قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إن الدعم البريطاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي "ليس غير مشروط"، وإن
بريطانيا لديها قوانين إنسانية يجب على دولة الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بها.
وفي مقال نشرته صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية، وفي مناسبة مرور ستة أشهر على الحرب التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على
غزة، أصدر لورد كاميرون أوف تشيبنغ نورتون، تحذيرا لدولة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وجاء مقاله بعد ستة أيام على مقتل ثلاثة بريطانيين ضمن عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، حيث وصف القتل بأنه "مأساة كان يمكن تجنبها". وفي الوقت الذي قالت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي، إن الحادث كان "حادثا خطيرا" وعزلت ضابطين كبيرين في الجيش، إلا أن كاميرون أشار إلى أنه "لا يوجد أي مجال للشك حول من يتحمل المسؤولية".
وحذر قائلا: "يجب ألا يحدث مرة أخرى". وبعد حادث مقتل عمال الإغاثة، دعا الرئيس بايدن دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، فيما حذّر من أن الدعم الأمريكي مرتبط باتخاذ دولة الاحتلال الإسرائيلي الخطوات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة.
وسيزور كاميرون واشنطن هذا الأسبوع، وسوف يستخدم الزيارة لمناقشة الحرب مع نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن. وذكرت مصادر أن وزير الخارجية قد يسافر إلى المنطقة في الأسابيع المقبلة. وفي مقاله وصف عمليات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بأنه "معلم قاتم"، و"يجب علينا ألا ننسى كيف بدأ هذا النزاع، حيث واجه الشعب اليهودي أسوأ وأكبر مذبحة منذ الهولوكوست".
إلا أن الحكومة، واجهت دعوات بعد مقتل البريطانيين الثلاثة، كلهم من الجنود السابقين، إلى جانب تزايد الأزمة الإنسانية في غزة، دعوات لوقف تصدير السلاح إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقد تم تشريد حوالي 1.8 مليون فلسطيني ومقتل 33,000 منذ بداية الحرب.
اظهار أخبار متعلقة
ويطالب حزب العمال وأحزاب المعارضة، وزير الخارجية، بنشر النصيحة القانونية وإن كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد انتهكت القانون الدولي في حرب غزة. ودعا مسؤول السياسات الخارجية في حكومة الظل للعمال، ديفيد لامي، كاميرون للإجابة على أسئلة النواب في مجلس العموم. وفي رسالة لكاميرون قال فيها "علينا عدم نسيان أن وزير الخارجية يحاول التفلت من التمحيص بموضوع مبيعات الأسلحة مع أنه قضية دبلوماسية وقانونية مهمة".
وقام رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، بانتقاد كاميرون في عموده الذي يكتبه واتهم كاميرون لعدم رفضه وبشكل صريح المطالب لوقف بيع الأسلحة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. كما اتهم الحكومة بأنها لم تعبر عن موقف مؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن حماس "ترى الانهيار والضعف في أصواتنا، في واشنطن ولندن، وستسمع تقاعسنا المتزايد".
وينظر لمقال كاميرون بأنه محاولة لتهدئة نُقاده. وقال إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لديها الحق في الدفاع نفسها، وهو مبدأ تأسيسي بالنسبة لبريطانيا، إلا أنه والحكومة يشعرون بالقلق من طريقة إدارة الحرب "بالطبع فإن دعمنا ليس غير مشروط" و"نتوقع أن تلتزم الديمقراطية التي تفخر بنفسها والناجحة بالقانون الدولي الإنساني وحتى عندما يتم تحديها بهذه الطريقة".
وأعلن كاميرون عن حزمة مساعدات بقيمة 10 ملايين جنيه لدعم ممر بحري من قبرص إلى غزة وكجزء من الجهود لزيادة كمية المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتم إرسال سفينة من سلاح البحرية للمساعدة في الجهود اللوجيستية.
