أكد المشاركون في النسخة 21 لمنتدى
الدوحة للعام 2023 أن الأولوية المطلقة اليوم ليست لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب
في غزة، وإنما وقف إطلاق النار أولا، وحماية
الفلسطينيين، ثم البحث في الحل
السياسي الدائم الذي يضمن الأمن والاستقرار للجميع.
وهيمنت الحرب التي تشنها قوات الاحتلال
الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين على
فعاليات منتدى الدوحة لهذا العام، حيث
استأثر الملف الفلسطيني بالنصيب الأكبر من مناقشات الضيوف من القادة وصناع القرار
حول العالم، على الرغم من أن المنتدى قد توسع في مناقشة العديد من القضايا
والتحديات الراهنة، سواء تعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي أو بالوضع الأفغاني أو
بالعلاقات الخليجية الآسيوية أو الخليجية الأوروبية.
وشارك في المنتدى الذي تنظمه دولة
قطر سنويا
منذ 21 سنة، رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولو منظمات دولية من مختلف قارات
العالم.
وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد
آل ثاني، قد حضر افتتاح فعاليات منتدى الدوحة 2023، الذي عُقد تحت شعار "معا
نحو بناء مستقبل مشترك"، بفندق شيراتون الدوحة أول أمس الأحد، وذلك
بالتزامن مع إحياء العالم للذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وحضر الافتتاح شخصيات عالمية كان
أبرزهم الرئيسة فيوسا عثماني رئيسة جمهورية كوسوفو، والرئيس ماكي صال رئيس جمهورية
السنغال، والرئيس حسين علي مويني رئيس زنجبار، والدكتور بشر هاني الخصاونة رئيس
الوزراء الأردني، والدكتور محمد اشتية رئيس وزراء فلسطين، وأنطونيو غوتيريش الأمين
العام للأمم المتحدة، ودينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاسم
البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما حضر الافتتاح الشيخ محمد بن
عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وحسن بن عبد الله
الغانم رئيس مجلس الشورى، وعدد من الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين
لدى قطر، وكبار المسؤولين من الأكاديميين وصناع السياسات والبرلمانيين والمفكرين
ورجال الأعمال والإعلام وممثلي منظمات إقليمية ودولية ومنظمات المجتمع المدني.
وأعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن
أمله في أن يسهم "منتدى الدوحة" في التوصل لمقترحات وحلول للتحديات
العالمية.
وقال الشيخ تميم عبر حسابه الرسمي على
منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "افتتحت اليوم منتدى الدوحة 2023
تحت شعار "معا نحو بناء مستقبل مشترك"، ونأمل أن يسهم في إثراء النقاش
بين القادة وصناع القرار من مختلف المشارب بما يقود إلى مقترحات وحلول ملموسة
للتحديات المعقدة لعالمنا".
وأضاف: "مستقبل الإنسانية المشترك
رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود".
منصة للتواصل بين الشعوب
من جهته أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن
بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن النسخة الحادية
والعشرين من منتدى الدوحة الذي يعقد تحت شعار "معا نحو بناء مستقبل
مشترك"، الذي أردناه منصة للتواصل بين الشعوب، ليس حين يكون هذا التواصل سهلا
فحسب، بل حتى في أحلك الأوقات وفي ظل تصاعد الاستقطاب في العالم، حين يكون التواصل
بيننا حاجة لا غنى عنها.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم
آل ثاني في كلمته في الحفل الافتتاحي: "حين اخترنا شعار منتدى الدوحة هذا
العام، "معا نحو بناء مستقبل مشترك"،
كنا نأمل أن ينعقد المنتدى في ظروف تسمح لنا أن نتحاور بإيجابية حول مستقبلنا
المشترك، بما يترجم طموحات وأحلام شعوب العالم، ولكن، وبكثير من الحزن والألم،
نلتقي اليوم، والعالم يعاني تحت ظل أزمات متلاحقة لا هوادة فيها".
