اتهمت
روسيا والصين الولايات المتحدة
بـ"صب الزيت على النار" في المنطقة؛ بسبب ضرباتها الانتقامية الأخيرة في سوريا
والعراق.
جاء ذلك خلال جلسة طائرة لمجلس الأمن دعت
لها روسيا لمناقشة الضربات الأمريكية على سوريا والعراق، الجمعة.
ووجّهت الصين وروسيا إلى الولايات المتّحدة
تهمة صبّ الزيت على النار في الضربات التي شنّتها على أهداف في سوريا والعراق، ردّاً
على ضربة استهدفت قاعدة أمريكية في الأردن في 28 كانون الثاني/ يناير، أسفرت عن مقتل
ثلاثة عسكريين أمريكيين.
اظهار أخبار متعلقة
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا:
"من الواضح أنّ ضربات الولايات المتحدة تهدف بشكل محدّد ومتعمّد إلى تأجيج الصراع"؛ بهدف "الحفاظ على مكانتها المهيمنة في العالم".
وأضاف: "الولايات المتحدة تتابع هجماتها
في سوريا والعراق، وهذه لا صلة لها بالقانون الدولي، بل يتضح أن الضربات الأمريكية تهدف
إلى مفاقمة النزاع".
وتابع المندوب الروسي: "يدّعون أن هذه
العمليات يتم التنسيق فيها، لكن النشاطات الأمريكية تمثل انتهاكا لسيادة العراق، والمعلومات
من واشنطن حول التنسيق مع بغداد كذبة، وتهدف إلى تشويه الواقع".
وأوضح أن "الضربات الأمريكية في سوريا
والعراق أوقعت الكثير من المدنيين ضحايا، وأدت إلى تدمير الكثير من البنى التحتية. وأكد
كل ذلك مجددا الطبيعة العدائية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتجاهل الولايات
المتحدة الكامل للقانون الدولي".
بدوره، قال نظيره الصيني جون تشانغ إنّه
"من المرجّح أن تفاقم الإجراءات الأمريكية حلقة الانتقام المفرغة في الشرق الأوسط"،
متّهماً واشنطن بانتهاك سلامة الأراضي السورية والعراقية.
وأضاف المندوب الصيني أن "التاريخ قد
أثبت مرارا وتكرارا أن الوسائل العسكرية ليست هي الحل، وأن الاستخدام المفرط للقوة
لن يؤدي إلا إلى أزمة أكبر".
وقال إن "الضربات الأمريكية الأخيرة على
عدة أهداف في سوريا والعراق أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، ومثل هذه الأعمال تشكل انتهاكا
صارخا لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا والعراق".
وشارك السفير الصيني في هذا الموقف السفير
الجزائري عمّار بن جامع.
اظهار أخبار متعلقة
بالمقابل، دافع نائب السفيرة الأمريكية في
الأمم المتّحدة، روبرت وود، عن الإجراءات "الضرورية والمتناسبة" التي اتّخذتها
بلاده في ممارستها "الحقّ في الدفاع عن النفس".
وقال وود إنّ "الولايات المتّحدة ليست
لديها رغبة في مزيد من النزاع في منطقة نعمل فيها بشكل حثيث من أجل احتواء الصراع في
غزة ونزع فتيله".
وأضاف: "نحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع
إيران"، داعياً
مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على طهران لكي تتوقّف الهجمات التي
تشنّها فصائل موالية لها.
وشنّت الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي ضربات
ضدّ 85 هدفاً في أربعة مواقع في سوريا وثلاثة مواقع أخرى في العراق.
وندّدت سوريا والعراق، وكذلك إيران، بهذه الضربات
التي خلّفت ما لا يقلّ عن 45 قتيلاً.
ووصف السفير الإيراني لدى الأمم المتّحدة، أمير
سعيد إيرواني، الاتّهامات الأمريكية لبلاده بأنّها "مضلّلة، ولا أساس لها، وغير مقبولة".
وقال إيرواني إنّ "إيران لم تسعَ قطّ إلى توسّع نطاق الصراع في المنطقة"، لكن "إذا تعرّضت إيران لتهديد أو هجوم أو اعتداء (...) فهي لن تتردّد في ممارسة
حقّها الأصيل في الردّ بحزم بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتّحدة".
من ناحيتها، دعت مسؤولة كبيرة في الأمم المتّحدة
"جميع الأطراف" إلى الحؤول دون تصعيد التوتّرات في الشرق الأوسط.
وقالت روزماري ديكارلو، نائبة الأمين العام
للأمم المتحدة للشؤون السياسية، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن للنظر في الضربات الانتقامية
التي شنّها الجيش الأميركي الأسبوع الماضي ضدّ مواقع في العراق وسوريا: "أدعو المجلس
إلى مواصلة التعاون الحثيث مع جميع الأطراف؛ لمنع مزيد من التصعيد وتفاقم التوترات التي
تقوّض السلم والأمن الإقليميين".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت: "أكرّر الدعوة التي وجّهها الأمين
العام إلى جميع الأطراف، بأن يبتعدوا عن حافة الهاوية، وأن يأخذوا في الاعتبار التكلفة
البشرية والاقتصادية التي لا تحتمل لنزاع إقليمي محتمل".
وحرصت المسؤولة الأممية في كلمتها على عدم
إلقاء اللوم على أيّ جهة.
وعبّر العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن
الدولي عن القلق نفسه.