هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت
محادثات "غير معلنة" في البحرين، يقودها ممثلون رفيعو المستوى من الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع خلال شهر يناير الفائت، وهو أول تواصل من هذا النوع
بين الجانبين المتحاربين منذ تسعة أشهر. اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
وأفاد أربعة مصادر، من بينهم شخصان
حضرا المحادثات، بأن المحادثات في المنامة شهدت حضور ممثلين تأثيريين من الجيش
وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى مسؤولين من مصر، الداعمة الرئيسية للجيش، ومن
الإمارات، الداعمة الرئيسية لقوات الدعم السريع، وفقا لـ"رويترز".
وتأتي هذه المحادثات بعد محاولات
متكررة من القوتين المتحاربتين ودول شرق أفريقيا للوساطة في تحقيق وقف لإطلاق
النار والوصول إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب التي اندلعت في السودان في إبريل
الماضي.
ونقلت تلك
المصادر، أن الطرفين اتفقا مبدئيا على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان
وجيشه، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات لمناقشة وقف إطلاق النار في الفترة القادمة.
ليست كسابقاتها
المفاوضات الحالية فيها بعض الاختلاف عن المحادثات السابقة، وتمثّل
ذلك باختيار مفاوضين من درجة رفيعة، أحدهم نائب القائد العام للجيش السوداني، وهو يعتبر
الرجل الثاني في الدولة، ويقابله مفاوض بذات الدرجة في مليشيا الدعم السريع، وهذا ما يمثل
اختلافا مهما جدا، بحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ياسر محجوب الحسين.
وأضاف أنه "قُصد منها أن تكون سرية، ربما برغبة من الطرفين
أو الوسطاء، لأن التداول الإعلامي للمفاوضات قبل أن تصل إلى منتهاها ربما يؤثر
عليها سلبا".
وتابع الحسين حديثه لـ"عربي21"، بأن "الاختلاف
الثاني، هو دخول وسطاء جدد في المحادثات، فضلا عن كونها مبنية على اتفاق جدة وفق ما
طلبته الحكومة السودانية لأنها تريد أن تتجاوز محاولات الإيغاد، وهو أساس جيد للمفاوضات".
ولفت إلى أنه وفقا لمعلومات تلقاها من وسطاء، فإن البحرين وقطر
وكذلك مصر دخلت على خط المحادثات إلى جانب السعودية والولايات المتحدة، وبالتالي فقد توسعت دائرة الوسطاء، بحسب الحسين.
وبيّن أن "نجاح المفاوضات بالنسبة للحكومة السودانية متوقف
على التزام المليشيا (الدعم السريع) بالجوانب العسكرية وإيقاف إطلاق النار
والخروج من المناطق التي سيطرت عليها".
المحلل السياسي السوداني، أوضح أن "المفاوضات في المنامة
تقوم على مفاوضات جدة، وترغب الحكومة في ضمان تنفيذ ما قام عليه اتفاق جدة في ما يتعلق
بالموضوع العسكري والعملياتي".
ومضى يقول: "لا ترغب الحكومة في البحث في أي مسائل سياسية،
وهو ما أعلنه البرهان أنها ستأتي بعد القضاء على التمرد وسيتم بحثها داخل السودان".
وذكر لـ"عربي21"، أن "المفاوضات السياسية
التي قد تتم داخل السودان لن تشمل قوات الدعم السريع كمنظمة، وربما تشملها كأفراد، في حين
أنها ستشمل كافة القوى السياسية السودانية المعارضة والموالية، وسيجري الحديث على
الفترة الانتقالية ومتطلباتها والدخول مباشرة في إجراء انتخابات ولن تستغرق
العملية وقتا طويلا".
واعتبر موقف الحكومة
السودانية "جيدا الآن وبإمكانها فرض الشروط وتوقيع اتفاقية"، عازيا ذلك إلى
أنه "لم تستقبل أي دولة عربية قائد التمرد، وهناك تقدم كبير جد من قبل قوات
الجيش في العاصمة، وسط تراجع الدعم السريع وخفوت إعلامه وتحركات قائده"، وفق
حديثه.
حول إمكانية اجتماع البرهان وحميدتي، قال إن "الجيش غير
راغب في لقاء قائده مع حميدتي، خاصة في الفترة الأخيرة، وقد شرعت الحكومة في تصنيف
الدعم السريع على أنها منظمة إرهابية، لذا فإنه لا يمكن عقد اللقاء".
