قال مدير برنامج
السياسة العربية في
معهد واشنطن، ديفيد شينكر؛ إن الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت
الذي كان يركز فيه على التهديد
الإيراني، كانت حماس وغيرها، يزيدون من قدراتهم.
وقال؛ إن هجوم حماس،
غير المسبوق، يشكل حدثا فاصلا، ولم يقتصر على أن الفشل الاستخباراتي لا يختلف عما
حدث في عام 1973، بل إن التداعيات الطويلة الأمد لهذا الهجوم لا تقل أهمية عن
تداعيات حرب عام 1967.
وأضاف: "إحدى
الاستنتاجات الأولية التي يمكن استخلاصها من هذا الهجوم، هي أن استراتيجية الحروب
بين الحروب التي لطالما اعتمدتها إسرائيل، وهي خطة تهدف إلى تقييد خصومها من وكلاء
إيران من خلال العمل الحركي المحدود، لم تكن كافية".
أما الاستنتاج الآخر، فهو أن ترتيب "المال مقابل التهدئة في
غزة، القائم على فكرة أن حماس تهتم
فعليا بحكم المنطقة، كان يشوبه عيوب. وفي أعقاب أحداث السابع من تشرين
الأول/أكتوبر، من الضروري تغيير النموذج الأمني الإسرائيلي.
وقال شينكر: "منذ
أكثر من عقد، تركز المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية بشكل دقيق على التهديد
الذي يشكله البرنامج الإيراني للأسلحة النووية. وفي حين استهدف الجيش الإسرائيلي
بشكل دوري أصول حماس وعناصرها، وكذلك مواقع العمليات الأمامية الإيرانية في سوريا،
تجنبت إسرائيل إلى حد كبير القيام بعمليات واسعة النطاق ضد حماس وحزب الله
اللبناني".
ولفت إلى أن الاحتلال،
يرى أن التهديد الإيراني، وجودي، وتهديدات حماس وحزب الله تكتيكية.
وقال شينكر: "في
فترة زمنية معينة خلال إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، أثار كل مسؤول إسرائيلي زار
واشنطن مخاوف ملحة بشأن برنامج الذخائر الموجهة بدقة التابع لحزب الله، الذي يرمي
إلى تطوير ترسانة الحزب الصاروخية التي تضم 150 ألف صاروخ، من أسلحة تقليدية إلى
أسلحة دقيقة. وفي الآونة الأخيرة، سقط هذا الموضوع من جدول الأعمال الثنائي، ولم
يتخذ الجيش الإسرائيلي أي إجراء واضح لعرقلة تقدم
حزب الله".
إظهار أخبار متعلقة
وتابع: "في غضون
ذلك، كثفت هاتان المنظمتان تعاونهما تحت الإشراف الإيراني، ويمكن الآن اعتبار حماس
من بين وكلاء إيران من دون شك، حيث تنسق بشكل نشط مع طهران وحزب الله".
وقال؛ إنه "نظرا
للعلاقات الوثيقة بين المنظمتين، فمن الصعب التصور أن حماس لم تحصل على التزام من حزب
الله بالتعبئة كما فعلت في عام 2006، بعد أن أسرت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط".
وشدد على أنه
"سيتعين صياغة نهج جديد تجاه إيران، يتعامل مع حماس والجهاد، وحزب الله، على
أنهم يتمتعون بشعبية محدودة، ولا يبدون اهتماما كافيا برفاه مواطنيهم، ومن الضروري
إعادة النظر في استراتيجية الردع التي تتبناها إسرائيل، أو عقيدة الضاحية التي
تعتمد على التهديد بقصف لبنان وغزة وإعادتهما إلى العصر الحجري. وكذلك الحال
بالنسبة إلى الهدنات التكتيكية، على غرار تلك التي سعت إليها إسرائيل مرارا
وتكرارا في السنوات الأخيرة مع "حماس".
ودعا دولة الاحتلال، إلى "اعتماد نهج أكثر استباقية في تعاملاتها مع وكلاء
إيران على حدودها، يجب أن تستمر الحملة في غزة بعد مراحلها الأولية، باستخدام
ذخائر موجهة بدقة للحد من الإصابات في صفوف المدنيين، وسيتعين على القدس أيضا أن
تفكر في تغيير مبادئها التوجيهية الحالية بشأن الاشتباكات العسكرية الحركية في
الأراضي اللبنانية" على حد وصفه.