جميع محاولات لجم الفاشية الصهيونية في
غزة، باءت بالفشل، لم تنفع
حالة الصمت الدولي عن جرائم الإبادة هناك، ولا بيانات النفاق الغربي والعربي، ولا
شعارات رفض العدون ولا برامج وقرارات الوقوف بجانب الضحايا، كان بمقدورها وقف عداد
موت الأطفال والنساء والشيوخ ووقف التدمير الذي يقضي على مستقبل حياة الغزيين ،
ستة أشهر والشعب
الفلسطيني يتعرض لجرائم الإبادة والحرب وضد الانسانية، وفي ذات
الوقت يتحدى المحتل بمقاومته وصموده وصبره وبدمه لكل هذا الجبروت، و يوماً بعد يوم
وساعة بعد ساعة يكتب تاريخاً جديداً لفلسطين عوضاً عن التزوير التهويد الذي ظن
المستعمر الصهيوني أن الخاتمة ستكون بحلقات التآمر والتصهين.
ومن جديد يعلمنا الدرس الغزاوي، كيف تكون المقاومة من أجل الحياة
والمستقبل ومن أجل التحرر، وما يجري في الضفة المحتلة وفي القدس يؤكد أن كل
محاولات
الاحتلال وسلطة "أوسلو" لصناعة فلسطيني يكون نموذجا للسكينة
والهدوء و"السلام" قد فشل للأبد، والدليل حيٌ مقاوم ومشتبك في كل مدن
الضفة المحتلة وفي القدس، ويعلمنا أيضاً منذ نصف عام أن انطفاء السياسة العربية
وصمتها وظهورها كمغلوب على أمرها هو بالضبط الدرس الذي اكتوى منه الشعب الفلسطيني
في نكبته قبل أكثر من 75 عام في النكبة ثم في هزيمة الجيوش العربية عام67.
يعلمنا الدرس الغزاوي، كيف تكون المقاومة من أجل الحياة والمستقبل ومن أجل التحرر، وما يجري في الضفة المحتلة وفي القدس يؤكد أن كل محاولات الاحتلال وسلطة "أوسلو" لصناعة فلسطيني يكون نموذجا للسكينة والهدوء و"السلام" قد فشل للأبد
كل الحقائق والوقائع المتصلة بجريمة الإبادة في غزة تجرح العظم،
والمواقف المتصلة بجرائم الاحتلال في
الضفة التي يجمع بينها التواطؤ وغياب الإرادة العربية عن المواجهة، كشفتا عن إرادة
بعض الأنظمة العربية لمحاربة مقاومة الفلسطيني للمحتل وهي توجه الإهانة تلو
الإهانة لفلسطين وشعبها بعدما جعل الإحتلال غزة رمزاً لذًل وهوان سياسة عربية
ودولية، وإذا ما أتيح لمواطن غزي أو مقدسي أو من باقي مدن فلسطين ليفتح قاموس
تعابيره العامية، لأخرج منه كل الجمل التي لا تنشر لوصف هذه الحقيقة المؤلمة
والمخزية، صحيح أن ضجيج همجية حكومة بنيامين نتنياهو يًفرع في كل عواصم العالم بعد
مقتل عمال المطبخ العالمي في غزة، لكن حقيقة أن هذه الهمجية قتلت أكثر من 40 ألف
مدني في غزة وجرحت أكثر من 70 ألف مدني، وجعلت حياة مليوني شخص شبه مستحيلة بجرائم
الإبادة هي الأصل الذي يجب أن يعرفه العالم عن مدى هذه الوحشية التي يتحول أمامها
"عمالقة " النظام الرسمي العربي إلى أقزام في الأمن والعسكر والسياسة
والإقتصاد والشجاعة والبطولة والنخوة التي يرد ذكرها في مناسبات "وطنية"
عسكرية ومدنية.
وبهذه المناسة، من هو المسؤول العربي الذي يتذكر الآن لو سألته عن
الأسير الشهيد وليد دقة الذي قضى في المعتقل نتيجة الإهمال الطبي، ومن يتذكر قائمة
آلاف الأسرى في معتقلات الاحتلال، مع أن بعضهم ربما حفظ أسماء أسرى الاحتلال لدى
المقاومة في غزة ويلعب دور الوسيط الضاغط عليها لفرض شروط الاحتلال، ولا هم للعالم
إلا ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي ويبحث عن الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة،
المعتقلات الصهيونية ملأى بآلاف الأسرى الفلسطينيين والقتل والتجويع والتهجير
وجرائم الإبادة التي لم يحدث في التاريخ المعاصر مثيلاً لها تحدث في غزة وفي أرض
فلسطين ، بكل الأحوال، كشفت جرائم النصف عام الاسرائيلية في غزة عن الاهتمام المرعوب بإسرائيل من قبل الولايات المتحدة
والغرب كمشروع استعماري في المنطقة ، وأن صدمة هذا المشروع ومفاجأته الكبرى "
بطوفان الأقصى" رغم غطرسة القوة الصهيونية وقوتها العسكرية ومظاهر جبروتها
واستعلائها عى القانون الدولي، وجدت نفسها أمام شعبٍ يتصدى لمؤامرة تهويد كل
فلسطين ومؤامرة شطب حقه في أرضه ومقدساته.
وعليه، لا توحي الأوضاع العربية والفلسطينية الحالية بعد ستة أشهر من المذابح الصهيونية في غزة، ببوادر تصلح أساساً للمراهنة على تجريب "المجرب"،
وما يتبلور حول موضوعات عرفتها الدبلوماسية العربية والفلسطينية سابقاً وبشكل
مريرعن التسوية والسلام بعد "هزيمة " المقاومة أو نزعها من صدور
الفلسطينيين، وكذلك الحديث عن دولة فلسطينية والاعتراف بها، هي نفس البوادر التي أعقبت
حرب الخليج الثانية 1991، وانغقاد مؤتمر مدريد "للسلام" ثم أوسلو، الذي
جعلت منه إسرائيل منفعة كبرى للاستيطان والتهويد، وباستنفاذ جعبة السلطة
الفلسطينية من كل مهامها، والتي وجدت نفسها مع الاحتلال ومع بقية النظام الرسمي
العربي المطبع والمنتظر أمام حقائق مؤلمة وقاسية بسبب الطوفان الفلسطيني المقاوم
في غزة والضفة، والذي أحدث خللاً بسردية المحتل الصهيوني وبكافة السرديات الأخرى
حول التطبيع والتسوية بمعزل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، وباختصار شديد، الدرس
الغزاوي في ستة أشهر كان كافياً لفهم أعمق لثمن كلفة التصدي للمحتل وكلفة ثلاثين سنة من الأوهام والتزوير.