هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت لجنة طبية زارت نهاية الشهر الماضي المنشأة المخصصة للمعتقلين من غزة، أن ظروفا مأساوية يعيشها المعتقلون وهم "مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين". اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر طلب
عدم الكشف عن اسمه، أن "الزيارة الأولى للجنة طبية خاصة، تمت بعد عدة تأجيلات، بلغت حوالي أربعة
أشهر على إقامة المستشفى الميداني مثلما يُعرف، في قاعدة سديه تيمان في النقب".
الصحيفة العبرية، ذكرت أن موضوع
الزيارة "لم يتم النشر عنه بشكل رسمي"، وحسب معرفة "هآرتس"
فإن اللجنة حتى الآن لم تقم ببلورة استنتاجاتها وتوصياتها.
أوضحت
الصحيفة أنه "يتم إعطاء رقم عسكري للأسرى يتكون من خمسة أرقام، ويتم
تقييد أيديهم وأقدامهم في الأسرة، وعلى الأغلب في معظم ساعات اليوم، وأحيانا طوال
النهار والليل".
"كل الأطراف مكبلة"
ووصف أحد زوار المنشأة، أن المعتقلين "عيونهم
معصوبة طوال الوقت حتى أثناء العلاج، لأنه لا يوجد طاقم تمريض والجنود الذين
يوجدون في المنشأة يرفضون إطعامهم"، كما قيل للصحيفة، بأنه "تتم تغذيتهم
بتركيبة سائلة يتناولونها بالمصاصة".
المصادر التي تحدثت مع الصحيفة
"لا تعرف كيف وهل يصل الأسرى الى المراحيض والحمامات".
وذكرت الصحيفة أنه "يتم
علاج المعتقلين المصابين والمرضى في خيمة كبيرة، يوجد فيها 15- 20 سريرا".
ويوجد في المنشأة "عدد
من المباني غير الثابتة، في واحد منها ينام أعضاء الطاقم"، بحسب الصحيفة.
"هذه ظروف تناسب
مستشفى ميدانيا في العراق"، هذه الجملة قالها شخص زار المكان، والمنشأة يمكن أن
"تمكن الطاقم من إجراء عمليات متوسطة لا تشمل الوصول إلى أعضاء كثيرة في
الجسم"، وفق ما نقلته الصحيفة.
وذكر طبيب مطلع على الوضع،
بأن الأطباء عامون، مبينا أنهم "ليسوا من أطباء العناية المكثفة أو الجراحين،
وهكذا أحيانا يتم استدعاء أطباء من الخارج للاستشارة أو لتقديم العلاج".
وعن حجم الوضع الصعب فيها،
ذكر أنه "عندما تكون هناك حاجة إلى إجراء فحوصات بواسطة أجهزة غير موجودة هناك أو
عملية معقدة أكثر أو في حالة تدهور الوضع الصحي (مثلا انتشار تلوث) فإن الأسرى يتم نقلهم للعلاج في أحد المستشفيات المدنية".
وتابعت: "حتى هناك
يكونون مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين، وإضافة إلى الرقم العسكري الذي أعطي
لهم هم يعتبرون مجهولين".
"هآرتس"، لفتت
إلى أن "الجنود يتواجدون معهم طوال الوقت، فيما تتم إعادتهم إلى سديه تيمان
في وقت مبكر جداً، ليس حسب الإجراءات أو الحاجة الطبية".
وقال شخص للصحيفة كان شاهدا على عدد من الحالات: "لقد تولد لديه الانطباع بأن السرعة مرتبطة أيضا في الرغبة
بنقل الأسرى إلى التحقيق".
موشيه بار سمنطوف، مدير عام
وزارة الصحة، قال في مقابلة مع "واي نت" في بداية كانون الثاني/ يناير، إنه
"توجد لإسرائيل مصلحة عسكرية واستخبارية في أن يبقى هؤلاء الأشخاص على قيد
الحياة، وعلاجهم يؤدي إلى إنقاذ حياة مدنيين وجنود".
"عدم الكشف عن هوية
المرضى والطاقم الطبي في المستشفى، والتكبيل وعصب العيون طوال أيام العلاج في
المستشفى، كانت أمورا معروفة لأعضاء اللجنة التي زارت المنشأة، لأن الأمور تم الكشف
عنها في الإحاطة التي نشرتها وزارة الصحة في كانون الأول 2023"، تقول هآرتس.
في هذه الإحاطة كتب: "حسب
توجيهات الجهات الأمنية المسؤولة عن المعتقلين في منشأة الاعتقال، فإن المعتقلين
يتم تكبيلهم طوال الوقت ويتم عصب عيونهم حتى أثناء تقديم العلاج".
ورغم أن الشاباك وجيش الاحتلال
الإسرائيلي هم الذين يملون شروط العلاج، إلا أن مصدرا أمنيا قال للصحيفة بأن
المسؤولية عن المنشأة الطبية هي لوزارة الصحة.
وحسب التقرير الذي كتبه
ونشره في شهر شباط/ فبراير طاقم جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" عن وضع
المعتقلين الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فإن المستشفى يدار بصورة مشتركة من قبل
وزارة الصحة والجيش.
وورد في نص تقرير الصحيفة،
أنه "مثلما نشر في تشرين الأول/ أكتوبر في وسائل الإعلام عن إقامة منشأة طبية
للمعتقلين من غزة، تقرر بعد أن رفضت عدة مستشفيات وطواقم طبية علناً علاجهم، لكن أيضا
لأن أعضاء يمينيين قاموا باقتحام مستشفى شيبا عندما عرفوا أن هناك معتقلا من غزة
يعالج في المستشفى، وهددوا بفعل ذلك مرة أخرى".
