قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إنها اطلعت على
جانب من مداولات ووثائق سرية، تغطي ما جرى بحثه بين جهات عربية ودولية، بعد عملية
طوفان الأقصى، وحقيقة المواقف من العملية والعدوان على قطاع
غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وقبل عملية طوفان
الأقصى بشهرين، نقلت دول
عربية إلى الولايات المتحدة في شهر آب/أغسطس الماضي، أي قبل شهرين، من العملية،
تحذيرا مفاده أن استمرار الضغوط المالية والحيوية على قطاع غزة، وبخاصة منع
الأموال عن وكالة الأونروا، سيؤزم الأوضاع في القطاع، وقد يدفع حماس إلى القيام
بعملية عسكرية للفت أنظار العالم.
وقالت
مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرة ليف لسفراء خليجيين في
واشنطن الصيف الفائت، إن زيارتها الأراضي الفلسطينية في حزيران الماضي أظهرت لها
كم أن الوضع في الضفة الغربية سيئ. لكن ليف ركزت اللوم على رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، معتبرة أن المفاوضات لن تشهد أي تقدم ما دام على رأس السلطة، وقالت
إنه أصبح كبيرا في السن، ولا يملك الشخصية القيادية التي تؤهله للقيام بهذه المهمة.
وعلى صعيد مصر، قالت الصحيفة، إن المداولات
التي جرت في القاهرة، قال فيها رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، لوفد من الكونغرس،
إن مصر لن تقبل تصفية القضية على حسابها،
وستواجه ذلك بكل الوسائل، ووجود الفلسطينيين على أراضيها لن يحل الأزمة، بل يهدد
السلام.
وأشار
إلى أن مثل هذه المقترحات "التهجير" ستضر بالأمن القومي المصري، وما
تعنيه من احتمال تسلل عناصر من حماس إلى داخل مصر، ورغم أن السيسي، ركز أمام الوفد
الأمريكي على أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، فقد أكد أن ما قامت به لا يعطي إسرائيل الحق
في قتل أهل غزة بصورة جماعية وتجويعهم.
أما
وفد الكونغرس فقد نقل إلى القيادة المصرية موجزا عن زيارته الرياض، وأن الوفد أبلغ
المسؤولين السعوديين بأن ما حصل في 7 تشرين الأول تم التخطيط له من إيران لوقف
مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي الذي حقق نتائج طيبة، وأنه طلب من السعوديين
المضي في خطوات التطبيع، لعدم إعطاء إيران فرصة لوقف السلام في المنطقة.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت
الصحيفة أن شكري، رأى أن الطرح القائل بأن حل الدولتين بحاجة إلى إصلاح السلطة
الفلسطينية إنما يجعل المشكلة عند السلطة، في حين أن المشكلة الحقيقية هي أن
الجانب الإسرائيلي يرفض حل الدولتين. وأكد شكري أن الحديث عن ما بعد الحرب غير
واقعي من دون وقف النار، مشيرا إلى أن ما يحصل فعليا هو تهجير لسكان غزة وتصفية
للقضية الفلسطينية.
وعلى صعيد الموقف الأردني، قالت الصحيفة، إن زيارة ملك الأردن إلى أبو ظبي في
تلك المدة، كانت بهدف الطلب من الإمارات للحصول على أنظمة دفاع جوي في مواجهة
الصواريخ والطائرات المسيرة، على غرار تلك التي أطلقها الحوثيون على إسرائيل.
وانصبت
مخاوف ملك الأردن على احتمال توسع نطاق الحرب، وما قد يترتب على الأردن في مواجهتها.
ولقي
اقتراح الرئيس الفرنسي بتشكيل تحالف دولي لمواجهة حركة حماس معارضة أردنية، وبحسب
معلومات دبلوماسي عربي، فقد أبلغ ملك الأردن الرئيس الفرنسي أثناء اجتماعهما في عمان
يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بأن بلاده لا تؤيد أي مبادرة تعتبر المقاومة
الفلسطينية إرهابية.
وعزا
مسؤول أردني سبب رفض الاقتراح إلى أوضاع الأردن الداخلية التي لا تتحمل مثل هذه
المواقف والتحالفات. وأدى هذا التباين حيال الاقتراح إلى إلغاء المؤتمر الصحافي
الذي كان مزمعا عقده بين الجانبين.
ونقلت
عن دبلوماسي أردني، قوله إن الأردن استطلع رأي بعض الدول حول مسألة إصلاح السلطة
الفلسطينية، وإمكان تقديم أسماء تحظى بمقبولية من جميع الأطراف لتولي إدارة قطاع
غزة، وطرح في هذا الإطار اسم محمد دحلان الذي يحظى بدعم من الإمارات وجهات دولية،
والأسير مروان البرغوثي.
