قال الكاتب أوين جونز
بمقال في صحيفة
الغارديان، إن شيطنة النشطاء الداعين للتظاهر في "يوم
الهدنة" التاريخي، للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على
غزة، انحراف
كبير، وما يسعى إليه المتظاهرون ليس عارا.
وأوضح الكاتب في تقرير
ترجمته "عربي21"، أن يوم الهدنة يعود إلى ذكرى الهدنة في الحرب العالمية
الأولى، يوم السبت، ويقف فيه الناس صمتا لدقيقتين ويتذكرون الذين سقطوا في تلك
الحرب، ثم تعود الحياة لطبيعتها.
وأضاف: "تزدحم
ملاعب كرة القدم والحانات تحتشد بالمشجعين المخمورين، وتتسابق المحلات في الشوارع
الرئيسية بعرض التنزيلات. وبعبارة أخرى، هو يوم سبت عادي يحمل نفس المعايير من
الحركة والكسل والمتعة الخاملة".
وأوضح أنه "لم
ينظر إلى أي من هذه النشاطات على أنها لا تحترم ذكرى يوم الهدنة، إلا أن اختراعا
جديدا ظهر، وقدمه الذين يريدون منع احتجاج السبت ضد الهجوم الدموي الإسرائيلي على
غزة، وهذه وبشكل واضح حيلة لخدمة النفس لا علاقة لها باحترام ذاكرة عمي الأكبر
فرانسيس أيليت، الذي مات وعمره 19 عاما في سوم أو أي جندي مفقود، وأي إهانة
لتضحياتهم تأتي من الذين يحاولون منع احتجاج سلمي يرفضون رسالته".
ولم تجد الشرطة ما
يدعو لمنعه، رغم مواقف الديمغاغويين مثل وزيرة الداخلية سويلا برافرمان. وقالت إن
كل
التظاهرات التي عقدت منذ الحرب على غزة التي قتلت أكثر من 10 آلاف شخص حسب
وزارة الصحة الفلسطينية كانت سلمية ومرت بسلام. وفي أكبر مظاهرة حضرها حوالي نصف
مليون، لم تعتقل الشرطة سوى 10 أشخاص، وستبدأ مسيرة السبت من هايد بارك وبعد
دقيقتي الصمت بساعتين، وتبعد ميلين عن مركز إحياء الذكرى في اليوم التالي، وستنتهي
عند السفارة الأمريكية، وأبعد من ذلك المكان.
اظهار أخبار متعلقة
وقال إن اليهود شاركوا
في كل مظاهرة ونظموا مظاهراتهم الخاصة، فمن الإهانة والحالة هذه الحديث عن
مشاركتهم بأنها تحرش باليهود.
ولفت الكاتب إلى أن ما
يجري، يؤكد أن "إسرائيل خسرت الموقف الأخلاقي مع كل صاروخ سقط على غزة، ويجب
الحديث علنا عن الكارثة الإنسانية التي تترك الأجنة المولودين حديثا يحترقون
بالقنابل الإسرائيلية والنساء الحوامل يلدن بدون أدوية أو تخدير".
وتكشف الإستطلاعات أن
نسبة 3% من الرأي العام البريطاني تعارض وقف إطلاق النار، مما يفضح المعتذرين عن
إسرائيل في الحكومة والإعلام، ولهذا يقوم ردهم المضاد على فكرة قلب العالم رأسا
على عقب وشيطنة من يعارضون ذبح الأبرياء وتوصيفهم بالإرهابيين الكارهين والخطيرين.
ووصف الذين يدمرون كل يوم أجيالا بأكملها بأنهم المعتدلون الواجب احترامهم.
وهناك جانب شرير لكل
هذا، وهو أن الكثير من المعلقين لم يخفوا نواياهم من أن الذين يدفعون
بالاحتجاجات هم المسلمون البريطانيون واتهامهم أنهم غير موالين ومتطرفين.
ويتحدث المعلقون عن
ترحيل من لا يحترمون الذكرى، ومن يشارك في التظاهرات يعرف أن هذا كذب فظيع، صحيح
أن الكثير من المسلمين شاركوا نظرا لمقتل إخوانهم، لكن هناك الكثير من المشاركين
من المواطنين العاديين المصدومين من الجرائم التي سهلتها الحكومة البريطانية.
وهناك محاولة لوصم أي
شكل من أشكال التضامن مع فلسطين ومنعه من التحرك، وهو ما يحمي الحكومة من أي ضغط
من الرأي العام كي تواصل منح إسرائيل الصك الأبيض ومواصلة الكارثة الإنسانية
والإستراتيجية.
ويحشد هؤلاء المتطرفون
صفوفهم يوم السبت مع معرفتهم أن مواقفهم من مؤيدي القضية الفلسطينية تشبه مواقف
الحكومة، وتظاهرتهم ستتم بدعم تكتيكي منها. ولو حاولوا عرقلة التظاهرات، فيجب
تحميل الحكومة والإعلام المسؤولية.
وقال جونز إن خطاب
برافرمان وحلفائها خطير، ومن المتوقع أن يتدفق البريطانيون من مختلف الطوائف
للشوارع يوم السبت، في "تظاهرة سلام وليس كراهية، والمسيرة هي عن حب
الإنسانية ولا تنتهك من قيمة الموتى بل هي طريقة جيدة لتذكر الرعب الذي يحاول
المتظاهرون وقفه، ومثلما قال هاري باتش، آخر الناجين، الحرب هي جريمة منظمة وليس
غير ذلك، ومن ينظر إلى المقابر الجماعية في غزة لا يتوصل لنتيجة غير هذه".