خرج عشرات الآلاف من الموريتانيين مساء الجمعة في مسيرة وصفت بالأضخم منذ بدء العدوان على
غزة، وذلك تنديدا بتدمير الاحتلال لمستشفيات القطاع وللمطالبة بوقف الحرب.
وحسب مراسل "عربي21"، جابت المسيرة شوارع رئيسية وسط العاصمة الموريتانية، وانتهت بمهرجان جماهيري أمام مقر ممثلية الأمم المتحدة بنواكشوط.
ودعت للمسيرة الحاشدة الأحزاب السياسية الموريتانية كافة، بما فيها حزب "الإنصاف" الحاكم، وحزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (أكبر أحزاب المعارضة).
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "غزة تباد والعالم يتفرج، المستشفيات تدمر والعالم يتفرج"، و "أطفال غزة يبادون على يد الاحتلال المجرم، غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء".
وشارك في المسيرة الأضخم منذ بدء العدوان على غزة، رؤساء الأحزاب السياسية الموريتانية ونواب في البرلمان.
وكانت الأحزاب السياسية الموريتانية أعلنت عزمها تكثيف احتجاجاتها المنددة بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وذلك بالتزامن مع تصعيد الاحتلال حربه المدمرة على القطاع المحاصر.
إظهار أخبار متعلقة
"موقف لا لبس فيه"
في غضون ذلك، قالت الحكومة الموريتانية؛ إن موقفها من القضية
الفلسطينية "واضح لا لبس فيه".
ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الناني ولد اشروقة "ما يشيعه البعض من إمكانية وجود اتصالات مع الكيان الصهيوني".
كما نفت وسائل إعلام موريتانية نقلا عن مصادر مقربة من الحكومة الخبر الذي نشره مؤخرا موقع "تايمز أوف إسرائيل" وتحدث فيه أن
موريتانيا ضمن دول رفضت اتخاذ قرار جاد ضد الحرب الإسرائيلية على غزة خلال قمة الرياض.
ونشر الموقع قائمة الدول التي قال؛ إنها رفضت اتخذا القرار، مضيفا أنها ضمت مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وموريتانيا وجيبوتي.
"لا تطبيع مع الاحتلال "
وخلال الأشهر الماضية تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن تل أبيب "تجري مباحثات مع 4 دول عربية وإسلامية لتطبيع العلاقات معها، هي إندونيسيا والصومال والنيجر وموريتانيا".
لكن الحكومة الموريتانية نفت أكثر من مرة هذه المعلومات وأكدت أنه لا توجد أي اتصالات بشأن التطبيع مع إسرائيل.
والأسبوع الماضي دعا نواب في البرلمان الموريتاني إلى سن قانون يجرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويقطع الطريق على أي محاولة في المستقبل للقيام بأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.
وفي 1999 بدأت نواكشوط علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، قبل أن يجمدها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عام 2009 بسبب اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، ليعلن في 2010 قطع العلاقات رسميا وطرد السفير الإسرائيلي من نواكشوط.
ومنذ 42 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الجمعة.