منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن قوات
الاحتلال ومستوطنيه اعتدوا على عمال قطاع غزة في الداخل المحتل، وتعرض عدد منهم للضرب والإهانة، وآخرون تعرضوا للاعتقال والإبعاد باتجاه
الضفة الغربية، وسحب تصاريح عملهم، ناهيك عن ألم البعد عن أهاليهم الذين لا يعرفون عنهم شيئا.
واعتدى الاحتلال الإسرائيلي على عشرات العمال، بالضرب والإهانة، وجرى اعتقال عدد منهم، وفقدان الاتصال بآخرين، وجزء آخر تم ترحيلهم إلى الضفة الغربية ويعيشون في مراكز إيواء وفرت لهم في أريحا ورام الله.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن سلطات الاحتلال ألغت كافة تصاريح العمل التي كان يحملها آلاف العمال الغزيين، ويتم احتجاز المئات منهم في معسكر "عناتوت" في الضفة الغربية.
وبحسب إفادات من عمال، فإن جزءا منهم انتقلوا سريعا إلى المدن الفلسطينية في الضفة بعد هجوم السبت، ووصل بعضهم بشكل فردي إلى هناك، فيما جرى احتجاز عدد آخر قبل ترحيلهم إلى الضفة.
العامل "أبو زكريا" اعتقلته شرطة الاحتلال في مدينة اللد، وجرى إبعاده إلى رام الله، لكنه تم إرساله من أجهزة السلطة الفلسطينية إلى أريحا.
واشتكى بعض العمال من المعاملة السيئة من السلطة الفلسطينية في رام الله، حيث تم إيواؤهم في مركز يتبع للدفاع المدني.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت مصادر لـ"عربي21"، أن السلطة قامت الأحد بنقل
عمال غزة من مراكز رام الله إلى مسكن جامعة الاستقلال العسكرية، ومقرات الدفاع المدني في أريحا، وسط استياء من عدد من العمال من طريقة التعامل معهم، لكن البعض الآخر تحدث عن المعاملة الجيدة من أمن السلطة.
ويقول أحد العمال في فيديو مصور من رام الله، إن أهاليهم في غزة تحت الركام، وهم في الشوارع، ويقول آخر: "الاحتلال علينا والسلطة علينا"، مشيرا إلى المعاملة السيئة من السلطة ونقلهم من مكان إلى آخر.
العامل "أبو الوعد" يقول لـ"عربي21"، إنه عندما بدأت معركة السبت، فإنه كان في طولكرم، وتم توقيف تصاريحهم من الاحتلال الإسرائيلي، وطلب منه وغيره بالتوجه إلى رام الله من أجل تمهيد ترحيلهم إلى غزة في المستقبل.
وأضاف أن بعض العمال في الداخل المحتل جرى اعتقالهم وإطلاق سراح العديد منهم وترحيلهم إلى رام الله، فيما يوجد بعض العمال هم في عداد المفقودين ولا يوجد أي معلومات بشأنهم.
وتم تزويد الصليب الأحمر بأسماء عدد من العمال الذين فقد الاتصال بهم في الداخل المحتل، للبحث عنهم لدى الجانب الإسرائيلي.
وأشار "أبو الوعد" إلى أن عددا كبيرا من العمال لم يتمكنوا من الحصول على أجورهم من مشغليهم المستوطنين، وهم لا يملكون قوت يومهم.
وذكر أن السلطة الفلسطينية لم تقصر بهم في التعامل، ويتم إمدادهم بوجبات الطعام وتوفير مقومات الحياة لهم في المقرات التي خصصت لهم وهي تابعة لجهاز الدفاع المدني.
ونوه إلى أن عددا من العمال تعرضوا للضرب والإهانة والبصق عليهم وشتمهم من المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز، وعدد منهم تم اعتقالهم دون إطلاق سراحهم.
وأكد "أبو الوعد" أنهم يشعرون بالقلق على أهاليهم في قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل عليهم.
وأرسل "أبو الوعد" صورا للمكان الذي أعدته لهم السلطات في رام الله، ويظهر فيه عدد من العمال في غرفة كبيرة على أسرة خصصت لهم.
وفي الملجأ المؤقت الذي أعدته محافظة رام الله، شوهد عمال غزة يجلسون على الفرش، ويتحاورون، ويحاولون إيجاد العزاء وسط ظروفهم الصعبة.
يشار إلى أن العمال من قطاع غزة والحاصلين على تصاريح العمل في الداخل المحتل يبلغ عددهم 18 ألفا و500 عامل.