وقال: "إن ما يحدث في غزة من
كارثة إنسانية غير مسبوقة، يدفع الشعوب الحرة حول العالم إلى توجيه أسئلة مشروعة
حول ماهية النظام الدولي، وفاعلية أدواته القانونية، وصدق مبادئه، وهذه الأسئلة
تزداد إلحاحا مع تزايد المشاهد المؤلمة، التي ربما نشيح بوجوهنا عنها من فظاعتها،
ولكنها واقع يعيشه مليونان وثلاثمائة ألف إنسان كل يوم منذ أكثر من 60 يوما".
وأعرب عن أسفه بأن تكون الذرائع التي
تساق حول استهداف المدنيين مقبولة لدى البعض، وشدد على أن استهداف المدنيين من
النساء والأطفال والأبرياء بشكل متعمد مرفوض تحت أي ذريعة، مضيفا: "فالقانون
الدولي، وقيمنا الإنسانية والدينية، تفرض حمايتهم. وإدانتنا قتلهم وحصارهم
وتجويعهم موقف مبدئي ثابت لا يتزعزع".
ودعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم
آل ثاني إلى وقفة أمام من يريد أن يعيد صياغة الصراع على شكل حرب دينية، وقال:
"هذا الصراع كان ولا زال قضية احتلال ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير.
وعلى مر العقود، كان خيار السلام مطروحا، ولكنه كان ضحية المماطلة والتسويف،
وعلينا أن نسأل من هو الطرف الذي واجه كل مبادرات السلام بوضع العراقيل أمامها
والتصعيد لإفشالها".
الأهم وقف الحرب
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم
آل ثاني أن الأهم حاليا عالميا هو وقف الحرب في غزة قبل الحديث عن أي شيء يتعلق
بفترة ما بعدها، مشددا على أن استهداف المدنيين غير مقبول، بغض النظر عن خلفيتهم
وعرقهم وديانتهم.
وأكد على ثقته في أن الطريق الوحيد
لإنهاء الحرب هو طريق المفاوضات، وقال في هذا الصدد: "أؤمن أن الطريق الوحيد
للمضي قدما وإنهاء الحرب هو من خلال المفاوضات على الطاولة"، لافتا إلى أنه
تاريخيا وفي كل الحروب والنزاعات لم يتم إنهاء أي حرب من خلال العنف.
موقف قطر عبر عنه أيضا في المنتدى الدكتور
محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، الذي شدد على
ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة باعتباره أولوية قصوى، لافتا إلى أن
دولة قطر تعمل على تحقيق هذا الأمر بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأطراف.
ودعا الدكتور الخليفي، في الجلسة التي
عقدت تحت عنوان "أصبحت فلسطين أزمة عالمية - هل لديها حل عالمي؟" ضمن
فعاليات منتدى الدوحة 2023، المجتمع الدولي وأصحاب المصلحة الدوليين، إلى الاضطلاع
بمسؤولياتهم، والقيام بالمزيد في هذا الشأن من أجل التوصل إلى وقف الحرب على
القطاع بشكل دائم، وتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى الأهالي.
مجلس الأمن بات مشلولا
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش وبعد أن ثمّن جهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر للتوصل إلى هدنة
إنسانية في قطاع غزة والتي تضمنت وقفا لإطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات
الإنسانية وإطلاق سراح عدد من الرهائن، فقد أكد أن مجلس الأمن الذي يعتبر المنتدى
الأول لفض النزاعات العالمية بات مشلولا بفعل الانقسامات الجيواستراتيجية، مما أدى
إلى عرقلة التوصل إلى حلول بشأن عدد من القضايا بما يشمل الشرق الأوسط.
وقال غوتيريش: إن القصف الإسرائيلي
العنيف لقطاع غزة قوبل بالصمت من قبل المجلس وبعد أكثر من شهر صدر قرار عن المجلس
لم يتم تنفيذه، وهذا التأخير كان له ثمن باهظ، مما عرض سلطة المجلس ومصداقيته
لأضرار كبيرة.
