نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا، لمراسلها للشؤون الدبلوماسية والأمن القومي، روبي غريمر، قال فيه إن الغارة الجوية الاثنين هي أحدث عينة من حملة إسرائيلية أوسع لاستهداف كبار القادة
الإيرانيين، إضافة إلى قادة حزب الله.
الغارة التي استهدف فيها العميد محمد رضا زاهدي، الذي قاد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، قرأها تشارلز ليستر، خبير مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط بأنها مهمة ولها دلالتان.
وتابع: "كان لدى زاهدي موقع قوة هائل. لقد كان الرجل الرئيسي في أي شيء وكل شيء يفعله
الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في
سوريا ولبنان، منذ سنوات". ويشمل ذلك قيام إيران سرا بنقل الأسلحة إلى حزب الله، الذي يعتبر الآن أكثر الجهات غير الحكومية تسليحا في العالم.
والدلالة الثانية هي المكان الذي وقعت فيه الغارة. فقد استهدف الهجوم مبنى قنصلية مجاور للسفارة الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى تسوية المبنى بالأرض وإلحاق أضرار بالمجمع الدبلوماسي.
ومع ذلك، فإن ضرب مجمع دبلوماسي، أو حتى مبنى شبه رسمي مجاور، يمثل تصعيدا كبيرا محتملا.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت داليا داسا كاي، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "ينظر إلى المرافق الدبلوماسية على أنها مساحات وطنية وسيادية محمية. إن الهجوم على منشأة دبلوماسية يشبه الهجوم على الدولة نفسها. وهو ما يجعل هذا من المحتمل أن يغير قواعد اللعبة".
من وجهة نظر إيران، لم تفقد قائدا مهما في المنطقة فحسب، بل فعلت ذلك أيضا في ضربة على أراضيها السيادية، حتى ولو من الناحية الدبلوماسية.
وقال ليستر: "سيترتب على هذا الأمر من دون شك رد فعل إيراني قوي. ما هو هذا الرد؟ وما هو الشكل الذي سيتخذه؟ لا يزال سؤالا مفتوحا في هذه المرحلة".
وقال ناصر كناني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إن إيران "تحتفظ بالحق في القيام برد فعل وستقرر نوع الرد وعقاب المعتدي".
واستنادا إلى سلوك طهران السابق، فيمكن أن تشمل قائمة الخيارات إجراءات تجعل إسرائيل وإيران أقرب إلى حرب مباشرة - مثل توجيه ضربة صاروخية إيرانية مباشرة إلى إسرائيل - أو المزيد من الضربات المضادة غير المباشرة، مثل الضربات الإيرانية على أهداف المخابرات الإسرائيلية المزعومة في العراق، أو هجمات أكبر أو أكثر تواترا على إسرائيل من قبل مجموعات مختلفة تعمل بالوكالة لطهران في المنطقة، بحسب المقال.
والاحتمال الآخر بحسب المقال هو "إعطاء إيران الضوء الأخضر للمليشيات الوكيلة في سوريا والعراق لاستئناف ضرب القوات الأمريكية والأصول العسكرية في تلك البلدان. وتراجعت مثل هذه الهجمات في أوائل فبراير بعد سلسلة من الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت المليشيات المحلية المدعومة من إيران".
وحذر ليستر من أنهم قد يبدأون من جديد. وقال: "لم يكن رد إيران التقليدي على الضربات الإسرائيلية التصعيدية دائما هو ضرب الإسرائيليين، بل كان ضرب الأمريكيين. فمن وجهة نظر إيران فإنهما نفس الشيء".
أما السيناريو الأسوأ المحتمل الآخر فهو أن يتحول الانتقام الإيراني إلى حرب شاملة بين "إسرائيل" وحزب الله.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)