قالت صحيفة "
أوبزيرفر"؛ إن أصداء فيتنام
تتردد وسط احتجاجات الطلبة المؤيدين لفلسطين التي انتشرت في
جامعات الولايات
المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها؛ إن الدعوات لسحب الاستثمارات
الجامعية من "إسرائيل" مستمرة رغم مئات الاعتقالات، في وقت يوجه
المنظمون نظرهم نحو المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي هذا الصيف.
وأكد الطلبة المتظاهرون أنهم لن يوقفوا احتجاجاتهم، إلا بعدما توقف الجامعات اسثتماراتها مع الشركات التي تتربح من
الحرب على
غزة.
وفي حركة احتجاج لم تظهر منذ حركة الاحتجاج في ستينيات
القرن الماضي المناهضة للحرب في فيتنام،
كشفت الاحتجاجات
الطلابية ضد إدارات الجامعات عن عدد من الصراعات الفرعية.
إظهار أخبار متعلقة
وكان صوت المروحيات فوق واشنطن سكوير باراك في واشنطن
بنيويورك، الاثنين، إيذانا بوصول مجموعة
الرد الإستراتيجي، القسم المتخصص في شرطة واشنطن بمكافحة الإرهاب والاحتجاجات
السياسية، حيث اعتقلت 120 متظاهرا وموظفا في جامعة نيويورك، الذين كانوا ينتشرون
في طرقات الحي الجامعي، وسط هتافات "إسرائيل تقصف، جامعة نيويورك تدفع، كم عدد
الأطفال الذين قتلتم اليوم؟".
وبعد سنوات من التظاهرات المتفرقة التي شهدتها
الجامعات بشأن قضايا عدة من التغيرات المناخية، والسيطرة على حيازة السلاح والعدالة
العرقية، فتظاهرات المطالبين بوقف الحرب في غزة، هي آخر صداع يواجه الجامعات
والسلطات.
وحمل عمدة نيويورك إريك أدامز على تظاهرات جامعة
نيويورك؛ باعتبارها من عمل "محرضين محترفين"، حيث قامت الجامعة ببناء
جدار حول الساحة التي يتجمع فيها الطلاب عادة. وقبل أيام، دخلت جامعة كولومبيا في
مواجهة مع طلاب أقاموا مخيم التضامن مع غزة، حيث قالت؛ إن من حقهم التظاهر، ولكن ليس
من حقهم تعطيل الحياة في الجامعة أو التحرش وتخويف الطلاب. ولكن الجامعة استدعت
قوات الشرطة الخاصة التي اعتقلت، ثم أفرجت لاحقا عن مئة طالب، مما زاد النقاش حول
رئيسة الجامعة مينوش شفيق، وقراراتها التي شحنت من عزيمة الطلاب ليس في كولومبيا، ولكن على مستوى الولايات المتحدة.
وتم إطلاق اتهامات "معاداة السامية" ضد
الطلاب وشفيق، التي اتهمت بأنها لم تعمل ما يكفي لحماية الطلاب اليهود.
وانضم الرئيس جو بايدن إلى طرفي الكونغرس وشجب
التظاهرات "المعادية للسامية". وجاء رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي
دفع بحزمة مساعدات لـ"إسرائيل" بقيمة 26 مليار دولار إلى الجامعة يوم
الأربعاء، حيث صرخ طالب قائلا: "أخرج من حرم جامعتنا" فرد جونسون
"تمتع بحرية التعبير".
وفي جامعة كولومبيا، اتهم المنظمون للاحتجاج أشخاصا من
خارج الجامعة، الذين تسللوا وسط الطلاب وهتفوا بخطاب معاد للسامية. وقالت منظمة "طلاب
من أجل العدالة في فلسطين": "نشعر بالإحباط من الإعلام الذي يركز على
الأفراد الذين يطلقون هتافات نارية لا تمثلنا"، و"نرفض بشدة أي شكل من
الكراهية والتعصب، ونقف ضد غير الطلاب الذين يحاولون عرقلة تضامننا".
وتأمل الجامعات بتراجع التظاهرات مع اقتراب نهاية
الفصل الدراسي، إلا أن الطلاب عبروا عن تصميمهم لمواصلة التظاهرات، حتى تسحب
الجامعات استثماراتها من الشركات التي
تتربح من الحرب الإسرائيلية، بما فيها مايكرسوفت وغوغل وأمازون.
