طالبت منظمة "
هيومن رايتس ووتش"، المملكة العربية
السعودية بالتراجع عن سجن مشجعين لكرة القدم، بسبب هتافات وصفتها بـ"السلمية" خلال مباراة أقيمت في كانون الثاني /يناير في الماضي، بين ناديي "الصفا" و"البكيرية" في المنطقة الشرقية.
وحكمت المحكمة الجزائية السعودية بالدمام، الأربعاء، على 12 مشجعا لكرة القدم بالسجن بين ستة أشهر وسنة، بعد انتشار فيديو لهم على وسائل التواصل الاجتماعي، يرددون فيه أناشيد دينية شيعية احتفاء بميلاد الإمام علي خلال مباراة.
وفي تفاصيل الحكم، قضت المحكمة السعودية على مشجعين اثنين بالسجن سنة وغرامة 10 آلاف ريال سعودي، وعلى البقية بالسجن سنة، منها ستة أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة 5 آلاف ريال.
وذكّرت "هيومن رايتس ووتش"، بأن سجن مشجعي
كرة القدم جاء في السعودية، التي تقدمت بمفردها بطلب استضافة كأس العالم لكرة القدم للرجال 2034.
وقالت الباحثة السعودية في "هيومن رايتس ووتش"، جوي شيا: "يُضاف سجن مشجعي كرة القدم بسبب هتافاتهم في مباراة، إلى الأسباب التي تجعل تلاعب الفيفا لتكون السعودية المتقدم الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034 ليس محرجا فحسب، بل خطيرا أيضا. كيف يمكن لمشجعي الكرة الشعور بالأمان في السعودية، إذا كان يمكن بسهولة الحكم عليهم بالسجن لمجرد أن هتافاتهم لا تعجب الحكومة؟".
ووفقا لمصدر مطلع على القضية، ففي الأيام التي تلت المباراة، استدعت شرطة القطيف أكثر من 150 مشجعا لاستجوابهم وأطلقت سراح أغلبهم. احتجزت 12 شخصا بداية في سجن القطيف، ثم في السجن العام بالدمام. خلص تحقيق الشرطة إلى طلب الادعاء على المتهمين بموجب المادة 6 من "نظام مكافحة جرائم المعلوماتية" السعودي لسنة 2007 سيئ الصيت، حسب ما نقلته رايتس ووتش.
يذكر أن السعودية أصبحت "المرشحة الوحيدة" في 31 تشرين الأول /أكتوبر الماضي لاستضافة كأس العالم للرجال 2034 مع انسحاب أستراليا، الدولة الوحيدة التي لديها عرض منافس محتمل.
إظهار أخبار متعلقة
ومن المقرر أن يصادق الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على منح كأس العالم في اجتماع في العام 2024، لكن "رايتس ووتش" تشير إلى أن النتيجة ستكون أكيدة مع وجود مرشح واحد فقط، وهو السعودية التي استضافت مؤخرا كأس العالم للأندية للرجال، وكأسي "السوبر" الإسباني والإيطالي لكرة القدم.
إلى ذلك، شددت شيا على أنه "ينبغي لأي مؤسسة رياضية أو موسيقي أو فنان عالمي أن يتساءلوا جديا قبل تقديم عروضهم في السعودية: هل من الممكن أن يُعتقل معجبوهم إذا هتفوا بشيء لا يروق للحكومة؟".
ووثقت "هيومن رايتس ووتش" في كثير من الأحيان "تحريض بعض رجال الدين والمؤسسات التابعة للدولة السعودية على الكراهية والتمييز ضد الأقلية الشيعية في البلاد"، مشيرة إلى أنه رغم تحييد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المؤسسة الدينية التي كانت قوية في عهد مضى، إلا أن "بعض أسوأ الانتهاكات لم تتغير بحق المواطنين الشيعة وقدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية".