حذّر الوزير اللبناني الأسبق بشارة مرهج من أن الاجتماع العربي ـ
الأمريكي المصغر الذي جرى في العاصمة الأردنية عمان، لبحث الموقف من
الحرب الدائرة
على قطاع غزة، لن يكون في صالح العرب ولا
الفلسطينيين.
وأوضح مرهج في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن
الاجتماع الوزاري
العربي ـ الأمريكي الذي سيحضره وزير الخارجية الأمريكي بلينكن سيفتح بعض المنافذ
المحدودة، التي قال بأنها ستعطي نفسا للأنظمة العربية وتعطي بعض الوقت المستقطع
لفلسطين.
وأضاف: "أما
الاحتلال فإنه مستمر في موقفه الاستراتيجي بغطاء
أمريكي كامل، وواشنطن تسعى لإنجاح معركة الاحتلال وإتمام عملية التهجير بدون أضرار
بليغة على الأنظمة العربية".
وأشار مرهج إلى أن "الاجتماع العربي ـ الأمريكي لن يشهد معارضة أي
من الأطراف العربية الحاضرة، خصوصا إذا تم تحقيق بعض الإنجازات المحدودة مثل
إدخال الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، وهي مساعدات لن تغير بشكل جوهري في المسار
الذي يفرضه الاحتلال".
وأضاف: "مخطط التهجير ليس مخططا آنيا، بل هو مخطط استراتيجي، قد
تسمح إسرائيل ببعض الإجراءات لإسكات الأنظمة العربية لكنها ماضية في مشروعها.. والمعركة
مستمرة.. لأن أمريكا لم تشعر بأي ضغط عربي من أي نوع، فليست هنالك قمة عربية
واحدة، ووزراء الخارجية العرب لم يعاودوا الاجتماع، ولم يتم قطع علاقة أي من
الدول المطبعة مع الاحتلال، ولا يوجد موقف رسمي بتخفيض إنتاج النفط ولا أي نقابات
تسيطر على الموانئ كما جرى أيام عبد الناصر.. موقف عربي ضعيف وهامشي".
وأكد مرهج أن الاجتماع الوزاري العربي ـ الأمريكي لن يكون من نتائجه
إلا إعطاء حجة للأنظمة العربية كي تتملص من جزء من واجباتها تجاه فلسطين، أو تغطي
موقفها المتراجع من القضية الفلسطينية، وفق تعبيره.
واستضافت العاصمة الأردنية عمان اليوم الاجتماع الوزاري العربي ـ
الأمريكي لبحث الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها
الأبرياء، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع، إضافةً إلى العمل
على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب
الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الأردن ومصر والإمارات والسعودية
وقطر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بهدف وقف الحرب
الدائرة في قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحفي حضره المشاركون في الاجتماع أكد وزير الخارجية المصري مطالبتهم بتحقيق دولي للممارسات "الصارخة" التي تشهدها حرب (غزة) ورفضهم تصفية القضية الفلسطينية، وقال بأنه من المبكر الحديث عن مستقبل غزة (مرحلة ما بعد حماس) وأن المهم الآن هو توفير الأمن والأمان للمدنيين.
أما وزير الخارجية الأمريكي بلينكن فقد أكد أن التوصل لوقف إطلاق النار سيترك "حماس" في مكانها و(إعادة) تجميع قواها وتكرار ما قاموا به في السابع من أكتوبر، وأشار إلى أنه قبل أسبوع لم يكن هناك مساعدات والآن لدينا 105 شاحنات تدخل يوميا إلى غزة وهذا ليس كافيا، وذكر أنه اتفق مع الحكومة الإسرائيلية على كيفية تحقيق ذلك.
بينما قال وزير الخارجية الأردني: كيف لنا أن نبرر لأي شخص أن قتل أكثر من 9 آلاف شخص بينهم 4 آلاف طفل هو للدفاع عن النفس؟
ولليوم الـ29 على التوالي، يشن طيران الجيش الإسرائيلي ومدفعيته،
سلسلة غارات عنيفة وقصفا متواصلا على معظم أنحاء قطاع غزة، قتل فيها 9227
فلسطينيا، منهم 3826 طفلا و2405 سيدات، وأصيب 23516، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431،
وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في
مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.