ويقول الطلاب؛ إن الجامعة قدمت وعودا مطاطة بأنها لن
تستدعي الشرطة لفك مخيمهم الذي أقيم في ساحة عقد حفلة التخرج المقررة في 15
أيار/مايو، وأكدوا أنهم لن يغادروا المكان إلا حالة كشف الجامعة عن استثماراتها
وسحبها، وعدم المساهمة في الإبادة، والتوقف عن استثمارات جديدة، ومنح عفو عن
الطلاب الذين طردوا من سكنهم الداخلي ومنعوا من دخول الكافيتريا.
وقالت مجد التي شاركت في المخيم؛ إن الجو متوتر بسبب
التهديد بتفكيك المخيم والعناوين الإخبارية المتغيرة، وقالت: "كان هذا مجهدا،
ولكننا في وضع جيد، بعدما أكدت الجامعة أنها لن تستدعي شرطة نيويورك إلى داخل الحرم
الجامعي".
ومع تجنب الاحتجاجات في كولومبيا وجامعة نيويورك درجة
الغليان، انتقلت التظاهرات إلى جامعة تكساس في أوستن، حيث تم استدعاء شرطة الولاية
التي اعتقلت 34 طالبا، ووجدت الشرطة صعوبة في تفكيك مخيم تضامن في جامعة جنوب
كاليفورنيا. وفي جامعة ييل، اعتقلت الشرطة 45 محتجا، وعندما رفضوا المغادرة اتهمتهم
الشرطة بالتعدي على ممتلكات الغير. وجاء هذا بعدما أوقف 14 طالبا إضرابا عن الطعام
استمر 8 أيام، لإجبار الجامعة على سحب استثماراتها من الشركات الداعمة لـ"إسرائيل".
وفي جامعة إيموري في أتلانتا، نشرت صور عن الشرطة وهي تستخدم العنف لاعتقال الطلاب
وأعضاء كليات.
واقترح المعلق في صحيفة "نيويورك تايمز"
تشارلس بلو، أن التظاهرات المؤيدة لفلسطين تعيد أصداء التظاهرات المناهضة لحرب
فيتنام، التي تطورت لنزاع وطني تمظهر بممارسة الحرس الوطني العنف ضد المتظاهرين
المناهضين لها، في أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطي الوطني في شيكاغو.
ويخطط المتظاهرون لاحتجاجات في شيكاغو هذا الصيف، حيث
يعدّونها الأهم منذ عام 1968، وحذر جيم سليبر، الكاتب والمحاضر السابق في ييل، من
إمكانية تلاعب الكبار بالاحتجاجات من أجل تسجيل نقاط سياسية، وتحويل اتهامات معاداة
السامية إلى سلاح. وقال: "لدينا هذه الظاهرة من إمكانية اختلاق الكبار هذا
الأمر، ويلعبون على ورقة معاداة السامية". و"نفس الأشخاص الذين كانوا في
عام 2015 يشتكون من الجامعات الليبرالية التي تحول الطلاب إلى أطفال باكين، وهم
يفعلون الشيء نفسه بمعاداة السامية". وقال؛ إن "الطلاب ربما أحبوا فلسطين، لكنهم ليسوا معادين للسامية".
إظهار أخبار متعلقة
وقال؛ إن الطلاب في الجامعات يتلقون تدريبا في طبيعة
المجتمع المدني، "فالأولاد بعيدون عن البيت لأول مرة، ويشعرون بأنهم كبار
ويفحصون الأمور، ويجمعون بين المثالية والسياسة والمواقف الأخلاقية، ويفعلون هذا في
أمن المربعات. وهناك إفراط وهم يلقون الكلمات بعضهم ضد بعض، وهناك دائما عنصر من
الدراما".
ويرى سليبر أنه لو وجد قادة يغرسون الأشياء الصحيحة، فإن الجميع سيوافقون.
لكن السوابق التاريخية أصبحت واضحة، ففي عام 1969
استدعت هارفارد الشرطة لتفريق تظاهرة مناهضة للحرب، كما فعلت كولومبيا قبل ذلك
بعام. لكن الحالتين أدت لصور طلاب ملطخين بالدماء وجرحى. وفي عام 1970 قام الحرس
الوطني بقتل أربعة طلاب في جامعة كينت في أوهايو، بحادث حفر الذاكرة الوطنية. وفي
جامعة ييل، وقف رئيسها كينغمان بروستر مع الطلاب، ورفض منح الشرطة إذنا بدخول
الجامعة وفتحها للمحتجين. وأغضب بروستر إدارة نيكسون عندما قال عن محاكمة ثلاثة
أعضاء في حركة "الفهود السود"، فجروا قنابل في ملعب هوكي تابع لييل؛ إنه
يشك بقدرة السود الثوريين الحصول على محاكمة عادلة في أي مكان بالولايات المتحدة.
وقال هنري كيسنجر ساخرا؛ إن اغتيال بروستر سيكون مفيدا للبلد.