أعلن
الرئيس
السنغالي ماكي صال، عزمه تنظيم
الانتخابات الرئاسية قريبا، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات
الشعبية في البلد، وإصدار المجلس الدستوري قرارا بإبطال قرار تأجيل الانتخابات.
وكان
المجلس الدستوري في السنغال ألغى قرار ماكي صال تأجيل الانتخابات الرئاسية عن موعدها، الذي كان مقررا في الـ25 من شهر شباط/ فبراير الجاري.
وبنى
المجلس الدستوري قراره إلغاء تأجيل الانتخابات، على المادة 103 من الدستور السنغالي، التي تنص على أنه "لا يجوز لأحد تعديل عدد ومدة ولاية الرئيس".
اظهار أخبار متعلقة
وفي
بيان صادر عن مكتبه، قال الرئيس السنغالي ماكي صال، إنه يعتزم تنفيذ قرار المجلس الدستوري
بشكل كامل.
وأضاف
البيان: "الرئيس سيجري من دون تأخير المشاورات الضرورية لتنظيم الانتخابات الرئاسية
في أقرب وقت".
ضغط
شعبي
ويرى
الباحث المهتم بالشأن السنغالي، سيد أحمد ولد باب، أن الضغط الشعبي والمظاهرات الغاضبة
التي عرفتها السنغال خلال الأيام الأخيرة ساهمت بشكل كبير في تراجع ماكي صال عن قراره
السابق بشأن تأجيل الانتخابات.
وأضاف
في تصريح لـ"عربي21": "الأيام الأخيرة شهدت مظاهرات قوية في العديد
من المدن السنغالية، رافق ذلك ضغط دولي على ماكي صال من أجل إجراء الانتخابات بشكل
سريع".
اظهار أخبار متعلقة
أزمة
غير مسبوقة
وتعيش
السنغال منذ أيام أزمة سياسية غير مسبوقة، بسبب صراع محتدم بين البرلمان، الذي تسيطر
عليه أغلبية مقربة من الرئيس الحالي ماكي صال، والمجلس الدستوري.
وعلى
إثر الأزمة السياسية، اندلعت احتجاجات واسعة تسببت في مقتل 3 متظاهرين وسط مخاوف من
انزلاق البلد الغرب أفريقي إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وهذه
هي المرة الأولى منذ استقلالها يتم تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، الذي
لم يعرف انقلابات عسكرية، عكس غالبية بلدان القارة الأفريقية التي تشتهر بكثرة الانقلابات
في بلدانها.
ويرى
متابعون أن الرئيس الحالي، ماكي صال، افتعل الأزمة بهدف تأجيل الانتخابات من أجل اختيار
مرشح جديد للحزب الحاكم يحظى بإجماع وموافقة أوسع، في ظل تقارير تتحدث عن ضعف شعبية
المرشح الحالي رئيس الحكومة، أمادو با.
وكان
ماكي صال أعلن أنه لن يترشح للانتخابات، نظرا لأنه أمضى ولايتين رئاسيتين، لكنه دفع
برئيس الحكومة، أمادو با، كمرشح لخوض السباق الرئاسي، ويسعى لفوزه بالسلطة.
ردود
فعل أولية
وفي
ردود الفعل الأولية، قال المرشح السنغالي المعارض خليفة_صال، إن على السلطات التحضير
لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الثاني من نيسان/ أبريل القادم موعد انتهاء مأمورية
الرئيس الحالي.
وأشار
في مؤتمر صحفي إلى أنه إذا كان يتعذر إجراء الانتخابات قبل هذا الموعد، فمن الضروري مناقشة
الأمر من قبل الفاعلين السياسيين.
اظهار أخبار متعلقة
من جهتها، حثت المجموعة الاقتصادية لدول غرب
أفريقيا (إيكواس الأطراف السنغالية على احترام قرار
المجلس الدستوري، وطالبت السلطات المختصة بتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية طبقا
لهذا القرار.
ودعت
(إيكواس) في بيان لها الطبقة السياسية إلى ضبط النفس وتفضيل الحوار الشامل لإنقاذ المكتسبات
الديمقراطية لهذه الدولة.
وأضافت
المنظمة الإقليمية أنها ستواصل متابعة الوضع، داعية مختلف الأطراف إلى احترام دولة
القانون، وضمان إجراء انتخابات حرة شاملة وشفافة.