وأشارت
الصحيفة نقلا عن وثيقة دبلوماسية، صادرة عن سفارة عربية، أن مصدرا له صلة بدوائر
الحكم في الدوحة قال إن السعودية والإمارات، ومعهما مصر، عبرت عن عدم ارتياح حيال
ما تقوم به قطر على صعيد وقف الحرب في غزة، وتبادل الأسرى وتوفير المساعدات
الإنسانية.
وذكر
المصدر أن الإمارات عملت من أجل أن يكون لها دور مركزي في هذا المجال، لكن تموضعها
إلى جانب إسرائيل في بداية الحرب شكل عائقا أمام طموحها، إضافة إلى أن علاقة قطر
مع حماس حيث تستضيف عددا من قياداتها أتاحت لها من الناحية الواقعية مقبولية لدى
الجانب الأمريكي، وكذلك الإسرائيلي.
وحول
زيارة أمير قطر أبو ظبي في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولقائه رئيس الإمارات محمد
بن زايد، أفاد مصدر دبلوماسي قطري في أبو ظبي أن أمير قطر طلب من الإمارات مساندة
الدوحة في التحرك لدى الجانبين الأمريكي والإسرائيلي من أجل إعلان هدنة في غزة، لكن
مصدرا آخر قال إن الجانب الإماراتي لم يكن متحمسا على هذا الصعيد.
وذكر
المصدر أن قطر وردا على احتجاجات أمريكية، بوجود قيادات حماس، في الدوحة، أكدت أن
وجودهم على الأراضي القطرية سمح بإقامة قناة اتصال أفضى إلى إطلاق عدد من
المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة، وأن ذلك تم بعلم وموافقة واشنطن.
وبحسب
المصدر الأمريكي، دفع الجانب القطري أيضا بأن القيادة السياسية في حماس لم تكن على
علم بالهجوم الذي حصل في 7 تشرين الأول، وأن من الضروري عدم تعميم الموقف الأمريكي
على كامل الصف القيادي في حماس، وبالتالي التفريق بين الجناحين السياسي والعسكري
للحركة.
من
جانب السعودية، فهي قررت عن عمد تأخير موعد القمة العربية الطارئة في الرياض إلى
11 تشرين الثاني 2023، رغم ضخامة الأحداث في الأراضي الفلسطينية وعدد الضحايا الفلسطينيين. بل وتعمدت السعودية عقد القمة العربية الطارئة بتوقيت
واحد مع القمة العربية الأفريقية العادية والمقررة مسبقا، ما أثار استغراب عدد من
الأوساط العربية الرسمية.
وأشار دبلوماسي مصري في أبو ظبي إلى أن رئيس
السلطة الفلسطينية محمود
عباس طلب من ولي العهد السعودي في اتصال هاتفي تقريب موعد القمة العربية لبحث
العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن ابن سلمان أصر على عقدها في التاريخ المقرر
ليتزامن مع موعد القمة العربية- الأفريقية، وكانت حجة ابن سلمان أنه لا يريد
التأثير على زخم القمة الثانية في حال تم التبكير بموعد القمة العربية.
ولاحظ
تقرير لبعثة دبلوماسية خليجية في الرياض أن السعودية تعاملت مع الحرب على غزة وما
ترتب عليها من تداعيات إقليمية برد فعل هامشي مقصود، وعدم تعريض
علاقاتها مع الإدارة الأمريكية لأي هزات في وقت يجري العمل معها على إنضاج اتفاق
لإقامة علاقات مع إسرائيل.
ونقل
عن مسؤولين سعوديين أن الحرب في غزة لا تتلاءم مع رؤية ولي العهد لشرق أوسط مزدهر.
وقال
التقرير إن غزة هي الموضوع الأول الذي يتداوله المواطنون السعوديون في مجالسهم
الخاصة، لكنهم يتحاشون التعبير عن ذلك في العلن بسبب الخشية من تعريض أنفسهم
لإجراءات انتقامية من جانب السلطات.
اظهار أخبار متعلقة
وعلى صعيد الإمارات، قالت الصحيفة إنه في الأسابيع الأولى للحرب،
رأى دبلوماسي إماراتي في القاهرة أن الاجتماعات العربية من أجل بحث تداعيات الوضع
في قطاع غزة غير مفيدة، محملا حركة حماس المسؤولية عن الحرب الدائرة في غزة، وقال
إنها تدفع المنطقة إلى حرب واسعة.
ورأى
الدبلوماسي الإماراتي أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء على حماس أو
استسلامها، وأنها مصممة على ضم قطاع غزة ومنع إقامة دولة فلسطينية، وبناء على ذلك
سيتم تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية.