وأشار إلى الرسالة التي وجهها الأسبوع
الماضي إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، والتي استخدم فيها المادة 99 من الميثاق
التأسيسي للأمم المتحدة للمرة الأولى منذ توليه منصبه، والتي أتاحت له لفت انتباه
المجلس إلى "أنه ما من حماية فعالة للمدنيين في قطاع غزة"، في ظل وصول
عدد الضحايا المدنيين إلى عدد غير مسبوق، إضافة إلى انهيار منظومة الرعاية الصحية
وبالتالي انهيار النظام الإنساني.
وأضاف في هذا السياق: "من الممكن
أن يتدهور الوضع الإنساني إلى كارثي مع مضامين وتبعات لا تحمد عقباها، ومن أجل
تلافي هذه الكارثة طلبت مجددا من مجلس الأمن الدولي التوصل لاتفاق إنساني من أجل
توقف إطلاق النار، ولكن للأسف عجز المجلس عن اتخاذ قرار بهذا الشأن"، مضيفا: "هذا لا يعني أن الموضوع بات أقل ضرورة، وأعدكم بأنني لن أستسلم".
استمرار الحرب على غزة سيجر المنطقة
إلى أتون نزاع شامل
من جهته حذر الدكتور أيمن الصفدي، نائب
رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن من أن استمرار الحرب على
قطاع غزة سيجر المنطقة إلى أتون نزاع شامل، لافتا إلى أن إسرائيل مصرة على إفراغ
القطاع من السكان لخلق واقع جديد على الأرض.
وقال الصفدي، في مداخلته خلال جلسات منتدى
الدوحة 2023: "يمكن وصف ما يجري في غزة بأنه عمل ممنهج بهدف إفراغ القطاع من سكانه، وخلق واقع جديد على الأرض"، لافتا إلى أن هناك دعوات إسرائيلية في هذا
الاتجاه تصل إلى المطالبة "بحرق الفلسطينيين ومحوهم من على وجه الأرض".
وطالب الولايات المتحدة بممارسة ضغط
أكبر على إسرائيل لوقف جرائمها في غزة.. وقال: "إن إسرائيل تتحدى العالم
وتنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية بحسب القوانين الدولية..
واستمرارها في هذا النهج يهدد المنطقة بأكملها ويقودها إلى أتون نزاع شامل".
وأضاف: "خلال لقاءاتنا مؤخرا مع
الجانب الأمريكي طالبنا صراحة بوقف الاعتداء وإيصال المساعدات وحماية المدنيين،
وهناك خلاف كبير مع واشنطن بشأن وقف هذه الفظائع".
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن
إسرائيل تتجاهل المطالبات بأن تتصرف وفق القانون الدولي، وتشن حربا غير مسبوقة
بعنفها ووحشيتها، والعالم يقف عاجزا عن محاسبتها.
وحذر من أن الممارسات الإسرائيلية تخلق
نوعا من الكراهية في المنطقة ستمتد لأجيال متلاحقة.. مضيفا أن هذه الحرب لا يمكن
الانتصار فيها.
وعبر عن رفض بلاده لأي مقاربة مبنية
على غزة وحدها، وقال: "ما تريده إسرائيل هو الاستمرار في العدوان وتتوقع بأن
العالم بأكمله سيتقبل الواقع الذي تريد فرضه وهو عزل غزة وجعل ظروف الحياة مستحيلة".
وشدد على أن المسألة الأساسية هي
القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه لن يكون هناك أمن وسلام واستقرار في إسرائيل
والمنطقة برمتها ما لم تحصل فلسطين على الأمن والسلام والاستقرار.
محاسبة إسرائيل
أما الدكتور محمد اشتية رئيس وزراء
دولة فلسطين، فطالب بمحاسبة إسرائيل وفرض عقوبات عليها وعدم السماح لها بالاستمرار في
انتهاك القوانين الدولية.. كما دعا إلى تحقيق عاجل في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وقال اشتية، في مداخلة خلال جلسات منتدى
الدوحة 2023: "إن ما يحدث في غزة مرتبط أيضا بمن أعطى إسرائيل الضوء الأخضر
للاستمرار في قتل الفلسطينيين"، منددا باستخدام واشنطن حق النقض ضد مشروع
قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن هذا يسمح لإسرائيل بقتل المزيد من
الفلسطينيين.
