انتقدت حركة العمل الوطني من أجل سورية مبادرة غير بيدرسون مبعوث
الأمين العام للأمم المتحدة حول
سوريا بالدعوة لاجتماعٍ في إطار مسار أستانا يومي
٢٣ ـ ٢٤ كانون ثاني/ يناير الجاري، بدلاً من استئناف مفاوضات جنيف وفق قرارات
مجلس الأمن، التي توقفت منذ نحو عامين، معتبرة ذلك تخليا من الأمم عن قرارتها
وانحيازا ضد الشعب السوري.
واعتبرت حركة العمل الوطني من أجل سورية في بيان لها اليوم أرسلت
نسخة منه لـ
"عربي21": الدعوة إلى اجتماع في أستانا خطوة منافية لدور
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا والتكليف الممنوح له.
وقال البيان: "إن سلوك المبعوث الدولي يعكس تطوراً بالغ السلبية
إزاء التعامل مع سياق الحل السياسي في سوريا وفق المرجعية الدولية، وانحيازاً إلى
مسار أستانا، الذي يمثل مصالح الدول الضامنة، ولا علاقة للسوريين به، ولم تُكلِف
قوى الثورة والمعارضة أيَّ جهة أو وفد لتمثيلها، والذين انبروا لهذه المهمة منذ
بدايتها يمثلون مصالح من انتدبهم، وليس الثورة السورية وأهدافها".
وقالت حركة العمل الوطني من أجل سورية "إنها والقوى الوطنية
السورية تشعر بقلق إزاء تورط جهاتٍ تزعم تمثيل المعارضة، ومنها الائتلاف الوطني
وهيئة التفاوض، في الانحراف الذي يقوده بيدرسون عن مسار جنيف، وتواطؤها للتحايل
على بيان جنيف ١ (٢٠١٢) وقرار مجلس الأمن ٢١١٨ (٢٠١٣) والقرار ٢٢٥٤ (٢٠١٥)،
والتخلص منها لحساب تمرير أجنداتٍ تم التفاهم عليها في جولات أستانا العشرين،
والتي ألحقت ضرراً بالغاً بالشعب السوري وثورته، وتركته رهينة مصالح وتجاذبات
إقليمية".
ودعت القوى الوطنية السورية "إلى تحركٍ جاد للتصدي لأيِّ
محاولات تهدف إلى الالتفاف على الثورة السورية ومصالحها الوطنية، وتبرير عمليات
التطبيع التي يجري العمل الحثيث عليها، وتمرير معابر وخطوط التبادل التجاري،
وإضعاف مؤسسات الثورة عبر مجموعة منتفعين ومرتهنين، يقايضون مواقعهم ومكاسبهم بحقوق
السوريين الأصيلة وثمرة كفاحهم من أجل الحرية والعدالة والكرامة"، وفق البيان.
وأعلنت
كازاخستان عن انعقاد جولة جديدة من
محادثات أستانا حول سوريا
على أراضيها بمشاركة ممثلين عن "الدول الضامنة" روسيا وتركيا وإيران،
رغم عدم حماس موسكو لانعقادها في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة توترا شديدا
بسبب تداعيات حرب غزة، ما يضعف من التحضيرات له وإمكانية تحقيق تقدم لم تستطع
الجولات السابقة تحقيقه.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر دبلوماسية، أن
الاستعدادات استُكملت لإطلاق الجولة الحادية والعشرين من المسار، والتي من المقرر
انعقادها يومي 23 و24 من الشهر الحالي. وأضافت أن الوفد الحكومي السوري سيكون
برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمبعوث الأممي
الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، قد بحثا الأربعاء الماضي على هامش المنتدى الاقتصادي
في دافوس، تطورات الملف السوري، وتطرق بيدرسن إلى الأوضاع السياسية والأمنية
والاقتصادية في سوريا، مشيراً إلى مبادراته واقتراحاته للمساعدة بحل المشكلات فيها.
وكانت الجولة 20 من "أستانا" انعقدت في يونيو/ حزيران
2023، وأعلنت يومها كازاخستان أنه لن يكون هناك اجتماع آخر في أستانا حول سوريا، إلا
أن "الدول الضامنة" عقدت عقب ذلك اجتماعاً بذات الصيغة، على هامش
اجتماعات "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول
2023.
ومسار أستانا هو الأطول من ناحية المسارات السياسية المتعلقة بالملف
السوري. وكانت أولى جولاته قد انطلقت في مطلع عام 2017، وبلغت 20 جولة حتى اليوم.
وتتمسك إيران وروسيا بهذا المسار الذي ترعاه الدولتان إلى جانب تركيا، تحت ما
يُعرف بـ "الدول الضامنة" أو "ثلاثي أستانا".
وتأتي الجولة 21 من محادثات أستانا حول سوريا في ظروف محلية وإقليمية
غاية في الصعوبة والتعقيد، إذ تعيش المنطقة تداعيات الحرب التي تقودها إسرائيل ضد
غزة للشهر الرابع على التوالي، وهي حرب مفتوحة على سيناريوهات التوسع في أية
لحظة..
كما تأتي هذه المحادثات بينما لم تنجح حتى الآن جهود تطبيع العلاقات
بين دمشق وأنقرة، واستمرار الخلافات بينهما حول مسألة انسحاب القوات التركية من شمال
سوريا، وهو أمر ترفضه أنقرة.
وتأتي هذه المحدثات بينما يواصل النظام السوري تحقيق اختراقات في
علاقاته بالنظام العربي الرسمي، فبعد عودته إلى جامعة الدول العربية، هناك حديث عن
استعدادات سعودية لفتح سفارة الرياض في دمشق.
كما تأتي محادثات أستانا بينما تزداد خلافات المعارضة السورية، حيث تتهم
قوى وطنية وسياسية سورية قيادة الائتلاف وهيئة التفاوض بالانفراد بقرار المعارضة
السورية خدمة لأجندات منافية لأهداف الثورة.