وأضاف
أن هذا السيناريو سيطبق في الضفة في حال تحرك الفلسطينيون ضد السيطرة الإسرائيلية،
إذ سيرحلون إلى الأردن، وذكر الدبلوماسي الإماراتي أن بلاده تجد أن مواطنيها أَولى
بالأموال التي تدفع إلى الفلسطينيين.
إلا أن
الإمارات التي هاجمت في بداية الحرب حركة حماس على خلفية تنفيذ عملية طوفان الأقصى،
وعبرت عن ذلك في مجلس الأمن حين وصفت هجومها على المستوطنات بأنه بربري وشنيع، خففت
من لهجتها لاحقا. لتطلب الخارجية الإماراتية وقفا فوريا لإطلاق النار، وتجنبت
الهجوم المباشر على حماس، خلافا لموقفها الأول.
ومن جملة الأسباب تفاعلات شعبية عدة في بعض الإمارات التي تكون اتحاد هذه
الدولة، حيث عبرت عن عدم ارتياح إزاء الموقف الرسمي لأبو ظبي، وكانت الشارقة في
طليعة الإمارات التي أدانت الهجوم الإسرائيلي على غزة. ومن جملة الأسباب أيضا تعرض
موقف الإمارات لانتقادات قوية في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن رغم ذلك ظلت أبوظبي تستقبل المسؤولين الإسرائيليين ومن بينهم رئيس جهاز
الاستخبارات الإسرائيلية الذي التقى في أبو ظبي مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد،
كما لم تتخذ الإمارات أي إجراء دبلوماسي احتجاجي ضد إسرائيل.
وتفيد
وثيقة ديبلوماسية استنادا إلى مصدر في الخارجية المصرية بإجراء محادثات بين السلطة
الفلسطينية ومسؤولين أمريكيين في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طرح خلالها
الجانب الأمريكي اضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في إدارة القطاع بعد الحرب
الحالية. وردت السلطة بأنها لا تمانع من القيام بهذا الدور، على أن يكون ذلك
مرتبطا باتفاق شامل مدعوم عربيا، حتى لا يؤخذ على السلطة الفلسطينية أنها جاءت إلى
القطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية.
وعلى
الصعيد الأممي، نقلت الصحيفة، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في
لقاء مع مجموعة من السفراء العرب في نيويورك في 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي قال إن
الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالفعل في الهجوم على قطاع غزة، ولا تتحفظ على
دخولها إلى أراضي القطاع.
ورأى
غوتيريش أن إسرائيل لا ترغب فقط في تهجير الفلسطينيين من غزة، بل تريد فعل ذلك
أيضا في الضفة الغربية نظرا إلى أهميتها الدينية والأمنية بالنسبة إليها.
وذكر
أنه سبق أن التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم
المتحدة وأن الأخير قال بنبرة متغطرسة إن إسرائيل قوة عظمى وإن الدول العربية هي
التي تأتي إليها طلبا للسلام، مضيفا أن إسرائيل لا تعير أهمية للفلسطينيين. وقال
الأمين العام إن مجلس الأمن منقسم بشأن وقف النار، إذ ترفض الولايات المتحدة ودول
أوروبية تقييد إسرائيل في مواجهة حماس.
وقالت
نائبة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة آنا شوو أثناء لقائها مع دبلوماسي
عربي إن القرارات الصادرة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض خالفت
توقعات دول الاتحاد الأوروبي، وإن عدم تبنيها قرارات قوية بحجم الأحداث في غزة عزز
موقف دول الاتحاد الداعمة لإسرائيل والتي تتساءل: "لماذا يجب على الأوروبيين
أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك".
من
جهته، رأى نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل
بوغدانوف أثناء لقاء مع سفراء عرب في موسكو أن إسرائيل ليست في صدد القبول بإقامة
دولة فلسطينية مستقلة، ناقلا هذا الكلام عن السفير الإسرائيلي في موسكو.
وأفاد
بوغدانوف أن عملية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بدأت فعليا، ورأى أن مصر قد
تتأثر بالضغوط الأمريكية لاستقبال اللاجئين من غزة، وأشار إلى تخوف ليبي من مساع
غربية لنقل اللاجئين الفلسطينيين والأفارقة إلى جنوب ليبيا، وإقامة كيان لهم هناك.
وأثناء
زيارة وفد وزراء خارجية دول عربية وإسلامية والأمين العام لجامعة الدول العربية
والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى موسكو بناء على قرار قمة الرياض لحشد الدعم
الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لاحظ الجانب الروسي عدم وجود رؤية مشتركة
لدى الوفد حول مستقبل القطاع.
ورأى
مصدر دبلوماسي روسي أن الإدارة الأمريكية تعمل على التأثير في موقف مصر والأردن من
أحداث غزة عبر استغلال ظروفهما الاقتصادية.