نشرت مجلة "
بوليتيكو" مقالا للصحفيين نهال الطوسي، ولارا سليغمان، وبول ماكليري، قالوا فيه إن "المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن يتطور العنف بجوار إسرائيل، إلى حرب إقليمية أكبر".
وتحدث المقال عن ضربات صاروخية من اليمن، وعمليات قتل في الضفة الغربية، وهجمات على القوات الأمريكية في سوريا، وذلك قبل أن يشن الاحتلال الإسرائيلي رسميا غزوا بريا على
غزة، وهي المنطقة التي تسيطر عليها المقاومة
الفلسطينية؛ فيما يشعر مسؤولو إدارة بايدن، بالقلق، من حماس، وحزب الله في كل من لبنان والعراق، والحوثيين في اليمن.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع، فضل عدم الكشف عن هويته، الاثنين الماضي: "نرى احتمالا لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأمريكيين على المدى القريب، دعونا نكون واضحين بشأن ذلك، الطريق يؤدي إلى إيران".
وأشارت
الصحيفة، إلى أن المسؤولين العرب يشعرون بالقلق أيضا، وهم يحثون واشنطن على المساعدة في نزع فتيل التوترات باستخدام نفوذها لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويقول البعض إن "الولايات المتحدة يجب أن تدعو إلى وقف إطلاق النار"؛ لكن فريق بايدن غير مستعد للقيام بذلك، قائلا "إن لإسرائيل الحق في الرد على هجمات حماس".
وأضافت الصحيفة، أنه من الصعب بشكل خاص احتواء العنف، لأن الشرر يتطاير في العديد من الأماكن المختلفة؛ وإذا لم تتراجع التوترات قريبا، فإن "المنطقة بأكملها سوف تتأثر"، كما توقع أحد الدبلوماسيين العرب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لن ينجو أحد".
وفيما يلي بعض من تلك النقاط الساخنة المحتملة:
العراق وسوريا
تعرضت القوات الأمريكية في مجموعة متنوعة من المواقع، في جميع أنحاء العراق وسوريا بالفعل لهجوم من المسيرات والصواريخ أكثر من اثنتي عشرة مرة في الأسبوع الماضي؛ ويشعر المسؤولون بالقلق من أن هذه الهجمات صغيرة النطاق، التي ألقى البنتاغون باللوم فيها على الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، يمكن أن تستمر، بل وتتفاقم.
هناك قلق من أن الهجمات قد تتوسع إلى ما هو أبعد من العراق وسوريا، حيث يوجد 2500 و900 جندي أمريكي، على التوالي، إلى آلاف الأفراد الأمريكيين الآخرين المتمركزين في جميع أنحاء المنطقة، من البحرين إلى الإمارات. وحتى السفن التجارية في الخليج يمكن أن تتعرض لتهديد متزايد، وفقا لمسؤول أمريكي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوع حساس.
اظهار أخبار متعلقة
وقال مسؤول عسكري أمريكي للصحفيين: "بشكل عام، نعلم أن هناك تهديدا كبيرا بالتصعيد في جميع أنحاء المنطقة، وسيشمل ذلك القوات الأمريكية"؛ فيما وجه وزير الدفاع، لويد أوستن، قوات إضافية إلى المنطقة ردا على الهجمات في العراق وسوريا، بما في ذلك إعادة توجيه مجموعة حاملة طائرات هجومية في طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط إلى قيادتها في
الشرق الأوسط يوم السبت.
وقال البنتاغون، إنه نشر أيضا قدرات دفاع جوي إضافية بما في ذلك كتائب باتريوت ونظام دفاع منطقة عالي الارتفاع (نظام ثاد) في مواقع في جميع أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى تعمل حاليا في شرق البحر الأبيض المتوسط، وآلاف من القوات المجهزة بأوامر الاستعداد للنشر على مدار 24 ساعة في حالة الحاجة.
على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية
أصبحت الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، بالفعل مسرحا لهجمات متبادلة مكثفة على ما يبدو بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وهي جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران.
وتقوم إسرائيل بتهجير القرى القريبة من الحدود وسط إطلاق الصواريخ ومخاوف بشأن توغلات المسلحين؛ خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، باستخدام طائرات مسيرة ووسائل أخرى لضرب أهداف متعددة في لبنان، بما في ذلك خلايا مسلحة يشتبه في أنها تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدبابات بالإضافة إلى مجمع لحزب الله ونقطة مراقبة.
