قال خبير
اقتصادي تركي، إن الضغوطات الاقتصادية
العالمية والإقليمية
سترتفع في حال تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
أوضح رئيس مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط أوغوزهان دمير دوغان، أن
الحرب تؤثر على أسعار النفط وطرق التجارة العالمية والتضخم، والهجوم الإسرائيلي
يجر الاقتصاد العالمي إلى طريق مسدود.
وأشار إلى وجود خطر ارتفاع أسعار النفط، فضلا
عن ارتفاع أسعار الشحن الملاحظ منذ بداية الحرب في غزة.
وصعدت أسعار النفط من متوسط 75 دولارا قبيل
الحرب على قطاع غزة، ووصلت إلى 86 دولارا في الأسابيع الأولى، بينما تستقر حاليا
عند 82.4 دولارا لبرميل برنت.
بينما ارتفعت أسعار كلفة الشحن الوارد عبر مضيق
باب المندب بنسب وصلت إلى 170 بالمئة؛ بسبب هجمات الحوثي على السفن المرتبطة
بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما دفع شركات شحن لتعليق كل رحلاتها
عبر المضيق.
ولفت دمير دوغان إلى أن الحوثيين في اليمن
هاجموا السفن التي تمر عبر البحر الأحمر والمرتبطة بالاحتلال والولايات المتحدة
وبريطانيا، وأن التوتر تسبب في تغيير مسار تلك التي تصل أوروبا من قناة السويس إلى
رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب أفريقيا.
وشدد على أن "الطرق البديلة تزيد من تكلفة وقود السفن ذهابا وإيابا بنحو مليون
دولار لكل سفينة، ما يعني أن تكاليف الشحن البحري ارتفعت بنسبة 40 بالمئة
كمتوسط"، وتجاوزت كلفة بعض الرحلات 170 بالمئة، وفق صندوق النقد الدولي.
وأضاف: "بالمحصلة، مع تراجع سعة الحاويات
وارتفاع تكاليف الوقود والتشغيل بسبب فترة الإبحار الطويلة، تسبب ذلك في زيادة
تكاليف النقل بشكل كبير".
وذكر أن تراجع الشحنات البحرية عبر قناة السويس
أثر على الاقتصاد المصري، حيث تعبر القناة مصدرا مهما للعملة الأجنبية في البلاد.
اظهار أخبار متعلقة
وأما عن التأثير السلبي للحرب في غزة على الصين
التي تنفذ 80 بالمئة من تجارتها الخارجية عن طريق البحر، فذكر الخبير التركي، أن
الصين تأثرت سلبا بالتطورات، وعلى إثرها وضعت الطرق البرية البديلة على جدول
أعمالها لتلبية الطلب الخارجي.
وقال إن المستثمرين الدوليين الذين يشعرون
بالقلق إزاء عدم الاستقرار المستمر، يعيدون استراتيجيتهم الاستثمارية في دول
المنطقة.
وأوضح أن إلغاء شحنات الغاز الطبيعي المسال من
قطر إلى أكبر محطة للغاز الطبيعي المسال في إيطاليا، يشكل خطرا جديدا على أوروبا
التي اهتز أمن الطاقة فيها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وألغت قطر حوالي 70 بالمئة من شحنات الغاز
الطبيعي المسال القادمة من قطر، والتي كانت متجهة إلى المحطة الرئيسية في إيطاليا
على البحر الأدرياتيكي في كانون ثان/يناير، بعد استهداف سفن
الاحتلال في البحر
الأحمر.
"الضغوط على الاقتصادات العالمية
والإقليمية ستزداد إذا استمرت الحرب، وبالتالي الوصول إلى طريق مسدود"، وفق
الخبير الاقتصادي.
ومؤخرا، أعلنت شركة "ميرسك"
الدنماركية للشحن البحري، تراجع أرباحها بنسبة 87 بالمئة على أساس سنوي، خلال
الربع الأخير من العام 2023، بسبب أزمة البحر الأحمر.
ومنذ كانون أول/ ديسمبر الماضي، علقت
"ميرسك" وشركات شحن تجارية كبرى عبورها للبحر الأحمر، واستبدلت به طريق
رأس الرجاء الصالح جنوب دولة جنوب أفريقيا، ما أضاف قرابة أسبوعين إضافيين ونفقات
أعلى للوصول إلى وجهاتها النهائية.
و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض
منذ 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023 للعدوان الإسرائيلي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيرات
سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى
إسرائيل، توسعت لاحقا لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.