تظاهر الآلاف في مناطق شمال
سوريا وجنوبها، الجمعة، إحياء للذكرى الثالثة عشرة لانطلاق
الثورة السورية، مؤكدين مطالبهم بإسقاط النظام واستمرارية الثورة، وذلك في ظل انسداد الأفق السياسي وتفاقم المأساة الإنسانية بعد سنين من الحرب المدمرة.
وخرجت مظاهرات عارمة في مناطق عديدة من محافظتي
إدلب وحلب جنوبي البلاد تحت عنوان "ثورة لكل السوريين"، طالب خلالها المتظاهرون بإسقاط نظام بشار الأسد وإطلاق سراح المعتقلين، وفقا لموقع "تلفزيون سوريا".
كما شهدت محافظة السويداء جنوبي البلاد، مسيرات حاشدة في الذكرى الثالثة عشرة للثورة، وذلك في ظل تواصل الحراك الشعبي ضد النظام بعد أكثر من 200 يوم من اندلاعه في المدينة ذات الأغلبية الدرزية.
وفي العديد من الدول حول العالم، أحيا السوريون ذكرى الثورة السورية عبر تنظيم وقفات ومسيرات للتأكيد على مطالب الثورة بإسقاط النظام ومحاسبة رئيسه بشار الأسد.
في غضون ذلك، شدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غِير بيدرسون، على وجود ملايين الأشخاص بسوريا يحتاجون للمساعدة الإنسانية.
وقال بيدرسون في بيان نشره بالتزامن مع حلول ذكرى الثورة السورية، إن "هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ يعيشون في الدول المجاورة، وأكثر من 7 ملايين نازح داخل سوريا التي انهار اقتصادها أيضا".
وأضاف أن "الذكرى السنوية المهيبة للصراع السوري تتواكب مع تصاعد التوترات على الصعيد الإقليمي وكذلك في جميع أنحاء البلاد، حيث يدخل الصراع عامه الرابع عشر دون أن يلوح حل سياسي في الأفق".
ودعا بيدرسون، جميع أطراف الصراع إلى الوقف الفوري للعنف، والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلا عن الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي، وفقا لوكالة الأناضول.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن "اللاجئين والنازحين لا يزالون يفتقرون إلى الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة وطوعية، ولا تزال مخاوفهم البالغة الأهمية فيما يتعلق بالحماية وسبل العيش، وهي أمور أساسية، دون حل".
وأوضح بيدرسون، أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يوحد جهوده للدفع باتجاه العملية السياسية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 (2015)، بما في ذلك تدابير بناء الثقة، واستئناف عمل اللجنة الدستورية، وفي نهاية المطاف المعالجة الشاملة لمجموعة كاملة من القضايا التي يجب حلها لإنهاء هذا الصراع، وفقا للمصدر ذاته.
وانطلقت شرارة الثورة السورية في العاصمة دمشق ومدينة درعا بمظاهرات احتجاجية على سياسات النظام القمعية في منتصف شهر آذار /مارس عام 2011، قبل أن تنجر الثورة إلى دوامة من الصراع الدموي جراء العنف المفرط الذي قوبلت به من قبل النظام السوري، ما أسفر عن مأساة إنسانية عميقة لا تزال دون أي حل يلوح بالأفق، لا سيما مع توجه العديد من الدول العربية إلى إعادة تطبيع العلاقات مع
نظام الأسد.