من
خلال متابعة فيديوهات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص وقيادات يهودية
صهيونية وصولا إلى وزراء، يمكن الجزم بأن
الصهيونية تعلم الحقد الدفين، وشعاراتها
العنصرية والفاشية ضد الآخرين وخاصة
الفلسطينيين تؤكد ذلك، حيث ظهرت بشكل جلي خلال
ارتكاب المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني على مدار الساعة على امتداد فلسطين
التاريخية وخارجها أيضا.
المناهج والابادة الجماعية
بعد إنشاء الدولة المارقة
إسرائيل في أيار/ مايو 1948 وضع
متخصصون مناهج تعليمية خاصة لليهود الصهاينة في كافة المراحل التعليمية، تعلمهم من
خلالها بأنهم "شعب الله المختار" والآخرون هم مجرد خدم وعبيد ويجب قتلهم
وخاصة العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون أصحاب الحق بفلسطين التاريخية.
وتبعا للحقد الدفين لخص بن غوريون، أول رئيس وزراء للدولة
المارقة، استراتيجيتها المبنية على المجازر والتقتيل والإرهاب قائلا: "الوضع
في فلسطين سيسوى بالقوة العسكرية". وبعد مرور أكثر من 75 عاما على إنشاء
العصابة المنفلتة، ومن خلال استمرار مجازرها في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل
الفلسطيني، توضحت بشكل جلي لا لبس فيه المنطلقات الاستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة
الصهيونية وعصاباتها الفاشية، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة
العربية، فكانت المجازر المنظمة من قبل العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي فيما
بعد ضد أهل القرى والمدن الفلسطينية من أبرز العناوين للتوجهات الصهيونية والإسرائيلية،
ولا سيما لجهة حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال
اليهود مكانهم من أجل الإخلال بالميزان الديموغرافي والتهويد.
وهذا يعتبر هدفا استراتيجيا لإسرائيل، وقد تجلى ذلك خلال
العدوان المستمر على غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من خلال تصريحات القادة الإسرائيليين
على المستويين السياسي والعسكري. وفي هذا السياق قال وزير الثقافة الصهيوني عميحاي
إلياهو، في تصريحات لإذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية، إن على إسرائيل حسم
المعركة من خلال كسر معنويات الفلسطينيين في غزة وإيلامهم بما يؤلمهم، كالأرض وتدمير
البيت وكسر حلمهم القومي والهجرة الطوعية". وهذا بحد ذاته يعتبر إبادة جماعية
مكتملة الأركان حسب القوانين الدولية.
شراكة
بالإرهاب والمجازر
من
نافل القول أن عملية "طوفان الاقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023
كشفت إلى حد كبير هشاشة إسرائيل على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والسيبرانية،
واعتمادها على صانعيها وداعميها في الغرب وخاصة أمريكا، حيث لا يختلف اثنان بشأن العلاقة
الاستراتيجية التي تربط إسرائيل والإدارات الأمريكية المتعاقبة التي ترسخت خلال
العقود الماضية، نظرا للدور الذي لعبته إسرائيل في إطار المصالح الأمريكية الشرق أوسطية،
وقد تكشفت تلك العلاقة أكثر من أي وقت مضى خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع
غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني.
ولم تكن
الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في العدوان على الشعب الفلسطيني حديثة العهد، بل تجاوبت
الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1948 مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف
مع عصابة إسرائيل وترسيخه في مختلف الميادين؛ السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية.
وقد تجلى ذلك بالدعم الأمريكي للدولة المارقة في أروقة المنظمة الدولية، واستخدام
حق النقض (الفيتو) ضد أي محاولة لاستصدار قرار يدين ممارسات العصابة وفاشيتها ضد الشعب
الفلسطيني الأعزل.
وقد اتضح
التوجه الأمريكي لدعمها خلال فترة انتفاضة الأقصى، وقبل ذلك الضغط الأمريكي على المنظمة
الدولية التي ألغت القرار الذي يوازي بين العنصرية والعصابة المجرمة، لكن المساعدات
الأمريكية لها برزت بكونها الأهم في إطار الدعم الأمريكي المستمر، والذي كان ماثلا
للعيان منذ بدء العدوان الصهيوني في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث وصلت
أكثر (200) طائرة أمريكية محملة بمساعدات متنوعة للجيش الصهيوني. وقد حلت تلك المساعدات
العديد من الأزمات الاقتصادية الصهيونية أو حدّت منها على الأقل، ناهيك عن أثرها الهام
في تحديث الآلة العسكرية الصهيونية وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.
وفي هذا
السياق قُدرت قيمة المساعدات الأمريكية للعصابة المنفلتة والموحشة إسرائيل خلال الفترة
1948-2023 بنحو 146 مليار دولار، منها نحو (60) في المائة هي قيمة المساعدات العسكرية،
و(40) في المائة قيمة المساعدات الاقتصادية. ولم تتوان الإدارات الأمريكية
المتعاقبة ومنها إدارة بايدن الحالية ولو للحظة عن تقديم دعمها السياسي والمالي والعسكري
والدبلوماسي والإعلامي للعصابة الفاشية، وقد توضح ذلك بشكل جلي بعد نجاح عملية
طوفان الأقصى والعدوان المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني؛ الذي
أصاب البشر والحجر، الأمر الذي أكد ويؤكد استراتيجية العدوان الصهيوني الأمريكي
الغربي المشترك على الشعب الفلسطيني.
ولهذا
لم تكن أمريكا وغالبية النظم الغربية يوما مع حقوق الفلسطينيين رغم عدالتها، بل
كانت منحازة إلى جانب تصورات وسياسات إسرائيل، وفي مقدمتها المجازر المرتكبة بحق
الشعب الفلسطيني وتعميم الروايات الصهيونية الزائفة حول احتلال فلسطين وطرد شعبها،
وبذلك تعتبر النظم الغربية الداعمة وفي المقدمة منها إدارة بايدن شريكة لإسرائيل
بعدوانها ومجازرها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.