أفادت صحيفة
"نيويورك تايمز"، بأن حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي كانا على وشك
الاتفاق بشأن إطلاق سراح أسرى، قبل اتخاذ تل أبيب قرار
العدوان البري.
وقالت إنه قبل
أيام من شن دولة الاحتلال غزوها البري لغزة، كانت على وشك التوصل إلى اتفاق يقضي
بإطلاق سراح ما يصل إلى 50 رهينة لدى حماس، مقابل وقف القصف الذي شنته ردا على
هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقا لتقارير عربية وغربية استندت عليها الصحيفة، ولمسؤولين لديهم اطلاع على المحادثات.
وأضافت أنه بمجرد
بدء العدوان البري الإسرائيلي على غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، توقفت المفاوضات
بشكل مفاجئ، حسبما قال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة
المفاوضات الحساسة، مبينة أن المفاوضات استؤنفت بعد أيام، وما زالت مستمرة.
اظهار أخبار متعلقة
وبينت أن دولة
الاحتلال أرجأت عدوانها البري لإعطاء بعض الوقت لاستكمال مفاوضات الرهائن، وفقا
لاثنين من المسؤولين.
وتابعت: "ولكن مع
تعثر المحادثات، قررت المضي قدماً، معتقدة أن حماس سوف ترضخ للضغوط العسكرية".
وقال وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، في بيان مكتوب لصحيفة نيويورك تايمز هذا
الأسبوع: "لن يكون هناك توقف دون عودة الرهائن والمفقودين"، مضيفا أن
"الطريقة الوحيدة لإنقاذ الرهائن هي أن تواصل إسرائيل عمليتها البرية".
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت أن قادة حماس
يقولون إن قواتها لا تملك السيطرة على جميع هؤلاء
الأسرى لأن فصائل أخرى في غزة،
بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، دخلت الأراضي المحتلة أيضا في ذلك اليوم
واحتجزت بعض الرهائن من جانبها.
وبحسب الصحيفة، "ركزت
المفاوضات فقط على إطلاق سراح الرهائن المدنيين"، نقلا عن المسؤولين المطلعين.
ورجحت أن قد يصبح
الجنود الإسرائيليون المحتجزون في غزة في نهاية المطاف "جزءا من مسار منفصل
للمفاوضات"، وربما يتم تبادلهم بمئات النساء والقاصرين الفلسطينيين المحتجزين
دون تهمة في سجون الاحتلال.
وورد في تقرير
الصحيفة، أن العاصمة القطرية الدوحة أصبحت الآن هي النقطة المحورية في مفاوضات
الرهائن والمحادثات المنفصلة حول إدخال المساعدات إلى غزة.
خلال الأسبوع
الماضي، أضافت حماس شرطا جديدا لإطلاق سراح الرهائن المدنيين، وهو توصيل الوقود
إلى المستشفيات المنهارة في جميع أنحاء قطاع غزة.
في المقابل، منعت
إسرائيل وصول الوقود إلى غزة، بدعوى أن حماس تستخدمه في هجماتها الصاروخية، وأنها
قامت بتخزين الوقود المخصص للمدنيين. لكن منظمات الإغاثة قالت إن الوقود هو أحد
أكبر الاحتياجات في غزة، للحفاظ على تشغيل كل شيء، من المستشفيات إلى المخابز،
طبقا لـ"نيويورك تايمز".
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن
المسؤولين قولهم إن قيادة حماس واجهت مشاكل في البقاء على اتصال وثيق مع القادة
العسكريين لحماس في غزة، ويشكك المحتلون فيما إذا كانت القيادة السياسية لديها
السلطة لتنفيذ أي اتفاق، وفقا لأحد المسؤولين الأوروبيين.
وأشارت إلى أن
اتصالا بين إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس المقيم في الدوحة، ويحيى
السنوار، زعيم حماس في غزة، أدى إلى إطلاق سراح الرهائن الأربعة في وقت سابق من
شهر أكتوبر.
رأى اثنان من
المطلعين على المفاوضات، أن بإمكان هنية والسنوار العمل معا للتوصل إلى اتفاق،
حسب الصحيفة.
وقالوا، نقلاً عن
الصحيفة، إن المشكلة هي أن الاتصالات كانت متقطعة، حيث واجه قادة حماس صعوبة في
إجراء اتصال سريع ومتسق بين قطر وغزة، وتفاقمت عندما قطعت دولة الاحتلال شبكات
الاتصالات في أثناء شن هجومها البري.
ومع ذلك، بحلول
27 أكتوبر/ تشرين الأول، وهو اليوم الذي بدأ فيه الغزو البري الإسرائيلي، بدا
الجانبان مستعدين لإجراء هذه الصفقة، فيما رأت أن "العائق الوحيد كان التوقيت".
وأضافت أن حماس
قالت إنها بحاجة إلى خمسة أيام لجمع الرهائن. وأصر الاحتلال على أن تقوم المجموعة
بذلك خلال عدة ساعات، وطالبت، في اللحظة الأخيرة، بقائمة مفصلة بأسماء جميع الذين
سيتم إطلاق سراحهم.
وقال اثنان من المسؤولين المطلعين على المحادثات
إن هذه كانت من بين الأسباب الرئيسية لانهيار الصفقة: كان من الصعب تلبية الطلبات
وسط عدوان إسرائيلي مستمر لغزة.
وبعد توقف قصير
في المحادثات عقب الغزو البري، استؤنفت المفاوضات. لكن القضايا التي ابتليت بها
المحادثات منذ البداية، وخاصة العقبات اللوجستية، ازدادت حدة.
وأوضحت أن افتقار
حماس الواضح للسيطرة على جميع الأسرى، إلى جانب الغزو البري، جعل من الصعب على
الحركة تحديد أولئك المقرر إطلاق سراحهم وتسليمهم بأمان إلى الاحتلال، وفقا
لثلاثة من المسؤولين المطلعين على الأمر.
في المراحل
الأولى من المفاوضات، طرحت حماس مطلبًا آخر، وهو السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وإطلاق سراح النساء والقاصرين المحتجزين دون تهمة.
ومع ذلك، رفض
الاحتلال الإسرائيلي تلك المطالب، ووافقت حماس على تقليص حجمها إلى طلب وقف الغارات
الجوية.
وكبادرة حسن نية
لإظهار لحكومة الاحتلال الإسرائيلية أنها مستعدة للتوسط في صفقة رهائن أكبر مقابل
إطلاق سراح المساعدات إلى غزة، أطلقت حماس سراح رهينتين أمريكيتين في 20
أكتوبر/ تشرين الأول وامرأتين إسرائيليتين بعد ثلاثة أيام.
وقال رون ديرمر،
كبير مستشاري رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للصحفيين الأسبوع الماضي، إن تل
أبيب أوقفت مرتين لفترة وجيزة عملياتها العسكرية في بعض المناطق في غزة من أجل
تسهيل الإجلاء الآمن للرهائن الذين أطلقت سراحهم حماس.
لكن المسؤول قال إن ذلك
كان "وقفا مؤقتا للعمليات من أجل نقل الرهائن جسديا إلى بر الأمان"، وليس
حلا وسطا بشأن هدف الاحتلال المعلن المتمثل في تفكيك حماس بالكامل.