نشرت صحيفة "
لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن رفض
الاحتلال الإسرائيلي تبني مسؤولية الهجوم الذي استهدف قاعدة جوية بالقرب من
أصفهان وسط
إيران، ردا على هجوم بـ 350 صاروخا وطائرة مسيرة إيرانية الأسبوع الماضي، في محاولة لتجنّب التصعيد العسكري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن "الصمت ساد في صفوف الوزراء الإسرائيليين وكبار الضباط، ولم يؤكد أي منهم رسميا الهجوم على قاعدة جوية إيرانية في أصفهان. للتحايل على الرقابة، اعتمدت الصحف ومحطات الراديو وقنوات التلفزيون التكتيك المعتاد، المتمثل في نقل المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام الأمريكية".
وأضافت أن هذا القلق بشأن الحرص على السرية يعد جزءا من استراتيجية الاتصال، وقبل كل شيء، الحرص على عدم إثارة تصعيد عسكري تريد الولايات المتحدة والأوروبيون تجنبه بأي ثمن.
في هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن رون بن يشاي، المعلق العسكري في موقع "واي نت"، أن "الهجوم المنسوب إلى إسرائيل كان محدودا، من أجل السماح للنظام الإيراني بعدم الاضطرار إلى الرد ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى". لتحقيق هذه الغاية، استهدفت إسرائيل قاعدة كانت ستُستخدم لإطلاق بعض الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، البالغ عددها 350 صاروخا، باتجاه الأراضي الإسرائيلية يوم السبت الماضي.
إظهار أخبار متعلقة
بمعنى آخر، يمكن للطرفين اعتبار أنفسهما متكافئين، من حيث إن إحدى القذائف الإيرانية قد أصابت قاعدة نفاطيم الجوية جنوب إسرائيل، دون أن تسبب أضرارا بالغة، حسب التقرير.
ومن جانبه، قال جيورا إيلاند، المدير السابق لمجلس الأمن القومي في الاحتلال الإسرائيلي: "كان الشيء المهم أن نثبت أن إسرائيل لديها القدرات اللازمة لمهاجمة إيران. ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الرسالة قد وصلت إلى الحرس الثوري"، وفقا لما نقلته الصحيفة.
فقط المتطرف بن غفير عبّر عن خيبة أمله
حسب راديو جيش الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أن هذا التكتيك ناجح، على الأقل في البداية. قالت الإذاعة؛ إن "القادة الإيرانيين فعلوا كل ما في وسعهم لإعطاء الانطباع بأن شيئا لم يحدث تقريبا، وأنه كان هجوما بسيطا، وأن كل شيء طبيعي".
وأوردت الصحيفة أن "الشيء الوحيد المؤكد، هو أن إسرائيل بذلت جهودا مكثفة لمراعاة الحساسيات الإيرانية. ولم يعلن أي وزير أو متحدث عسكري عن النصر. وظل الجميع متكتّمين باستثناء إيتمار بن غفير، وهو زعيم حزب يميني متطرف، الذي أعرب عن خيبة أمله من رد فعل الجيش الإسرائيلي الذي اعتبره محتشما أو ضعيفًا في تغريدة على حسابه إكس. وكإجراء احترازي، تم إصدار أوامر لسفارات إسرائيل في جميع أنحاء العالم بعدم الرد".
إظهار أخبار متعلقة
وقالت؛ إن جيش الاحتلال "لعب أيضا دوره في تهدئة الأوضاع، إذ لم يعط تعليمات جديدة للسكان بشأن الاستعداد للتوجه إلى الملاجئ في حالة وقوع هجمات إيرانية - مثلا. وباختصار، يبدو من المرجح أن تستمر حرب الظل التي انخرطت فيها الدولتان لعقود من الزمن بلا هوادة، من أجل تجنب صراع مسلح قد يشعل النار في الشرق الأوسط. وهذا السيناريو لا يمكن إلا أن يطمئن الولايات المتحدة والأوروبيين، الذين مارسوا ضغوطا متواصلة لمدة أسبوع، لإقناع بنيامين نتنياهو بعدم الموافقة على عمليات انتقامية واسعة النطاق ضد إيران".
"حزب الله، الهدف ذو الأولوية"
وأضاف الموقع أن "اعتدال" الرد الإسرائيلي يجب أن يجعل من الممكن الحفاظ على هذا التحالف، وهذا الدعم الذي يتناقض بشكل حاد مع العزلة شبه الكاملة التي وجدت إسرائيل نفسها فيها، بعد استمرار الحرب في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية التي تدور رحاها في هذا القطاع.
ولفت إلى أنه من أجل الحفاظ على هذه الميزة، يبدو أن "إسرائيل" قررت الاكتفاء بتنفيذ عملياتها "المعتادة"، مع الامتناع عن المطالبة بها. كما تعرضت محطة رادار في جنوب سوريا يستخدمها الجنود الإيرانيون لهجوم يوم الجمعة في جنوب البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "من المرجح أن تحدث هجمات إلكترونية، مثل تلك التي أصابت ما يقارب ثلاثة أرباع محطات الوقود الإيرانية بالشلل في أواخر السنة الماضية. ويجب على إسرائيل أيضا أن تواصل أو حتى تكثّف غاراتها ضد حزب الله، الحليف المخلص لطهران في لبنان، فضلا عن الهجمات ضد قوافل الأسلحة الإيرانية التي تمر عبر سوريا، والمتجهة إلى حزب الله أو ممثلي الحرس الثوري المتمركزين في سوريا".