وأشار اشتية إلى أن إسرائيل لم تحقق
أيا من أهدافها السياسية منذ بدء الحرب، وما تقوم به عملية انتقامية بحتة، معظم
ضحاياها من المدنيين الأبرياء وأغلبيتهم من النساء والأطفال.
وتابع: "من غير المقبول حديث
إسرائيل عن القضاء على حركة حماس، لأنه لن يحدث، وهو أمر مرفوض بالنسبة لنا..
وعلينا أن ندرك جميعا أن الحركة جزء من الخارطة والفسيفساء السياسية الفلسطينية".
وشدد على أن المطلوب في المرحلة
الراهنة هو وقف الحرب ووضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، مؤكدا
أن السلطة الفلسطينية لم تتخل عن غزة في أي وقت.
وأكد أن الحاجة ماسة اليوم لحل سياسي
شامل يضع حدا للمعاناة الفلسطينية المستمرة منذ 75 عاما، مضيفا: "كل ما نحتاج
إليه هو إنهاء الاحتلال، لكن تكمن المشكلة في أنه ليس لدينا أي شريك في إسرائيل،
والولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية القادمة".
وتابع: "الاحتلال موجود منذ فترة
طويلة، ولكن الإخفاق الأكبر يتمثل في المقاربة الأمريكية الإسرائيلية، فلا يمكن
التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور أمني فقط، فالصراع بحاجة لحل سياسي وليس
حلا أمنيا واقتصاديا فقط".
وأضاف قائلا: "لطالما سعى
الإسرائيليون لتطبيق حل أمني فقط، لكن أثبتت الأحداث فشل هذا الحل ما يؤكد الحاجة
لحل سياسي يضع حدا نهائيا للنزاع".
وأكد أن السياسات الإسرائيلية تقوم على
تقويض أي دولة فلسطينية مستقبلية، من خلال الاستيطان ونهب الأراضي، مضيفا أنه على
إسرائيل مواجهة الواقع لأنه لا يمكنها الاستمرار في هذا الاحتلال، وأن نظام الفصل
العنصري الذي تسعى إليه سيهزم في النهاية.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن
المطلوب اليوم من الشعب الفلسطيني هو إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية،
لمواجهة التحديات الراهنة، والاستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به القضية
الفلسطينية في الوقت الراهن.
احترام قرارات الأمم المتحدة
وفي سياق متصل تحدث، دينيس فرانسيس
رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة لأمم المتحدة، الذي تطرق لدور الأمم
المتحدة في وقف الحرب في غزة والحد من تداعياتها الإنسانية.
وأشار فرانسيس إلى أن هناك دعوة لجلسة
طارئة للجمعية العامة من قبل دول فاعلة لدراسة التطورات في ظل استمرار الحرب
وزيادة الصعوبات وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضح أن الجمعية العامة أصدرت سابقا
قرارا طالب بإيصال المساعدات والإفراج غير المشروط عن الأسرى، كما طالب الأطراف
باحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان أيضا.
واعتبر أن القضية الأساسية تكمن في
استمرار عدم احترام القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، مضيفا: "حتى قرارات
مجلس الأمن والتي صدرت خلال عقود بخصوص الشرق الأوسط لم يتم احترامها".
حق تقرير المصير
من جهته أكد حسين أمير عبد اللهيان وزير
الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن بلاده وجهت تحذيرات للكيان
الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من إمكانية "توسع الصراع وانفجار
الوضع" في المنطقة بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة.
وندد وزير الخارجية الإيراني، في لقاء
خاص أجري معه عبر تقنية الاتصال المرئي ضمن فعاليات منتدى الدوحة، بقتل الاحتلال
الإسرائيلي نحو 18 ألف شخص، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، مشددا على ضرورة
رفع الولايات المتحدة الأمريكية دعمها عنه، وأن تضغط عليه لإيقاف الحرب.
ورأى أن الحل السياسي للقضية
الفلسطينية يكمن في ترك الفلسطينيين أنفسهم يقررون مصيرهم عبر استفتاء تشرف عليه
الأمم المتحدة، مشددا على أنه "من حق الجميع تقرير مصيره، وبالتالي يتم
التوصل لوضع حد لهذه القضية".
