رد منظمو المظاهرة الضخمة
التي شهدتها لندن للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة على الحملة التي يشنها مؤيدو
إسرائيل وبعض وسائل الإعلام اليمينية؛ بأن ما شهدته التظاهرة من مشاهد مخالفة، لا
يمثل سوى رقم صغير إحصائيا مقارنة بعدد المشاركين، بعكس تجمع لليمين المتطرف شهد
عنفا شديدا ضد الشرطة واعتقالات واسعة.
وقال جمال، مدير منظمة
حملة التضامن من أجل
فلسطين، وهي إحدى الجهات الداعية للمظاهرة السبت: "حتى مع
تقديرات الشرطة، فهي ثالث أكبر مظاهرة في تاريخ
بريطانيا". وقدرت الشرطة عدد
المتظاهرين بنحو 300 ألف متظاهر، لكن جمال قدر عددهم بنحو 800 ألف، وقال؛ إن هناك
العديد من الحافلات المحمّلة بالمشاركين لم تستطع الوصول بسبب الازدحام على الطرق.
وأكد جمال في سلسلة تغريدات على منصة إكس (تويتر
سابقا)؛ أن المظاهرة اتسمت بالسلمية، مثل
المظاهرات السابقة لمؤيدي فلسطين، مشيرا
إلى أن الرقم المعلن للاعتقالات بين المتظاهرين صغير جدا، وقال إنه عشرة أشخاص.
واعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص، بعدما
رفضت مجموعة من نحو 150 شخصا مغادرة المكان بعد انتهاء المظاهرة، وبدأت بإطلاق
الألعاب النارية باتجاه الشرطة.
إظهار أخبار متعلقة
وأكد جمال أن الهدف من المظاهرة بحسب رسالة المنظمين
قبل المظاهرة والكلمات التي ألقيت خلالها؛ هو الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة
وتطبيق القانون الدولي دون تمييز، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة نظام الفصل
العنصري على الفلسطينيين.
وقال؛ إن المجموعات المؤيدة لإسرائيل التي تحضر كل مظاهرة
لمؤيدي فلسطين، تقوم بالتقاط الصور للحضور واللافتات المرفوعة، وترصد الهتافات
والكلمات التي تلقى، موضحا أنه تم رصد نحو 10 مشاهد من بين 800 ألف مشارك.
وأوضح أن "الرسالة التي يوصلها مؤيدو إسرائيل، هي أن
هذه الحوادث المعزولة تثبت أن المظاهرة كانت مؤيدة لحماس أو أنها مكان غير آمن
لليهود. هذه الرسالة يتم ترويجها عبر العديد من العناصر في الصحافة، وكل الذين
يروجون هذه الرسالة، يشتركون في الدفاع عن إسرائيل في قصفها للمدنيين ورفض وقف
إطلاق النار".
وأشار جمال إلى مشاركة العديد من النشطاء اليهود في
المظاهرة؛ لأنهم "يمقتون القتل الإسرائيلي الحالي للمدنيين، ويرفضون قمع الشعب
الفلسطيني. وبعضهم تحدث على منصة المظاهرة".
أكد جمال أن منظمي التظاهرة ينأون بأنفسهم عن الذين يتم
ضبطهم متلبسين بمعاداة السامية، ورفض الزعم بأن هؤلاء يمثلون الغالبية العظمى من
المشاركين في المظاهرة، وشدد على ضرورة مواجهة كل أشكال العنصرية، بما فيها
"معاداة السامية، والإسلاموفوبيا، والنظام الإسرائيلي للفصل العنصري".
وأشار جمال في المقابل إلى عنف أنصار
اليمين المتطرف، الذين تجموا قرب النُصب التذكاري لضحايا الحرب في بريطانيا، بالتزامن مع احتفال
رسمي لإحياء ذكرى يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى)؛ بحجة حماية النُصب
من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
وقال: "لقد
رأينا أمس (السبت) مشاهد من العنف الخطير من مؤيدي إسرائيل من اليمين المتطرف، الذين كانوا يسعون لمهاجمة المظاهرة، لكنهم مُنعوا من فعل هذا من قبل الشرطة".
وأضاف: "المثير للقلق العميق، أن العديد ممن وصفوا مظاهرتنا بالكراهية، بذلوا
القليل من الطاقة للإشارة إلى هذه المشاهد".
وقال؛ إن هناك أسبابا لمشاركة أشخاص مثل تومي روبنسون،
الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنكليزي اليمينية، والمعروف بكراهية الأجانب والمسلمين،
في التجمع لليمين المتطرف "والترحيب به بحرارة".
وأضاف: "الذين أظهروا عنفا شديدا أمس مسؤولون عن
أفعالهم، لكن أيضا أولئك الذين من بينهم (وزيرة الداخلية) سويلا برافمان، والذين
روّجوا لأفكار بأن تجار كراهية
ومتعاطفين مع الإرهابيين يتظاهرون في لندن ويسعون لإهانة يوم الهدنة، متورطون فيما
حدث".
من جهته، أشار حساب الناشط فيليب هاندفوت، إلى أن نحو
10 صور نشرتها الشرطة لأشخاص قالت إنهم مطلوبون بسبب ارتكابهم مخالفات تتعلق
بمعاداة السامية، أو تأييد منظمة مصنفة إرهابية (حماس) خلال مظاهرة مؤيدي فلسطين؛ لا
تشكل سوى نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالعدد الكبير للمشاركين في التظاهرة، الذي قدره
المنظمون بنحو 800 ألف.
وأوضح أن عدد المخالفين لا يشكل إحصائيا سوى 0.00125 في المئة، وقال؛ إن هذه النسبة أقل بكثير من
نسبة من يحملون آراء عنصرية في المجتمع البريطاني.
كما أن المعتقلين في تظاهرة مؤيدي فلسطين منخفض جدا، في
حين أن معتقلي تجمع اليمين المتطرف بلغ 92 على الأقل من بين نحو ألفي مشارك، أي
بنسبة 4.6 في المئة. وفي المجمل اعتقلت الشرطة نحو 145 شخصا من المظاهرتين،
وغالبيتهم كما يظهر هم من اليمين المتطرف.
إظهار أخبار متعلقة
وأدانت شرطة لندن "العنف
الشديد" الذي واجه عناصرها من قبل اليمين المتطرف، ولفتت إلى تصريحات
السياسيين، في إشارة إلى برافمان، التي زادت من حدة التوتر في المجتمع.
وقالت الشرطة في بيان؛ إن مظاهرة مؤيدي فلسطين لم تشهد حوادث بشكل عام، "لكن العدد الكبير يمثل تحديا". وقالت؛ إنها اضطرت لتخصيص جزء من قوتها للتعامل مع أنصار اليمين المتطرف، وقالت؛ إن هؤلاء كانوا يشكلون مصدر قلقها الرئيس.