أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائرية
الشيخ عبد الله جاب الله، أن زحف
الجوع على سكان قطاع
غزة وهم يواجهون جرائم
الاحتلال الصهيوني للشهر الرابع على التوالي، يتحمل مسؤوليتها بعد الاحتلال
وأعوانه العرب والمسلمون عامة وفي المقدمة منهم مصر، صاحبة المنفذ البري الوحيد
على قطاع غزة.
وأعرب جاب الله في تصريحات خاصة لـ"عربي21" عن أسفه للأنباء التي تتحدث عن جوع
الفلسطينيين في قطاع غزة،
وهم يواجهون أبشع احتلال نيابة عن الأمة جميعا.
وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله،
المطلوب، إن وقف هذا الجوع الزاحف على قطاع غزة عامة وعلى وسطه وشماله تحديدا يقع على
عاتق مصر صاحبة المعبر البري الذي تصطف على أبوابه عشرات الشاحنات المحملة
بالمساعدات الإنسانية الضرورية دون أن يسمح لها بالدخول، لكن للأسف الشديد القرار
المصري قرار مسلوب ولا سيادة له على أرضه".
واعتبر جاب الله أن ما يعانيه الفلسطينيون
من أذى تقع مسؤوليته في رقاب الحكام العرب والمسلمين بالدرجة الأولى.
وقال: "كل أذى يلحق هؤلاء الناس مهما
كان صغيرا فوزره في أعناق النخب النافذة المسيطرة على القرار في بلداننا العربية
والإسلامية، فهؤلاء شركاء في ما مس القوم في غزة".
وأضاف: "كان الأمل في الجيش المصري
الذي يملك القرار لفتح معبر رفح، وهذا لم يحدث للأسف.. لكن أيضا الشعب المصري له
مسؤولية لفتح المعبر لإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة".
وعن ما إذا كان للجزائر التي عانت أبشع
استعمار في التاريخ الحديث والمعاصر، أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهي دولة
غنية وقادرة على الفعل، قال جاب الله: "التعاطف العام حاصل.. لكن للأسف حتى
هم قرارهم رهين بجامعة الدول العربية وبمنظمة المؤتمر الإسلامي.. ولو أخذت مصر
موقفا قويا لدعمتها الجزائر".
وأضاف: "العقيدة التي يقوم عليها
الحكم في الجزائر أنها تؤيد القرارات الداخلية لأي دولة تحت شعار عدم التدخل في
الشؤون الداخلية، وهذا موقف غير مبرر ومخالف لشرع الله.. الله يأمر بالاستجابة
لاستغاثات المستضعفين".
واعتبر جاب الله أن ما يعيشه الفلسطينيون من
ويلات بسبب الاحتلال هو ثمرة لسياسات استعمارية قديمة، وقال: "للأسف نحن نجني
أمر تقصير سابق في بيان مخاطر العلمانية.. النخب الحاكمة تعلمنت، وابتعدت تماما عن
دينها فحل محل الفهم القرآني للدين الفهم الكنسي، وصارت دولة الكيان أقرب إليهم من
المقاومة ومن ’حماس’، ولذلك فهم يتواطأون معها في السر والعلن.".
وأضاف: "لقد بيّن العلماء أن جهاد
الدفع فرض عين وقع على كل مسلم له القدرة والقرب، وهذا أضحى معلوما، ومن أهم وسائل
الجهاد الجهاد بالمال.. لكن من يسمح بدخول المال والمواد المختلفة هي مصر.. ومصر
قرارها بيد دولة الكيان".
وتابع: "نحن خضعنا للاستعمار
الاستيطاني لعقود طويلة وقبل أن يضطر للمغادرة جزأ بلادنا، 57 دولة، ومكن للتغريب،
وسلم الحكم إلى النخب المتغربة، واستمر الضخ العلماني عبر الإعلام ومناهج التربية
والتعليم، وربطنا اقتصاديا به، وزرع دولة الكيان من أجل الحفاظ على هذه النتائج
التي حققها الغرب، ونحن الآن نتلظى بنيرانها.. وقد قصّر العلماء والمفكرون في تبيان
مخاطر التيارات العلمانية، وترسيخ التعاون والتكافل، والتصدي للاستعمار الثقافي
والأمني والعسكري.. فتم فتح الباب أمام النخب العلمانية لتشيع هذه الثقافة"،
وفق تعبيره.
وأعلن المكتب
الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس
الاثنين، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في
محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء
وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا
متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب
الإعلامي، أن "الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف
الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل
استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من
محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة
الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمنع الاحتلال وصول
أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات
الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول
على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" كامل
المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما أنه حمّل المجتمع الدولي والإدارة
الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال بأنها "تخالف
القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية
التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث إنهم منحوا الاحتلال الضوء الأخضر
لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل
دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة العمل الجاد والفوري والعاجل من أجل
إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة
في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما أنه طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة
الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف
المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا
مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل
وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.