وقال المحلل في معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، إن "مثل هذه المناوشات مثيرة للقلق ولكنها ليست غير مسبوقة، ولا يزال من الممكن منعها من المزيد من التصعيد" مضيفا: "يواجه حزب الله ضغوطه الداخلية، ولبنان بالفعل دولة فاشلة اقتصاديا. إنهم لا يريدون أن يحدث لهم هذا النوع من الموت والدمار الذي يحدث في غزة".
وقد اعتمد المسؤولون الأمريكيون على الزعماء اللبنانيين لتوضيح ذلك لحزب الله، الأمر الذي يؤدي أيضا إلى نفوذ سياسي كبير في لبنان؛ ومثل حماس، تعتبر الولايات المتحدة أن "حزب الله جماعة إرهابية وتتجنب بشكل عام التعامل المباشر معه".
وفي مكالمة هاتفية حديثة، مع رئيس الوزراء اللبناني المؤقت، أكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن "أهمية احترام مصالح الشعب اللبناني، الذي سيتأثر بانجرار لبنان إلى الصراع الذي حرض عليه هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل"، وفقا لما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، بحسب بيان رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية.
الضفة الغربية
استشهد عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ انطلاق عدوان الاحتلال الإسرائيلي؛ ويشتبه في أن العديد منهم استشهدوا على أيدي المستوطنين الإسرائيليين، وربما يستغلون هذه اللحظة لزرع الخوف في المجتمعات الفلسطينية ومحاولة الاستيلاء على أراضيهم.
كما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارات جوية، واحدة على الأقل في الضفة الغربية، استهدفت مسجدا، تحت مبرر أن "حماس تستخدمه كقاعدة للتخطيط لهجمات". وقال المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتحدث مع مسؤولي الإدارة، جون ألترمان، إن "المسؤولين الأمريكيين قلقون للغاية من أن تتحول الاشتباكات في الضفة الغربية إلى صراع أكثر خطورة".
وتدير حماس منذ فترة طويلة قطاع غزة، الذي يضم 2.2 مليون فلسطيني، غالبيتهم العظمى من المدنيين. وأدت الغارات الجوية الناجمة من الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى استشهاد الآلاف من الفلسطينيين.
اظهار أخبار متعلقة
قال ألترمان: "الضفة الغربية هي مكان خاص في الوسط، لديك مستوطنون مسلحون، بعضهم لديه آراء مسيحانية، لديك ولايات قضائية معقدة، أي قانون يطبق على من، وما شابه".
اليمن
ظهرت جبهة جديدة محتملة، الخميس الماضي، عندما اعترضت المدمرة البحرية الأمريكية، يو إس إس كارني، أربعة صواريخ باليستية وأكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيرة أطلقها المتمردون الحوثيون اليمنيون في شمال البحر الأحمر.
وقال متحدث باسم البنتاغون، إن الصواريخ كانت متجهة شمالا باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي عندما تم إسقاطها؛ ويعتقد على نطاق واسع أن الحوثيين المدعومين من إيران، يمتلكون صواريخ باليستية قادرة على ضرب دولة الاحتلال الإسرائيلي. ومن غير الواضح كم عدد هذه الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون، لكن عرضا عسكريا في العاصمة اليمنية صنعاء، الشهر الماضي، أظهر العديد من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الجديدة التي صنعتها إيران وزودتها بها.
عواصم الشرق الأوسط الأخرى
نُظمت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة مع إبراز مجموعة من صور عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ بينما كانت المرافق الدبلوماسية الأمريكية والإسرائيلية بمثابة نقاط محورية لمثل هذه المظاهرات، واستخدمت الشرطة في دول مثل الأردن ولبنان الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مثل هذه المباني.
وأشارت
الصحيفة الأمريكية، إلى أن "قليلين يتوقعون جولة جديدة من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية مثل الربيع العربي، لكن احتمال العنف من المتظاهرين أو الدولة، لا يزال مرتفعا مثل المشاعر التي ألهمتها الحرب بين إسرائيل وحماس".
واعترف دبلوماسي عربي، طلب عدم الكشف عن هويته، بـ"التحدي الذي تمثله الاحتجاجات"، لكنه قال إنه "إذا ظلت الحكومة المسؤولة بثبات إلى جانب الفلسطينيين، فإن شعبها لن يفعل إلا أن يدعمها بشكل أكبر" مردفا: "ستستمر الاحتجاجات وسيكون هناك ضغط قوي للغاية على السلطات والقادة؛ عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية… فهي قضية مشتركة، إنها في دمائنا".
وأضافت الصحيفة أنه "ربما تبث المقاومة الفلسطينية حياة جديدة في الحركات الإسلامية التي حظيت قضيتها بقدر أقل من الاهتمام نظرا للتركيز الدولي المتزايد على حرب روسيا على أوكرانيا والتنافس الأمريكي مع الصين".