نشرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" الإسرائيلية، تقريرا قالت فيه إن "تحقيقا أجراه مسؤولون دوليون، أظهر استعدادا لدى
دول الخليج لاستثمار مبالغ كبيرة في إعادة إعمار قطاع
غزة، ولكن بشروط".
وبحسب الهيئة فإن من بين تلك الشروط التي وضعتها دول الخليج لتقديم مساعدات اقتصادية لقطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، هو "إجراء تغييرات كبيرة في
السلطة الفلسطينية".
وادعت أن الدول الخليجية أبرت استعدادها بشرطين ،الأول: وجود خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية.
اظهار أخبار متعلقة
أما الثاني يتمثل في إجراء تغييرات كبيرة يتعين على السلطة الفلسطينية القيام بها، بما يتضمن مناصب في القيادة أيضا، وفق لـ كان الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة أن مسؤولون دوليون، بما في ذلك أميركيون، توجهوا إلى دول الخليج وطلبوا منها المساعدة الاقتصادية في إعادة إعمار قطاع غزة .
سيناريوهات من وحي الخيال
ولم يصدر أي تصريح رسمي خليجي يؤكد صحة ما إدعت به الصحيفة أو عن أي نوايا لدول الخليج لوضع شروط أو قيود لمشاركتها في إعادة إعمار غزة.
واعتبر المحلل السياسي والإستراتيجي زيد الأيوبي، في حديثه لـ "عربي21" أن هذه الأحاديث مجرد سيناريوهات من وحي خيال الإعلام الإسرائيلي، بهدف إحداث الفتنة وتدمير الالتفاف العربي والإسلامي حول القضية الفلسطينية.
وأشار الأيوبي إلى أن دول الخليج لم يسبق لها التدخل بالشؤون الفلسطينية الداخلية ومن غير المتوقع ربط مشاركة دول الخليج في إعادة إعمار غزة المنكوبة إنسانيا بشرط سياسي يتمثل في تغيير السلطة والقيادة الفلسطينية، فالمواقف الداعمة للقضية والسعي الكبير للخليج وبالتحديد قطر في إحداث هدنة لدخول المساعدات يدحض كل فرضيات
الاحتلال.
وقال إن دول العالم العربي بما فيها الخليجية، ساهمت في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي عليها ومن المتوقع انخراطها في إعمار غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني في كل المجالات عبر قنوات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير دون قيد أو شرط.
صندوق عربي لدعم غزة
وكان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي انعقدت في الرياض 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في العاصمة السعودية الرياض، أكد على "ضرورة حشد الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف من آثار الدمار الشامل للعدوان الإسرائيلي فور توقفه"، كذلك الدعوة لإنشاء صندوق لإعمار غزة، دون التطرق لأي شروط .
وجاء ضمن "آليات الحل" التي طرحتها القمة، من دون تحديد الكيفية أو تكليف دول محددة أو حتى اللجنة التي قيل عنها خلال القمة، أن يؤسَّس صندوق عربي لدعم غزة إلى جانب الدعوة إلى زيادة التمويلات الدولية.
وكانت تكلفة عدوان الاحتلال على القطاع في عام 2014 تقدَّر بنحو 8 مليارات دولار، إذ قدر تقرير أعده مهندسون من المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار)، آنذاك الخسائر المباشرة وغير المباشرة للعدوان بنحو 4.4 مليارات دولار.
حديث امريكي مبكر و تلميح تركي
وفتح الرئيس الاميركي، جو بايدن، ملف إعادة إعمار غزة بشكل مبكر وقبيل انتهاء الحرب، إذ طالب في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست، السبت الماضي، المجتمع الدولي إنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غـزة على المدى الطويل وبشكل مستدام.
إلا أنه اقتراحه حول إعادة الإعمار مرتبط بـ " إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت حكم واحد، تحت قيادة السلطة الفلسطينية"، حسب تعبيره.
وكان الرئيس التركي قد لمح عن عدم توفر قدرة المالية لبلاده لتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة بشكل منفرد لكنها قد تساهم في بناء مستشفيات ومدارس ، إذ قال :" سنبذل جهودًا لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة في غزة، وإعادة تشييد المدارس والمستشفيات ومرافق المياه والطاقة المدمرة".
واخيرا يرى خبراء أنه من المبكر الحديث عن إعادة إعمار غزة فالحرب لم تنته بعد ومن الصعب القدرة على قياس حجم الدمار والأضراار والتكاليف التي تحتاجها عملية الإعمار.