قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "تل أبيب تعتزم فرض سيطرة أمنية كاملة على قطاع
غزة، دون منحها لقوة خارجية، تشمل نزعا كاملا للسلاح بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 35 يوما"، وهو ما أثار موجة من الاستنكار بين عدد من المحللين السياسيين، بينهم إسرائيليون.
ووصف عدد من وسائل إعلام عبرية، منذ الجمعة، تصريح نتنياهو بأنه "مثير للدهشة؛ الأمر الذي قد يثير دهشة المجتمع الدولي بعد تأكيده قبل ساعات على أن إسرائيل لا تريد حكم القطاع أو احتلاله".
وفي هذا السياق، شكّك المحلل السياسي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، في "إمكانية تحقيق نصر بقطاع غزة"، مشيرا إلى أن "حركة حماس استعدت جيدا للمعركة، وأن حديث رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عن حرب طويلة الأمد هو بديل تسويقي لانتصار لا وجود له".
وتحدث المحلل السياسي، خلال ملحق له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، السبت، عن العملية البرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بالقول إنها "معالجة أكثر تكثيفًا للأنفاق وعناصر حماس الذين يحرسونها، ولكنها تتضمن أيضا معارك صعبة مع المسلحين".
وتابع المتحدث نفسه: "لقد استعدت حماس لهذه المعركة، صحيح أنها خسرت العديد من محاربيها وقادتها، لكنها استمرت في القتال، ولا يزال العمود الفقري للقيادة العليا الذي يرأسه (يحيى) السنوار يعمل"؛ مردفا: "قد تكون الأيام القليلة المقبلة هي المرحلة النهائية والحاسمة في كلا الجهتين، المعركة ضد حماس والمحاولة الأمريكية القطرية للتوصل إلى صفقة لإطلاق الأسرى، وبعد هذه الفترة، من المشكوك فيه أن تكون إسرائيل قادرة على الصمود في وجه الضغوط الأمريكية من أجل وقف إطلاق النار، وخاصة إذا كانت صفقة الأسرى مطروحة على الطاولة".
اظهار أخبار متعلقة
واستفسر المحلل السياسي الإسرائيلي: "هل ستتمكن إسرائيل من استئناف المناورة البرية بعد توقف إطلاق النار؟" مردفا: "التجربة السابقة، سواء في غزة أو في لبنان، لا تعطي فرصة كبيرة لذلك، بعد يوم من اتفاق وقف إطلاق النار، يعود الأطفال إلى المدارس، ويعود السكان إلى أعمالهم، وتبدأ إعادة إعمار المستوطنات، ويتوقع العالم أجندة مختلفة، ويرغب جنود الاحتياط في العودة إلى ديارهم، إلى عائلاتهم، إلى أعمالهم".
إلى ذلك، أشار بارنياع، إلى أنه "من المهم أن نحافظ على توقعات واقعية، حيث إنه ليس من المؤكد أن الجيش الإسرائيلي سوف يتمكن من الوصول إلى السنوار وزملائه في الجولة الحالية، وحتى لو تم القضاء عليهم فإن حماس لن تختفي؛ ومن المهم أن نتذكر أننا لسنا وحدنا، ونحن في هذه الدراما نحتاج إلى الإدارة الأمريكية ويجب أن نستمع إليها".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي بخصوص العملية البرية بقطاع غزة والحديث عن الانتصار المرتقب بقوله "للأسف، لا يوجد مثل هذا الانتصار في الأفق" معتبرا أنه "من الصحيح أن ننظر إلى كل شخص يتم إطلاق سراحه حيا من هناك (غزة) على أنه انتصار، وكل يوم تتقدم فيه القوات في الميدان دون أن تتكبد خسائر كثيرة هو انتصار".