عُثر على رضيعة
فلسطينية، على شجرة، قرب منزل عائلتها المدمّر وسط قطاع
غزة، وذلك بعد يومين من ولادتها؛ فيما أشار تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إلى أنه "يبدو أنها سقطت على الأغصان، بعد غارة جوية تسبّبت في مقتل أفراد أسرتها خلال شهر نوفمبر الماضي".
وبعد وصول الطفلة إلى المستشفى ووفق حبلها السري، قدّر رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الشفاء، ناصر بلبل، أن عمرها كان يومين فقط حينها، مردفا أنه وزملاؤه اعتقدوا أن "ملاكا" وراء بقائها على قيد الحياة فوق الشجرة، وهو ما ألهمهم باختيار اسمها، حيث أطلقوا عليها اسم "ملك".
وبعُمر أيام قليلة، وصلت ملك إلى المستشفى الإماراتي، المتواجد في مدينة رفح جنوبي غزة، ومع عدم وجود أسرة ترافقها والافتراض بأن جميع أفراد أسرتها قد استشهدوا، كتب عليها المسعفون: "مجهولة".
وقال تقرير الشبكة الأمريكية، إنه بعد 6 أشهر بالمستشفى، أصبحت ملك تُمثّل "نجمة الجناح" الذي تعمل فيه ولية أمرها الجديدة، أمل أبو ختلة (32 عاما) كممرضة.
وقالت أبو ختلة: "واجهنا الكثير من القصص الكارثية بسبب الحرب، لكن أكثر قصة تأثرت بها هي قصة ملك"، متابعة أن "أطفالا آخرين كان برفقتهم أفراد من أسرتهم، لكن ملك لم تكن كذلك، وكانت مجهولة الهوية".
اظهار أخبار متعلقة
وباتت علاقة أبو ختلة تتوطد مع الطفلة ملك، حينما كانت تعالجها في المستشفى، وبعدما عاد طفلان إلى أسرهما ونُقل البقية إلى مصر لمزيد من العلاج، ظلت ملك وحيدة بلا عائلة ولا اسم.
وفي هذا السياق، قالت الممرضة: "تأثرت حقا وتقربت منها كثيرا"، مضيفة أنها قدمت طلبا لوزارة الصحة تمكنت بموجبه من اصطحاب الطفلة معها إلى منزلها، ووعدت بأنها سوف تعوضها عما مرت به.
وواصلت أبو ختلة حديثها بالقول إن أسرتها "تقبّلت دورها الجديد كأم عزباء، ويعاملون ملك كواحدة من الأسرة"، غير أن مخاوفها من المستقبل قائمة، حيث هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكثر من مرة، بشن عملية برية في رفح التي يحتمي بها أكثر من نصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
اظهار أخبار متعلقة
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فإن ملك تعتبر واحدة من بين 17 ألف طفل على الأقل غير مصحوبين أو منفصلين عن أسرهم.
وتسبّب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، في جعل أعداد متسارعة من الأطفال يتامى، خاصة حين تدهورت الأوضاع الإنسانية وتفاقمت، وبات من لا يستشهد في غارة جوية أو قصف عشوائي، يستشهد جراء انعدام وسائل العلاج، أو من الجوع.