لكن كاميرون هاجم المطالبين بوقف إطلاق النار مناقشا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنها العيش مع منظمة قامت بهذه الهجمات. و"لكن هدنة مؤقتة هي أمر مختلف" و"يمكن استخدامها لإدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى. والأهم من هذا يمكن استخدامها لوضع شروط للعمل على وقف دائم للنار وبدء العمل لبناء سلام دائم".
وبدأ كاميرون مقاله بالإشارة إلى مقتل عمال الإغاثة الدوليين المأساوي وأنه تذكير بثمن النزاع في غزة. وقال "يعلم الأحد، معلما قاتما على عمليات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر". وأكد كاميرون أن بريطانيا اتبعت خلال الأزمة الحالية أربعة مبادئ.
أولا، دعم عائلات الأسرى. وقال إنه التقى مع عائلات الأسرى واستمع لقصصها، وهو يدعم مطالبها بالإفراج الفوري عنهم. وقال: "القبض على ناس واحتجازهم هو تذكير دائم لنا بطبيعة المنظمة المتوحشة التي نتعامل معها".
أما المبدأ الثاني، فهو العمل وبجهد لإيصال المساعدات للفلسطينيين. مشيرا إلى دعوته ورئيس الوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي لكي تفتح معابر وتخفف حالة الاختناق في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال إن دعوتهما التي كانت مستحيلة أصبحت حقيقة بفتح معبر إيرز والسماح بنقل المواد الغذائية والمساعدات من ميناء أشدود.
اظهار أخبار متعلقة
ويجب علينا مشاهدة فيضان في المساعدات التي تحدث الإسرائيليون عنها، مضيفا أن "الحكومة تعمل مع برنامج الغذاء العالمي لإدخال الإغاثة عبر ميناء أشدود". مؤكدا أن "تسهيل المساعدات مع الممر البحري لن تترك أثرا لو لم توزع وضمان وصول القوافل من خلال ممرات آمنة".
أما المبدأ الثالث فهو ممارسة القيادة في المنطقة وفي الأمم المتحدة. وقال "الدعوات لوقف إطلاق النار سهلة، وحتى نتعامل مع جذر المشكلة وهو حكم حماس في غزة والمسؤولين عن عمليات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فلا أحد يتوقع أن تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب منظمة متوحشة والتي قامت بهذه العمليات، وأعلنت أنها ستكررها مرة أخرى". ولكنه مع وقف مؤقت للنار مثل الهدنة أثناء رمضان، والتي لم تحدث.
وأشار أن بريطانيا وضعت شرطين على حماس، الأول مغادرة قادتها القطاع، والثاني هو تفكيك بنيتها، و"بعبارات أخرى سننهي الحرب سياسيا وليس عسكريا، وهذا هو النهج الصحيح". كما قادت بريطانيا الجهود لمنح دور للسلطة الفلسطينية وفتح أفق سياسي لحل الدولتين، وهو ما ساعد بريطانيا بالتعاون مع ألمانيا لعقد اجتماع لدول عربية وأوروبية تسهم إلى جانب الولايات المتحدة لحل بعيد المدى.
اظهار أخبار متعلقة
والمبدأ الأخير الذي تحدث عنه، هو حق دولة الاحتلال الإسرائيلي، في الدفاع عن نفسها، إلى جانب أن الدعم لهذا الحق ليس غير مشروط. ومن هنا يرى أهمية التفاوض لوقف إطلاق النار مع حماس للإفراج عن الأسرى. لكن ماذا سيحدث لو رفضت حماس صفقة واستمرت الحرب؟ فلن نستطيع الوقوف متفرجين كما يقول، والتمني بأن تتوقف الحرب بنفسها، بل يجب العمل على حماية المدنيين في كل غزة، بما فيها رفح. فكقوة محتلة، على دولة الاحتلال الإسرائيلي توفير المساعدات للمدنيين، وعلى المجتمع الدولي العمل معها لتوفير ما يحتاجه سكان غزة.