وعن التقارب الإيراني - السعودي الذي
قادته الصين مؤخرا، أوضح عبد اللهيان، أن سياسة إيران قائمة على نشر التعاون
والسلام والأمن في المنطقة، وتسعى لتحقيق التقدم والتطور للجميع.
مسار سياسي فلسطيني جديد
هذا ودعا أكاديميون وباحثون إلى صياغة
مسار سياسي جديد يعبر عن مختلف التطلعات السياسية الفلسطينية، لمواجهة التطرف
الإسرائيلي المستمر.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان:
"حتمية التجديد السياسي الفلسطيني"، والتي عقدت على هامش أعمال
"منتدى الدوحة 2023"، شارك فيها كل من: الدكتور صفوان المصري عميد جامعة
جورج تاون في قطر، ووضاح خنفر رئيس ومؤسس منتدى الشرق، وعمر رحمن عضو في مجلس
الشرق الأوسط للشؤون الدولية، ورولا شديد مديرة البرامج والمناصرة في معهد فلسطين
للدبلوماسية العامة، فيما أدار الجلسة مهدي حسن، المذيع في قناة /MSNBC/ الأمريكية.
واستعرض المتحدثون، خلال الجلسة
النقاشية، الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرض له قطاع غزة على مدى أكثر
من 63 يوما، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على المدنيين الفلسطينيين
بالقطاع، الأمر الذي سينعكس سلبا على المنطقة والعالم.
وأكدوا أن الظروف الراهنة التي تشهدها
الأراضي الفلسطينية المحتلة تعد من أبرز الأحداث في تاريخ القضية الفلسطينية،
لافتين إلى أن اتفاقية السلام /أوسلو/ التي جمعت طرفي الصراع ما هي إلا
"وهم" لم يجن الفلسطينيون منها شيئا، فضلا عن مرور نحو عقدين من الانقسام
الفلسطيني بين الضفة الغربية وغزة، وغيرها من الظروف التي ألقت بظلال ثقيلة على
القضية الفلسطينية.
ودعا المتحدثون، خلال الجلسة النقاشية،
القيادة الفلسطينية إلى التنبه لعملية التغيير الشاملة التي تسعى إسرائيل إلى
تحقيقها، وإدراك ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني، والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية
نتيجة تزايد التضامن العالمي مع الفلسطينيين، وعدم تكرار أخطاء الماضي.
وأشاروا إلى أهمية الحديث اليوم عن
التجديد السياسي الفلسطيني، خاصة في ظل عدم التوصل لأي حلول عادلة على مدى 75 عاما
من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يؤكد الحاجة لوجود هيئة سياسية تمثل
الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه، وتعنى بقيادته في ظل الأحداث الجارية إقليميا
ودوليا، دون أي تضارب في المصالح أو اختلاف في المواقف.
وأكدوا أن وحدة الشعب الفلسطيني تعد
إحدى أبرز السبل الكفيلة باسترداد الحقوق، داعين إلى تخطي الإخفاقات التي عرقلت تنفيذ الوفاق الفلسطيني على أرض الواقع، وحشد التأييد والدعم الدولي للبدء بتنفيذ
مشروع الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني.
وفي سياق متصل، أشار المتحدثون إلى
حالة التهميش التي يعاني منها الفلسطينيون الذين يعيشون داخل الأراضي المحتلة عام
1948، حيث تتعامل الحكومة الإسرائيلية بعدائية معهم من جهة، ولا يمكن للقيادة
الفلسطينية أن تعنى بشؤونهم في ظل الأوضاع الراهنة من جهة أخرى، فضلا عن التمييز
العنصري الذي يمارس بحقهم.
وكان لافتا للانتباه مشاركة السفير
الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط، الذي لمع اسمه خلال الحرب الأخيرة التي
تشنها إسرائيل على قطاع غزة، كواحد من الأسماء الفلسطينية التي تمكنت من إيصال
الرسالة الفلسطينية إلى العالم عبر مواقف واضحة وصريحة في رفض العدوان على قطاع
غزة وإدانة حلفاء الاحتلال.