قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه
وثق تعمد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل مدنيين
فلسطينيين، بمن فيهم صحافيون، خلال
محاولتهم التقاط بث الاتصالات والإنترنت للتواصل مع ذويهم أو جهات عملهم، من خلال
استهدافهم المباشر بالقنص وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع
غزة.
وأضاف "الأورومتوسطي" في بيان له اليوم
الثلاثاء أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، أنه وثق خلال أقل من أسبوع مقتل ما
لا يقل عن سبعة مدنيين في محافظة شمال غزة، بعد استهدافهم بشكل مباشر من طائرات
مسيرة للجيش الإسرائيلي في منطقة "البشير" في "تل الزعتر"
بمخيم جباليا، خلال محاولتهم الاتصال بشبكة الإنترنت للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم.
وبيّن أنه نتيجة تدمير القوات الإسرائيلية
محطات الإرسال الخاصة بشبكات الهاتف المحمول وتدمير مقاسم الاتصالات الفلسطينية،
يلجأ المدنيون الفلسطينيون إلى أماكن مرتفعة في محاولة لالتقاط إشارة اتصالات
لشبكات بديلة لتشغيل الإنترنت على بطاقات إلكترونية، إلاّ أن القوات الإسرائيلية
تستهدف هؤلاء المدنيين بشكل متعمد، وبصفتهم هذه، وبدون أن يكونوا يشكلون أي مصدر
للتهديد أو الخطر.
وأكد الأورومتوسطي أنه وثق في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، استشهاد الشاب "محمد الغولة" وإصابة الصحافي
"عماد غبون" فيما نجا صحافيون آخرون بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية
مجموعة منهم خلال محاولتهم التقاط بث الإنترنت في منطقة "تل الزعتر" في
جباليا.
وقال المرصد الأورومتوسطي، إن الاستهدافات
الإسرائيلية للمدنيين خلال محاولتهم التقاط إشارة الاتصالات والإنترنت تركز على
المناطق المحاصرة، والتي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، الأمر الذي يعرقل
التغطية الصحافية لتلك الانتهاكات ويحول دون قدرة السكان على نقلها.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه وثق في 8
شباط/ فبراير الجاري، استشهاد مدني فلسطيني خلال وجوده على سطح مجمع
"ناصر" الطبي في خانيونس، جراء إطلاق نار من طائرات "كواد
كابتر" إسرائيلية، خلال محاولته التقاط إشارة الإنترنت بالتزامن مع حصار
الجيش الإسرائيلي للمستشفى.
كما أنه وثق في 9 شباط/ فبراير، إصابة 6 شبان
جراء إطلاق نار من بوارج
حربية إسرائيلية على مرتفع "النويري" على بحر
مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أثناء محاولاتهم الاتصال بشبكة الإنترنت.
وأشار الأورومتوسطي إلى إنه وثق عدة عمليات
قصف نفذتها طائرات مسيّرة إسرائيلية وعمليات إطلاق نار من طائرات "كواد
كابتر" استهدفت مدنيين على مدرج ملعب "اليرموك" في مدينة غزة خلال
محاولتهم التقاط إشارة بث الإنترنت ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم.
ودمرت إسرائيل بشكل منهجي عبر استهدافات من
طيرانها الحربي محطات الإرسال الهوائي لشبكات الهاتف المحمول على أسطح المنازل
والمباني، وكذلك مقاسم الاتصالات للشبكة الأرضية الوحيدة في قطاع غزة، ما أدى إلى
انقطاع الاتصالات والإنترنت عن غالبية قطاع غزة في أغلب الأوقات، ولجأ السكان إلى البحث عن بدائل أخرى ليس من السهل تأمين متطلبات تشغيلها.
وأبرز "الأورومتوسطي" أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر قطعت إسرائيل الاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن قطاع غزة ما لا يقل عن
10 مرات، وغالبها جاء بالتزامن أو قبيل تصعيد في الهجوم، كما أنها دمرت البنى التحتية
المشغلة لشبكات الاتصالات بشكل شبه كامل.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن عمليات
القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء، سواء
بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق
المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان،
وتعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد
الإنسانية، وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد
ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان
قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من
الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار
هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية
بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة في تاريخها.
اقرأ أيضا: غارات دموية وسط قطاع غزة وقصف مكثف شرق رفح.. 130 يوما على العدوان