وذكرت سببين لعدم الكشف عن
هوية الأطباء في المنشأة، المجندين "الأول هو الخوف من أن يشخصهم الفلسطينيون
بعد ذلك، الذين قاموا بعلاجهم أو غيرهم، وأن يقدموا ضدهم دعاوى في جهات دولية
بذريعة مشاركتهم في ارتكاب جرائم حرب".
بينما السبب الثاني هو "الخوف
من أن يقوم يمينيون متطرفون في إسرائيل بمهاجمتهم".
وقد قيل للصحيفة بأن الأطباء
"لا يكشفون عن مهمتهم حتى أمام أصدقائهم، وكما يبدو أيضا أمام عائلاتهم".
واستهدف عصب عيون المخطوفين،
حماية الأطباء (والجنود) أيضا من تشخيصهم، لكن هناك أطباء قالوا بأن غياب التواصل
البصري مع المعالج يساعدهم على القيام بالمهمة بشكل مهني، وفق "هآرتس".
مع ذلك تحدثت مصادر مع
الصحيفة قالت إن "الطاقم الطبي في سديه تيمان يحاول العلاج بشكل جيد بقدر الإمكان
في ظل ظروف بعيدة عن أن تكون جيدة".
تكبيل الأيدي طوال اليوم استهدف حماية الطاقم الطبي من قبل المصابين بإصابات
خطيرة، وورد في إحاطة وزارة الصحة بخصوص المنشأة أن المعالجين هم "مقاتلون
غير قانونيين".
في الأيام الأولى من "طوفان
الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر "كان من الواضح أن المعتقلين الفلسطينيين الذين يتم
علاجهم كانوا مشاركين في الهجوم"، وفق ما ادعت به الصحيفة التي أشارت إلى أنه
عند بداية العملية البرية اعتقل في داخل غزة أيضا مئات المدنيين.
وتابعت: "منهم من تم إحضارهم
إلى المنشأة الطبية بسبب إصابتهم أو بسبب أنهم يعانون من أمراض مزمنة وتدهورت
حالتهم الصحية أثناء الاعتقال أو بسبب أنهم لم يحصلوا على الأدوية".
في تقرير "أطباء من أجل
حقوق الإنسان" كتب أن "مجرد الإشارة (في الإحاطة) إلى الوضع القانوني
لهؤلاء المعتقلين في الوثيقة التي تهدف إلى تنظيم علاجهم تبدو محيرة لأن قواعد أخلاقيات مهنة الطب والقانون في إسرائيل وفي العالم تقتضي حصول كل شخص على العلاج
الذي يحافظ على صحته بغض النظر عن وضعه القانوني".
التقرير حلل أيضا إحاطة وزارة الصحة، وكتب أنها يمكن أن تنظم طبيعة معالجة
المعتقلين في سديه تيمان، لكن عمليا "الإحاطة تخفض المعايير المهنية
والأخلاقية في كل ما يتعلق بالعلاج وبعلاقة المعالج مع المريض".
وفي التقرير أيضا يعتبر
التنكيل وعصب العيون معظم ساعات اليوم "شروطا تشكل تعذيبا".
ووجهت "هآرتس" سؤالا
لوزارة الصحة والهستدروت الطبية: هل حسب رأيكم هذه الظروف تمكن من تقديم العلاج
المناسب. وزارة الصحة قالت إن "العلاج الذي يتم تقديمه في سديه تيمان يلبي
القواعد والمواثيق الدولية التي تلتزم إسرائيل بها".
وجاء أيضا أن "الوزارة
تستعين باستشارة طبية كلما احتاج الأمر وبمرافقة طاقم أخلاقيات المهنة. وكبار
الموظفين في الوزارة يأتون إلى المنشأة بين حين وآخر".
وجاء من الهستدروت الطبية، بحسب الصحيفة بأن "هناك
موقفا حاسما وواضحا للهستدروت الطبية في إسرائيل وفي لجنة أخلاقيات المهنة بخصوص
تقديم العلاج لكل شخص محتاج بدون تمييز".
وزارة الصحة أقامت المنشأة
الطبية في سديه تيمان من "أجل تقديم جواب طبي في المكان، وعندما لا تكون حاجة إلى علاج معقد أكثر".
وردا على سؤال الصحيفة
العبرية، قال المتحدث بلسان جيش الاحتلال: "منشآت الاعتقال العسكرية تم
تخصيصها للتحقيق مع المعتقلين وغربلتهم إلى حين نقلهم إلى مصلحة السجون أو إطلاق
سراحهم وإعادتهم إلى القطاع إذا وجد أنهم غير مشاركين في العمليات الإرهابية".
وتابع المتحدث: "طريقة
التكبيل وإجراءات الأمان تم تحديدها حسب خطورة المعتقل من أجل حماية أمن قواتنا،
بما في ذلك الطاقم الطبي في المنشأة".
وادعى أن المعتقلين في
المنشأة "لا يتم منعهم من الاستحمام والخروج".
ونوهت الصحيفة أن المتحدث "لم
يجب على سؤال حول عدد المعتقلين الذين تم علاجهم منذ بداية الحرب".
كما نبهت إلى أنها "لم
تحصل أيضا على جواب على سؤال إذا كان الـ 27 معتقلا من غزة الذين ماتوا وهم تحت
حماية الجيش الإسرائيلي تم نقلهم في أي مرحلة للعلاج في منشأة سديه تيمان أو أنهم
ماتوا بسبب أنه لم يتم نقلهم إليها".