أثار قرار إغلاق جامعة مغربية، أبوابها، مدة أربعة أيام، ومنع الطلبة والأساتذة من الولوج إلى أي من مرافقها أو مؤسساتها، غضبا واسعا بين جُملة من الطلبة ورواد مُختلف منصات التواصل الاجتماعي، في
المغرب، خاصة أن القرار أتى عكس موجة التضامن الواسعة من مختلف الفئات المغربية مع الأهالي في قطاع
غزة.
وأتى قرار جامعة عبد المالك السعدي في
تطوان، في الشمال المغربي، الذي خلّف موجة استنكار وسخرية طالت رئيسها، عقب إعلان الطلبة عن تنظيمهم نشاطا طلابيا يتمثل في "ملتقى القدس".
وأعلن مختلف رواد منصات التواصل الاجتماعي، عبر عدد من المنشورات والتغريدات، عن غضبهم من قرار الجامعة، وكذا استغرابهم من طبيعة هذا القرار الذي أتى من أجل عدم تمكين "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" من تنظيم "ملتقى القدس" تحت شعار "طوفان الأقصى.. شرف الأمة وعزتها".
إلى ذلك، رصدت "عربي21" جُملة من المنشورات والتغريدات المُندّدة بقرار الجامعة، ومنها ما نشرته "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، التي أرفقت مقطع فيديو لمجموعة من الطلبة، في وقفة احتجاجية أمام بوابة كلية العلوم المغلقة، بتعليق قالت فيه: "وسط تطويق أمني.. احتجاج طلابي في تطوان تنديداً بمنع ملتقى القدس السادس الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تحت شعار: (طوفان الأقصى.. شرف الأمة وعزتها)".
وأشارت الهيئة نفسها، عبر تغريدة لها على منصة "إكس" إلى أنه "يجري تعليق الدراسة في جامعة عبد المالك السعدي مدة 4 أيام لمنع انطلاق فعاليات الملتقى".
كذلك، وصل الاستفسار عن قرار الجامعة إلى البرلمان المغربي، عبر "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، وهو الذراع النقابي لحزب "العدالة والتنمية"، المعارض، وطرحه المستشار البرلماني، خالد السطي، بالقول إن "القرار سيؤثر على السير العادي للدراسة، كما أنه خلف استياء كبيرا في صفوف الأساتذة والطلبة على حد سواء".
وبحسب سؤال خالد السطي الكتابي، الموجّه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فإن استياء الأساتذة والطلبة من قرار تعطيل الدراسة سببه الأول "أنه اتخذ دون الرجوع إلى مجلس الجامعة وكذا مجالس المؤسسات المعنية".
واسترسل بأن أساتذة وطلبة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، تفاجأوا بـ"قرار لرئيس الجامعة يقضي بتوقيف الدراسة لأربعة أيام متواصلة وإغلاق جميع مرافق المؤسسات ومنع الأساتذة والطلبة من ولوجها بدعوى استحضار مصلحة طلبة الجامعة في ضمان ظروف سليمة للتحصيل العلمي والأكاديمي بعد مطالبة فصيل طلابي بتنظيم نشاط تضامني مع الشعب الفلسطيني، وهو القرار الذي سيؤثر لا محالة على السير العادي لبرنامج التدريس".
اظهار أخبار متعلقة
وطالب السطي، الوزير، بـ"الكشف عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر وحماية كرامة الأطر (الكوادر) التربوية والإدارية العاملة في المؤسسات الجامعية"، مستفسرا عن "الإجراءات والتدابير التي يعتزم الوزير اتخاذها من أجل ضمان احترام رؤساء المؤسسات الجامعية للقانون وضوابط تدبير المؤسسات الجامعية".
وبالتزامن مع قرار الجامعة، تعجّ مختلف الشوارع المغربية، بعدّة تظاهرات ومسيرات غاضبة من استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر؛ مؤكدين على استمرارهم في التضامن مع كامل الشعب الفلسطيني.