يبدو أن الأطراف الفاعلة في الحرب الدائرة في
قطاع
غزة قد بدأت في الحديث عن خطط ما بعد الحرب، وأشار تقرير لوكالة "رويترز" إلى أنه مع
اقتراب الصراع في غزة من عتبة الثلاثة أشهر، فقد بدأ إسرائيليون وفلسطينيون وأمريكيون
وآخرون بالتحدث بانفتاح أكبر عن ما سيعقب انتهاء الحرب.
الاحتلال
الإسرائيلي
وفق
"رويترز" فإن وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، وضع تصوره
لليوم التالي الحرب، وتتمثل خطته في أن يُحكم الفلسطينيون من دون "
حماس"، وأن تعاد
وحدة مهام إعمار القطاع، وأن تضطلع
مصر بدور بارز، وأن يمتلك جيش الاحتلال الحرية
في تنفيذ العمليات بحسب الحاجة لضمان ألّا تشكل غزة بعد ذلك أي تهديد أمني.
وأضاف غالانت في بيان: "لن تحكم ’حماس’ غزة، ولن يحكم الاحتلال مدنيي غزة"،
مشيرا إلى أن هيئات فلسطينية ستتولى المسؤولية.
وذكر
غالانت أن القتال سيستمر حتى تحرير 132 رهينة متبقين، والقضاء على قدرات "حماس" العسكرية والحوكمية، والتخلص من التهديدات العسكرية من قطاع غزة.
وكان
رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد رفض اضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في
قطاع غزة.
الولايات
المتحدة
ونقلت
"رويترز" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ماثيو ميلر"
قوله: "ما أوضحناه هو أننا نريد أن نرى على المدى الطويل تحقق إعادة توحيد
الضفة الغربية وغزة تحت حكم بقيادة فلسطينية، وذلك ما نعمل على تحقيقه".
وأضاف: "ندرك أنه سيكون بالطبع ثمة حاجة إلى فترة انتقالية، لكن تلك هي الرؤية التي
سترون وزير الخارجية أنتوني بلينكن يحرز تقدما فيها خلال هذه الرحلة على مدى
الأسبوع المقبل".
مصر
وفي ما
يخص الدور المصري، نقلت "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما:
"إن حماس وحركة الجهاد الإسلامي رفضتا اقتراح القاهرة بأن تتخليا عن السلطة
من أجل إقرار وقف دائم لإطلاق النار".
وأشار
المصدران إلى أن مصر اقترحت إجراء انتخابات وقدمت ضمانات لـ"حماس" بعدم ملاحقة
أعضائها أو محاكمتهم، لكن الحركة رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح المحتجزين.
"حماس"
ردا
على الاقتراح المصري، نقلت "رويترز" عن مسؤول في حركة حماس قوله: "إن
مستقبل غزة لا يمكن أن يحدده سوى الفلسطينيين أنفسهم ما يجعل أي تنازل عن السلطة
تحت تهديد إسرائيلي غير مقبول".
ورفضت "حماس" تقديم أي تنازل في المفاوضات سوى إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف العدوان على غزة، بحسب "رويترز".
وكانت "رويترز" قالت إن "حماس" أكدت أنها سترحب بحكومة وحدة وطنية مع حركة فتح
والفصائل الفلسطينية الأخرى، وذلك مشروط بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال
الإسرائيلي من قطاع غزة.
السلطة
الفلسطينية
في ما
يخص السلطة الفلسطينية، ذكرت "رويترز" أن رئيس السلطة محمود عباس أكد
موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال
أمده.
وقال
عباس إنه بناء على اتفاق دولي ملزم، فإنه سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية
الضعيفة وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية
والبرلمانية التي تم تعليقها بعد فوز "حماس"، في عام 2006، وإبعاد السلطة الفلسطينية
بعدها من غزة.
وأضافت
"رويترز" أن عباس لم يطرح رؤية ملموسة لخطة ما بعد الحرب التي تمت
مناقشتها مع المسؤولين الأمريكيين والتي بموجبها ستتولى السلطة الفلسطينية السيطرة
على القطاع.