سلم البرلمان
الأوروبي الثلاثاء جائزة ساخاروف التي منحها لمهسا أميني بعد وفاتها، والتي أصبحت
"رمزاً للحرية"، بحسب عائلتها التي غابت عن مراسم الحفل بعدما منعتها
طهران من مغادرة البلاد.
ومُنحت جائزة
ساخاروف لحرية الفكر، وهي أهم مكافأة في مجال حقوق الإنسان صادرة من الاتحاد
الأوروبي، في تشرين الأول/أكتوبر إلى الشابة الكردية
الإيرانية مهسا أميني التي
توفيت عن عمر 22 عاما في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل
شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية.
وأطلقت وفاتها
احتجاجات واسعة مناهضة للقادة السياسيين والدينيين في إيران، وأصبحت أميني رمزاً
للنضال ضد فرض الحجاب. وأدى قمع هذه الاحتجاجات إلى مقتل المئات كما أوقفت السلطات
آلاف الأشخاص.
اظهار أخبار متعلقة
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على مسؤولين
إيرانيين بارزين بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من
قبل "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وأوضحت وزارة
الخارجية البريطانية في بيان أن "العقوبات تستهدف كبار صناع القرار الذين
يطبقون قانون الحجاب الإلزامي في إيران، وتم تنسيقها مع تحركات مماثلة اتخذتها
الولايات المتحدة وكندا وأستراليا".
وطالت
العقوبات البريطانية وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ونائبه
محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، إضافة للمتحدث باسم الشرطة
الإيرانية سعيد منتظر المهدي، وفقا للبيان.
وكانت عائلة
أميني تنوي حضور حفل تسليم جائزة ساخاروف في
البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ،
لكنها لم تتمكن من المجيء بسبب منعها من مغادرة البلاد.
كتبت موجان
افتخاري، والدة مهسا أميني، في رسالة قرأها محامي العائلة صالح نيكبخت الذي تسلم
الجائزة نيابة عنها "كنت أود الحضور إلى مجلسكم الكريم لأمثل جميع النساء في
بلادي وأعرب عن امتناني لمنح جائزة ساخاروف".
وأضافت: "للأسف حُرمنا من هذه الفرصة، في انتهاك لكافة المعايير القانونية
والإنسانية".
ولدى حديثها
عن ابنتها التي شبهتها بجان دارك، أكدت أن "حياتها انتزعت ظلما".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت: "أعتقد بشدة أن اسمها، إلى جانب اسم جان دارك، سيظل رمزا للحرية".
واستنكرت
رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا قرار النظام الإيراني بمنع أقارب مهسا أميني من القدوم إلى فرنسا، مشيرة إلى أن "الطريقة التي عوملوا بها هي مثال
آخر على ما يواجهه الشعب الإيراني يومياً".
وأكدت
"أن شجاعة المرأة الإيرانية وصمودها في نضالها من أجل العدالة والحرية وحقوق
الإنسان لن يُكبحا. ولا يمكن إسكاتهن".
كذلك، ندد
أكثر من مئة عضو في البرلمان الأوروبي في رسالة مفتوحة بالقرار الذي يهدف، في
نظرهم، إلى "إسكات" عائلة مهسا أميني "ومنعها من التنديد بالقمع
الفاضح لحقوق النساء، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من قبل الجمهورية
الإسلامية في إيران".
ويأتي تسليم
جائزة ساخاروف بعد يومين على مراسم تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت لنرجس محمدي
والتي لم تتمكن من الذهاب إلى أوسلو لتسلم جائزتها بسبب احتجازها منذ 2021 في سجن
بطهران.
الثلاثاء،
مثلت ناشطتان إيرانيتان حركة "امرأة حياة حرية" التي نالت جائزة ساخاروف
أيضا، في البرلمان الأوروبي، وهما أفسون نجفي التي قُتلت شقيقتها حديثا عن عمر
يناهز 22 عاماً خلال مشاركتها في تظاهرة إثر وفاة أميني في أيلول/سبتمبر 2022،
ومرسيده شاهين كار التي أصيبت في عينها خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في
تشرين الأول/أكتوبر 2022.
وغادرت كلاهما
إيران في 2023.
وقالت شاهين
كار التي تعيش الآن في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي: "نحن هنا باسم جميع النساء،
لقد سئمنا من النظام الإيراني".
ودعت أفسون
نجفي المجتمع الدولي إلى مزيد من الضغط على النظام الإيراني.
وكان البرلمان
الأوروبي قد اعتمد عدة قرارات غير ملزمة للتنديد بحملة القمع التي شنها النظام في إيران ضد المتظاهرين.