قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن الجيش الإسرائيلي يطلق
العنان لجنوده في قطاع
غزة للإقدام على ممارسات غير أخلاقية بحق المدنيين
الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، تشمل
سرقة الممتلكات وأعمال النهب.
وذكر المرصد في بيان له اليوم الجمعة أرسل نسخة منه لـ
"عربي21"، أنه وثق سلسلة حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات
ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة
وأجهزة كمبيوتر محمولة.
وقال: "منذ نهاية شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، يواصل الجيش
الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية برية في داخل قطاع غزة، تتضمن اقتحام المناطق
السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين".
وتظهر شهادات جمعها الأورومتوسطي أن مداهمات الجيش الإسرائيلي تتجاوز
الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للممتلكات
وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما
يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين.
وقال الأورومتوسطي: إن تقديراته الأولية بناء على ما وثقه من إفادات ـ
ما يزال يواصل جمعها حتى تاريخ البيان ـ بأن سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين
وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها
عشرات الملايين من الدولارات.
وذكر البيان أن الشهادات التي تلقاها المرصد الأورومتوسطي تتطابق مع
ما نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في 15 من شهر ديسمبر / كانون أول
الجاري بشأن "استيلاء" الجيش الإسرائيلي على مبالغ مالية تتجاوز قيمتها
5 ملايين شيكل إسرائيلي (نحو 1,351,350 دولارًا أمريكيًا) بزعم السيطرة عليها
من "وحدة الغنائم" في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش.
وذكر الأورومتوسطي أن المبلغ المعلن عنه قد يكون جزءًا ضغيرًا من
أعمال سرقة ونهب لم يبلغ عنها الجنود، في وقت انتشر فيه مقطع مصور (لم يتسن التحقق
من تاريخه وملابساته كاملة) لثلاثة من الجنود يبيعون بشكل شخصي حليًّا ذهبية في
أحد متاجر الضفة الغربية بعد سرقتها من منزل في غزة.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى تعمد جنود إسرائيليين نشر مقاطع مصورة
على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو
رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال
ومقتنيات ثمينة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل ومحايد
في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات الجيش
الإسرائيلي التي ما برحت تلحق الدمار والأضرار بالمدنيين بلا ضابط أو رادع، واتخاذ
إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.
ومنذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس،
21 ألفا و320 شهيدا و55 ألفا و603 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في
البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.