هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتقدي رفع راية "كلمة التوحيد" في
تركيا، عقب موجة حادة من الجدل اجتاحت الأوساط التركية إثر اعتداء شاب على رجل يحمل علما أخضر اللون منقوشا عليه "لا إله إلا الله" في مدينة إسطنبول.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها بمركز الخليج للمؤتمرات في إسطنبول الأحد، إن "هذه الأمة (الشعب التركي) أمة عزيزة نسجت كلمة التوحيد في نشيدها الوطني، كما أنها جعلت منها راية لها لقرون عديدة".
وأضاف منتقدا أحزاب المعارضة التركية: "إنهم اليوم يغرقون في هوة الجهل والكراهية والغفلة، لدرجة أنهم لا يستطيعون معرفة كلمة التوحيد التي تشكل جوهر الإسلام".
وتابع مقتبسا من قصيدة شعر: "نصاعة جبيننا كابوس للظالم، لو تألم المظلوم فإن آهاته تمسنا، لا تفارق ألسنتنا ولا تنزع من قلوبنا، إنها الكلام الأكثر قدسية؛ لا إله إلا الله".
وفي الأول من كانون الثاني/ يناير، اعتدى شاب تركي على متظاهر يدعى إسماعيل آيديمير، بلكمة عنيفة طرحته أرضا وتسببت في سيلان الدماء منه، وذلك بسبب حمل الأخير علما أخضر اللون يحمل "كلمة التوحيد"، الأمر الذي استفز الشاب ما دفعه إلى التهجم على حامله قائلا: "أنت من محبي العرب"، متهما إياه بما وصفه بـ"السعي لعودة الخلافة".
وألقت السلطات التركية القبض على المعتدي قبل أن يلوذ بالفرار من مكان الحادثة، فيما تصدر الأمر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيدين للاعتداء ورافضين له، وسط تداول عدد من الناشطين صورا تظهر "علم التوحيد" تعبيرا عن تنديدهم بما أقدم عليه المهاجم.
وربطت شخصيات سياسية معارضة، رفع "كلمة التوحيد" بما وصفته بـ"راية الخلافة"، معبرة عن مخاوفها من دعوات لتغيير نظام الحكم في البلاد، ما أثار موجة جدل حادة على كافة الصعد الشعبية والرسمية.
اظهار أخبار متعلقة
وقال تجمع نقابة المحامين الأتراك في أنقرة، إنه "من غير المقبول تجاهل الدعوة الصريحة لمجموعة ما للخلافة والشريعة، سنواصل النضال من أجل حماية الفلسفة التأسيسية للجمهورية ومبادئ أتاتورك".
ورفع التجمع دعوى قضائية ضد والي مدينة إسطنبول داود غول، بتهمة "انتهاك الدستور وإساءة استغلال الوظيفة"، وذلك بسبب عدم منعه رفع رايات تحمل "كلمة التوحيد".
وكان المتظاهر آيديمير، الذي تم الاعتداء عليه، عائدا من مظاهرة حاشدة انطلقت صبيحة أول أيام عام 2024 في إسطنبول تحت شعار "الرحمة لشهدائنا، والنصر لغزة، واللعنة على إسرائيل".