قال الرئيس الأمريكي، جو
بايدن، إن
الولايات المتحدة الأمريكية لن تتراجع عن تحدي الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "
حماس".
وفي مقاله على صحيفة "
واشنطن
بوست" الأمريكية، قال بايدن إن بوتين وحماس يقاتلان من أجل محو دولة
ديمقراطية عن الخارطة، ويأملان في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليمي،
والاستفادة من الفوضى التي تترتب على ذلك، ولا يمكن لأمريكا أن تسمح بذلك؛ من أجل مصالحها
القومية، ومن أجل الخير للعالم أجمع.
وأثار جمع
بايدن لخصمه الرئيس الروسي وحركة حماس في مقال واحد، وعنوان واحد، تعليقات على
مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع بايدن بأن أمريكا تتولى القيادة
اليوم، لأنها اذا ابتعدت عن تحديات اليوم، فإن خطر الصراع قد ينتشر، وسوف ترتفع
تكاليف التصدي له.
وتابع: "نعلم من حربين عالميتين
شهدهما القرن الماضي أنه عندما يستمر العدوان في أوروبا دون رد، فإن الأزمة تجذب
أمريكا، ولهذا السبب فإن التزامنا تجاه أوكرانيا اليوم هو استثمار في أمننا. ويمنع
صراعاً أوسع غداً".
وتابع: "نبقي القوات الأمريكية
خارج هذه الحرب من خلال دعم الأوكرانيين الشجعان الذين يدافعون عن حريتهم ووطنهم.
نحن نقدم لهم الأسلحة والمساعدات الاقتصادية لوقف حملة بوتين للغزو، قبل أن ينتشر
الصراع إلى أبعد من ذلك".
اظهار أخبار متعلقة
على
جانب آخر، قال بايدن في المقال: "نقف بحزم إلى
جانب الشعب الإسرائيلي وهو يدافع عن نفسه ضد العدمية القاتلة التي تمارسها حماس".
وقال إن الشعب الفلسطيني يستحق دولة
خاصة به ومستقبلاً خالياً من حماس.
وتابع بأنه يشعر "بحزن شديد إزاء
الصور التي خرجت من غزة ومقتل عدة آلاف من المدنيين، بما في ذلك الأطفال. أطفال
فلسطين يبكون على والديهم المفقودين. يقوم الآباء بكتابة أسماء أطفالهم على أيديهم أو
أرجلهم؛ حتى يتمكنوا من التعرف إليهم في حالة حدوث الأسوأ. يحاول الممرضون والأطباء
الفلسطينيون جاهدين إنقاذ كل حياة ثمينة يمكنهم إنقاذها، بموارد قليلة أو معدومة.
إن كل حياة فلسطينية بريئة تُفقد هي مأساة تمزق العائلات والمجتمعات".
ولفت
إلى أنه التقى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قبل الأحداث، وكان موضوع
اللقاء "مجموعة من الالتزامات الجوهرية
التي من شأنها أن تساعد إسرائيل والأراضي الفلسطينية على الاندماج بشكل أفضل في
الشرق الأوسط الكبير. وهذه أيضًا هي الفكرة وراء الممر الاقتصادي المبتكر الذي
سيربط الهند بأوروبا عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية
والأردن وإسرائيل، والذي أعلنت عنه مع الشركاء في قمة مجموعة العشرين في الهند في
أوائل سبتمبر".
وتابع: "إن التكامل الأقوى بين
الدول يخلق أسواقًا يمكن التنبؤ بها، ويجذب المزيد من الاستثمارات. ويدعم التواصل
الإقليمي الأفضل -بما في ذلك البنية التحتية المادية والاقتصادية- زيادة فرص
العمل، وتوفير المزيد من الفرص للشباب. وهذا ما عملنا على تحقيقه في الشرق الأوسط.
إنه مستقبل لا مكان فيه لعنف حماس وكراهيتها، وأعتقد أن محاولة تدمير الأمل في ذلك
المستقبل هو أحد الأسباب التي دفعت حماس إلى إثارة هذه الأزمة".
ورأى أن الحل واضح للغاية: "حل
الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن طويل الأمد لكل من الشعبين الإسرائيلي
والفلسطيني. وعلى الرغم من أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل لم يكن أبعد من أي
وقت مضى، فإن هذه الأزمة جعلته أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".
وقال
إنه "يجب ألا تُستخدم غزة مرة أخرى كمنصة
للإرهاب. يجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال،
ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. وبعد انتهاء هذه الحرب، يجب أن تكون أصوات الشعب
الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة".
ولفت
إلى أنه يجب "إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل
حكم واحد، في نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعًا نحو حل
الدولتين".
اظهار أخبار متعلقة
وعن عنف المستوطنين في الضفة، قال
بايدن إنه أكد "مع قادة إسرائيل أن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة
الغربية يجب أن يتوقف، وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف يجب أن يخضعوا
للمحاسبة. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة، بما في ذلك إصدار حظر
على التأشيرات ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية".
وتابع بأنه "يجب على المجتمع
الدولي تخصيص الموارد لدعم سكان غزة في أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما في ذلك
التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على
المدى الطويل بشكل مستدام. ومن الضروري ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من
غزة أو الضفة الغربية".
وقال
إنه يجب التصدي لمعاداة السامية في الولايات المتحدة الأمريكية، مع احترام حرية
التعبير.