخص هدف الزيارة بجانبين: الأول، تأكيد دعوة حضور الأسد في قمة المنامة..
أما الهدف الثاني، وفق تأكيده لـ"عربي21"، فهو بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بعد إعادة عمل السفارة بشكل كامل في عام 2018 وتعيين السفير وحيد مبارك سيار سفيراً فوق العادة في سفارة البحرين في دمشق عام 2022.
وأضاف رحمون، أن البحرين لم تقطع علاقاتها بشكل كامل مع دمشق، حيث ظلت السفارات تعمل وخطوط الطيران لم تتوقف بين البلدين، وقال: "سبق أن التقى وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم وزير خارجية البحرين السابق خالد بن أحمد آل خليفة في نيويورك على هامش عمل الجمعية العامة في العام 2018".
متابعة التزامات النظام
في المقابل، وضع الصحفي عبد العزيز الخطيب الزيارة في إطار متابعة التزامات النظام السوري للدول العربية، والتي جرى على أساسها إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية في العام 2023.
وقال لـ"عربي21"، إن "البحرين هي عرابة كسر عزلة النظام السوري إلى جانب الإمارات، وبذلك يبدو أن الزيارة تهدف إلى متابعة تنفيذ المطلوب من النظام السوري، مثل وقف تهريب شحنات المخدرات انطلاقاً من سوريا".