وتابع: "لا تريد الحكومة منحه (حميدتي) أي ميزة حتى لا
يفلت من العقاب أو يكون هناك نوع من الاعتراف به".
حركة "تمازج" تستبعد هدنة طويلة الأمد
بدورها،
استبعدت حركة “تمازج”، وهي أحد فصائل الحركة الشعبية في السودان، أن تفضي مفاوضات
البحرين إلى هدنة طويلة الأمد.
هذا
ما قاله رئيس
حركة تمازج السودانية الفريق محمد علي قرشي لـ"عربي21"، مبينا
أنه لا يمكن الحديث عن ذلك "في ظل وجود جيش مختطف لا يستطيع أن يحمي قراراته أو أن
يسيطر على تحركات قواته على أرض الميدان".
وأشار إلى أنهم عادة ينظرون إلى موقف الطرف الآخر المتمثل في الجيش
السوداني، "من حيث الجدية وبالعودة إلى مواقفه السابقة من حيث الالتزام"،
معلقا على أن موقف الجيش في الاتفاقات الماضية "ضعيف جدا ولا يرقى إلى أن يكون
خطوة من شأنها أن تمهد الطريق أمام استكمال عملية التفاوض"، في إشارة إلى احتمالية
وقف المفاوضات في المنامة.
وحول
اختيار مملكة البحرين كمقر للاجتماعات السرية، قال القرشي: "البحرين جسر
لا بأس فيه لاستكمال المحادثات لكن تبقى الجدية والرغبة العازمة
هي الفيصل في ذلك".
"توسيع
منبر جدة ليكون سياسيا"
يقول
الصحفي السوداني المقيم في قطر، حسن أبو عرفات، إن المرحلة الحالية تتطلب "ضرورة إطلاق حوار
سوداني-سوداني يؤسس لمرحلة انتقالية تتبعها انتخابات حرة مراقبة دوليا، ويقود في
النهاية إلى خروج الجيش من المعادلة السياسية بعد تشكيل حكومة مدنية".
ورأى
أنه "يجب أن يكون الحل السياسي من الداخل السوداني، دون الإغفال عن الدور
الإقليمي كمسهّلين لهذا الحل".
وأكمل
حديثه لـ "عربي21"، أنه "يتوجب خلق جيش واحد مبني على أساس قومي ومهني،
في ظل تواجد 7 جيوش في السودان، منها الجيش السوداني والدعم السريع وحركات اتفاقية
(جبل كامن)".
وتابع:
"الدعم السريع ارتكب الكثير من المجازر في السودان، واحتل بيوت الأهالي ودمرت
البنية التحتية للبلاد، وسط نزوح 7 ملايين سوداني داخليا وخارجيا".
ويؤيد
أبو عرفات إمكانية "توسيع منبر جدة ليكون مظلة سياسية أيضا إلى جانب كونه عسكرية"،
في حين شهد السودان 8 مبادرات إقليمية سابقة دون أن تفضي إلى حل.
وفي أيار/ مايو 2023، اتفق طرفا النزاع في السودان خلال جولة
تفاوضية في جدة، على السماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال
القتالية والمحاصرة، إضافة إلى الالتزام بالإجلاء، واحترام المرافق العامة والخاصة
في السودان.
وتضمن الإعلان الموقع بين الجيش والدعم السريع في مدينة
جدة السعودية: اتفاقا مشتركا بشأن الامتناع عن شن أي هجوم يضر بالمدنيين، واحترام وحدة السودان، والعمل لمصلحة السودانيين.
ومنذ اندلاع المواجهات في 15 نيسان/ أبريل، تشهد العاصمة
السودانية حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان
وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وفي شهر يناير المنصرم، كشف تقرير أممي، أن ما بين عشرة آلاف و15
ألف شخص قتلوا في مدينة واحدة في منطقة غرب دارفور بالسودان العام الماضي، في أعمال
عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع شبه العسكرية والمليشيات المتحالفة معها، مشيرا إلى دور
الإمارات في ما يجري من صراع في السودان.
وقال مراقبون أمميون في التقرير المقدم إلى مجلس الأمن، إن عدد
قتلى الصرع في السودان بلغ حوالي 12 ألف شخص قتلوا في جميع أنحاء السودان منذ
اندلاع الصراع المسلح في 15 نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم
السريع.
ووصف المراقبون الاتهامات بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت
دعما عسكريا لقوات الدعم السريع "عدة مرات في الأسبوع" عبر مدينة
أمدجراس في شمال تشاد، بأنها "ذات مصداقية".